سورية

الرقة.. مدينة الخلافة العباسية

تتركز الأنظار حالياً على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الإرهابي في سورية، التي دخلتها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ذات الأغلبية الكردية من الجهة الشرقية بعيد إعلانها «المعركة الكبرى لتحرير» المدينة من أيدي التنظيم. وفي تشرين الأول 2016، أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة، وفي الخامس من تشرين الثاني العام 2016، أعلنت «الديمقراطية»، بدء حملة «غضب الفرات» لطرد التنظيم من الرقة بدعم من التحالف. وبعد سيطرتها على مناطق واسعة في ريف الرقة الشمالي، أعلنت «قسد» في العاشر من كانون الأول 2016 بدء المرحلة الثانية من الحملة لـ«تحرير» الريف الغربي حيث تقع مدينة الطبقة الإستراتيجية وسد الفرات.
وسيطرت تلك القوات في السادس من كانون الثاني على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على اكبر سجن يديره تنظيم داعش قرب سد الفرات.
وفي إطار المعركة المستمرة، أعلنت «قسد» في 31 كانون الثاني حصولها للمرة الأولى على مدرعات أميركية وتلقيها وعودا من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمزيد من الدعم.
في الرابع من شباط، أعلنت «قسد» بدء المرحلة الثالثة من الحملة لطرد التنظيم من ريف الرقة الشرقي، وبعد نحو أسبوعين، قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»: إن «قادة داعش بدؤوا بمغادرة الرقة على وقع تقدم الديمقراطية»، وفي السادس من آذار، قطعت «الديمقراطية» طريق الإمداد الرئيسي لداعش بين الرقة ومحافظة دير الزور.
في 22 آذار، أعلنت «البنتاغون» أن قوات أميركية قدمت دعماً نارياً وإسناداً جوياً لعملية عسكرية نفذتها «قسد» لاستعادة السيطرة على سد الفرات غرب الرقة، وتحدثت «قسد» عن عملية إنزال جوي «ناجحة» لقوات أميركية وعناصر منها جنوب نهر الفرات تمهيداً لهجوم على مدينة الطبقة ومطارها العسكرية وسد الفرات.
في 26 آذار، استعادت «قسد» مطار الطبقة العسكري الذي كان يسيطر عليه التنظيم منذ آب 2014 على بعد 50 كلم غرب الرقة.
وفي 10 أيار 2017، سيطرت «الديمقراطية» على مدينة الطبقة وسدها، المرحلة الرئيسية في المعركة ونهاية المرحلة الرابعة من العملية.
في 12 أيار 2017، أعلنت «قسد» أن الهجوم النهائي نحو الرقة سيكون على الأرجح في حزيران. وفي 6 حزيران، أعلنت «قسد» بدء «المعركة الكبرى» للسيطرة على مدينة الرقة، ودخلت بعد ساعات الجهة الشرقية من المدينة.
والرقة، مدينة عمرها آلاف السنين، بلغت أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية، وفي العام 722م، أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة، واندمجت المدينتان في وقت لاحق.
بين 796م إلى 809م، اتخذها الخليفة العباسي هارون الرشيد الرقة عاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وبنى فيها قصورا ومساجد.
وفي عام 1258، دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد.
تتمتع مدينة الرقة بموقع إستراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهم، وهي قريبة من الحدود مع تركيا وتقع على بعد 160 كيلومتراً شرق حلب وعلى بعد أقل من مئتي كلم من الحدود العراقية.
وأسهم بناء سد الفرات على مستوى مدينة الطبقة الواقعة إلى الغرب منها في ازدهار مدينة الرقة التي لعبت دوراً مهما في الاقتصاد السوري بفضل النشاط الزراعي. ويبلغ عدد سكان المدينة نحو 300 ألف بينهم نحو 80 ألفاً من النازحين خصوصاً من محافظة حلب، إضافة إلى آلاف الجهاديين مع عائلاتهم.
أ ف ب

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن