سورية

أعضاء في «العليا للمفاوضات» يهاجمون الدوحة.. و«الائتلاف» حائر

| الوطن- وكالات

بينما ركب بعض أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة موجة الخلاف السعودي القطري واصطفوا إلى جانب سيدهم السعودي، بدا على «الائتلاف» المعارض المكون الأبرز لها التوجس من أن تؤدي الإطاحة بمشيخة آل ثاني القطرية الداعمة له إلى الإطاحة به، الأمر الذي يترك مؤشرات حول شروخ مستقبلية في «العليا للمفاوضات». واعتبر عضو وفد «العليا للمفاوضات» المشاركة في محادثات جنيف خالد المحاميد، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «قطر مارست دوراً سلبياً» في الأزمة السورية، مؤكداً أنه «كان لديها أجندة مغايرة» لتطلعات السوريين.
وفي تأكيد على أنهم أدوات لدى السعودية وليسوا سوى بنادق بأيدي العائلة المالكة، نصب المحاميد نفسه متحدثاً باسم السوريين، ليعرب عن حقيقته وحقيقة التنظيمات المعارضة التي ينتمي إليها، بقوله: إن السوريين «ليسوا خارج هذا الصراع، بل في لب الموضوع، لأن قطر لاعب رئيسي منذ البداية، ولكن دورها كان سيئ، خاصة في الجنوب السوري». كما اعتبر المحاميد أن «قطر بأجندتها في دعم الإخوان المسلمين والفصائل التي لا تعبر عن الثورة السورية، تسببت بالكثير من الضرر لهذه الثورة»، على حد تعبيره.
وأشار عضو «العليا للمفاوضات»، إلى «الدور المجحف الذي لعبته الدوحة في اتفاق المدن الأربع والوعود التي قطعها السفير القطري إلى جنيف على نفسه وكلامه عن موافقة العليا للمفاوضات على الصفقة، وهو ما نفته الأخيرة».
وتمنى المحاميد على «الإخوة القطريين أن يراجعوا حساباتهم، وأن تستثمر الدوحة الأموال في تنمية الشباب العربي وليس في الحروب الطائفية» الأمر الذي يثير الكثير من الدهشة والاستغراب حول هذا المحاميد الذي يتحدث عن الشباب والتنمية وهو الذي ينتمي إلى معارضة باعت شباب سورية وقضت على مستقبلهم ودمرت التنمية في البلاد.
في المقابل، شدد رئيس دائرة الإعلام في «الائتلاف» المعارض الممول قطرياً، أحمد رمضان، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم»، على «علاقات الائتلاف الجيدة مع كافة الأطراف»، مؤكداً عدم الرغبة في التعليق على الوضع الحالي، وقال بهذا الخصوص: «الموضوع قيد الدراسة ونحن لا نرغب في التعليق حالياً».
ويرى مراقبون، أن الائتلاف الذي شكل بدعم قطري تركي كامل يبدو أنه يتوجس من الأزمة التي قد تطيح به إذا ما أطاحت بداعمته الدوحة، وأنه هرب من إعلان موقفه حالياً وكأنه ينتظر وضوح موقف الداعم الآخر -تركيا- حتى يبني عليه.
وفتح الخلاف القطري السعودي أبواب جهنم على الخريطة السورية في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة نتيجة اختلاف ولاءات الميليشيات وتبعيتها للجهات الممولة بين الدوحة والرياض، وإن كان هذا الخلاف شهد انطلاقة واضحة في غوطة دمشق الشرقية تجددت مرتين خلال عامين ولا تزال رحاها مستمرة إلى اليوم.
وإذا كانت الميليشيات المسلحة متعددة المشارب والأفرع إلا أن ثمة قوى أساسية تقودها أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية المدعومتان قطرياً مقابل جيش الإسلام المدعوم سعودياً دون إغفال أن النصرة فرع من تنظيم القاعدة الإرهابي الممول أساساً من السعودية، وأن أغلبية الميليشيات الإخوانية ممولة قطرياً إذ وصل عدد الميليشيات في إحدى مراحل الأزمة السورية إلى نحو 1000 ميليشيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن