عربي ودولي

الكرملين ينفي قرصنة أنظمة انتخابية أميركية.. وطموحات لفرض واشنطن السيطرة على البلقان .. ترامب يتجه لإعادة العلاقات مع موسكو

أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه تجاهل المشاكل في واشنطن والتواصل مع موسكو لإعادة بناء العلاقات معها، في وقت أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تطمع بفرض سيطرتها على منطقة البلقان. جاء ذلك في معرض رد تيلرسون الذي يزور نيوزيلندا على سؤال إن كان يخشى سقوط إدارة ترامب بسبب اتهام روسيا بالتدخل في حملة الانتخابات الأميركية، في حين يدلي مدير مكتب «اف بي آي» المقال جيمس كومي بشهادته أمام الكونغرس الخميس.
وقال تيلرسون إن «الرئيس كان واضحاً معي: لا تدع ما يحدث هنا في الساحة السياسية يمنعك من أداء العمل الذي عليك القيام به في هذه العلاقة».
وشهادة كومي هي أول تصريح علني يدلي به منذ أن أقاله ترامب الشهر الماضي وقد تمثل خطراً على الرئيس إذ إن إقالته جاءت في حين كان مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملة ترامب وروسيا التي تقول الاستخبارات الأميركية إنها سعت لزيادة حظوظ ترامب في الفوز وقال تيلرسون إنه ليس بوسعه التعليق على التحقيقات الجارية بشأن دور روسيا وإنه «حقيقة لا صلة لي بأي من هذه المسائل الأخرى». لكنه أضاف «كان الرئيس واضحاً تماما معي بأن روسيا فاعل عالمي مهم وعلاقاتنا اليوم مع روسيا في مستوى متدن جداً وهي تشهد تراجعا بالتالي طلب مني الرئيس أن أبدأ عملية تواصل مع روسيا لتثبيت هذه العلاقة حتى لا تشهد مزيدا من التراجع».
وأوضح أن ترامب طلب منه «تحديد المسائل ذات الاهتمام المشترك حيث يمكننا ربما بناء مستوى من الثقة لإيجاد مجالات يمكننا العمل فيها معا وهذه هي العملية الجارية اليوم».
وتابع «كان واضحاً معي بأن أمضي بأي وتيرة وفي أي مجالات يمكننا فيها تحقيق تقدم».
إلى ذلك نفى الكرملين «بشدة» أمس ما أورده موقع إعلامي أميركي بالاستناد إلى وثيقة سرية لوكالة الأمن القومي «ان اس ايه» بأن قراصنة معلوماتية تابعين للاستخبارات العسكرية الروسية حاولوا اختراق أنظمة انتخابية أميركية قبل الاقتراع الرئاسي في 2016.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «هذه المعلومات لا تمت إلى الواقع بصلة»، مضيفاً «ننفي بشدة أي احتمال بحصول مثل هذا الأمر لم نسمع أي معلومات تؤكد صحة هذه الادعاءات».
وكان موقع «ذي انترسبت» الاخباري نشر الإثنين وثيقة سرية لوكالة الأمن القومي «ان اس ايه» تفيد بأن قراصنة معلوماتية من الاستخبارات العسكرية الروسية حاولوا مرارا اختراق أنظمة انتخابية أميركية قبل الاقتراع الرئاسي في العام 2016. وأشارت الوثيقة المؤرخة في 5 أيار إلى أن عمليات القرصنة استهدفت طوال أشهر شركات خاصة تؤمن أجهزة لتسجيل هويات الناخبين وتجهيزات للحكومات المحلية وذلك حتى قبل أيام فقط من الانتخابات في 8 تشرين الثاني. الا أن الوثيقة لم تحدد ما إذا كان لعمليات القرصنة أثر على الانتخابات التي فاز فيها دونالد ترامب.
كما أعلن بيسكوف أمس أن روسيا تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة محاولات التدخل في شؤونها الداخلية مشيراً إلى أن نوايا الغرب «غير الودية» تجاه موسكو واضحة وبالإمكان ملاحظتها بشكل علني.
وأكد بيسكوف أن من حق البرلمانيين الروس تشكيل لجنة حول التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لروسيا لافتا إلى أن محاولات التدخل هذه موجودة ومعروفة جيداً وتحتاج إلى الانتباه.
في سياق آخر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن انضمام الجبل الأسود إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو» مشروع جيوسياسي غربي لا يعزز أمن الحلف وإنما يقوض مبدأ ضمان الأمن المشترك في أوروبا. وانضمت جمهورية الجبل الأسود الإثنين رسمياً إلى حلف شمال الأطلسى لتصبح الدولة الـ29 ضمنه.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك بمدينة كالينينغراد الروسية أمس أن «انضمام الجبل الأسود لا يعزز أمن هذا البلد لأن أحدا لم يهدد أمنه» مضيفاً إن «الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تطمع بفرض سيطرتها على منطقة البلقان بما في ذلك مقدونيا وكوسوفو والجبل الأسود». وتابع لافروف أن «موسكو لا تعارض التكامل الاقتصادي في القارة الأوروبية إلا أن ناتو فقد منذ زمن بعيد أي مبرر لبقائه واستمرار نشاطه». هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها أرسلت مقاتلة من طراز «سو 27» لاعتراض قاذفة أميركية فوق بحر البلطيق. ونقلت نوفوستي عن الوزارة قولها في بيان إن «الوسائل الروسية لمراقبة المجال الجوي فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق اكتشفت هدفا جويا طائرا على طول الحدود الروسية» مضيفة.. أنه «تم إرسال المقاتلة سو 27 من تشكيلات قوات الدفاع الجوي لأسطول بحر البلطيق لاعتراض الهدف». ولفت بيان الوزارة إلى أن المقاتلة الروسية رافقت الطائرة الأميركية وهي قاذفة من طراز «بي 52» حتى ابتعادها عن الحدود الروسية وعودتها إلى قاعدتها.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن