سورية

معركة درعا: حاسمة والجيش مصمم على إنجازها بأقصر وقت

| الوطن

تكتسب مسألة حسم الجيش العربي السوري للمعركة في مدينة درعا وما حولها بأقصر وقت ممكن أهمية بالغة، نظراً لما يخطط لهذه المنطقة من أطراف إقليمية ودولية.
الجيش العربي السوري وفي التوقيت المناسب بدأ وحلفاؤه حملة عسكرية واسعة على «جبهة النصرة» الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لها في مدينة درعا وما حولها، صباح السبت الماضي، بعد أيام من الحديث عن حشد الجيش لقواته في محيط المدينة، والتمهيد للبدء بعمليات الاقتحام في محاور مختلفة بهدف عزلها عن ريفيها الشرقي والغربي وحصار الأحياء الواقعة تحت سيطرة «النصرة» وحلفائها.
معركة الجيش التي حقق من خلالها تقدما في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من الجولان شرق المدينة، بدأت مع تحركات ومخططات للولايات المتحدة والأردن وكيان الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى السيطرة على جنوب سورية، أي على محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا، عبر أدواتها من تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة بالترافق مع مخططات للسيطرة على الشريط الحدودي بين سورية والعراق، وبالتالي خنق البلاد من الجنوب والشرق.
وبدأت معركة الجيش في مدينة درعا، بالتمهيد الناري والقصف التمهيدي قبل بدء الاقتحام، وتحديداً من جهة صوامع غرز وشرق مخيمي درعا باتجاه أحياء المدينة القديمة، بهدف الالتفاف على الأحياء الشرقية، وتجنّب الصدام المباشر مع المسلحين في المخيمين، وبالتالي محاولة جرّ المسلحين إلى معركة في المناطق المفتوحة حيث التفوّق العسكري للجيش، من أجل فصل درعا البلد عن ريفها الشرقي، ومنع وصول الإمدادات إلى المسلحين داخلها، ومن ثم التقدم من غرب المدينة لإطباق العزل عن الريف الغربي، وإحكام السيطرة النارية على الطريق الحربي الممتد من تل شهاب حتى معبر نصيب، ليكون بذلك طريق الجمرك القديم الوحيد للمسلحين عبر الأراضي الأردنية، والذي سيصبح ساقطاً ناريا في حال إطباق الحصار على المدينة من الناحية الغربية وبالتالي تقع درعا البلد في الحصار والعزل.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ذكر، أن الجيش العربي السوري وجه ضربات مدفعية وصاروخية وجوية على مناطق تواجد «النصرة» في مدينة درعا، منذ فجر السبت الماضي، وبلغت 52 غارة نفذتها الطائرات الحربية والمروحية، و145 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض أرض أطلقها الجيش السوري، و110 ضربة جوية نفذتها الطائرات المروحية، إضافة لـ190 قذيفة مدفعية وصاروخية على الأقل.
واستهدف الجيش السوري بشكل مركّز، مناطق تواجد «النصرة» وحلفائها في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا، وأطراف مدن الحارة، ونوى وأنخل وجاسم وبلدتي أم المياذن والغارية الغربية.
في العام الماضي أدرك الجيش العربي السوري وحلفاؤه ما كان يخطط لمدينة حلب من قبل النظام التركي وأدواته وأصر على إفشال تلك المخططات ونجح في ذلك، واليوم يدرك تماما ما يخطط لمدينة درعا وهو مصمم على إفشال ذلك وسينجح كما نجح في حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن