عربي ودولي

زعماء وأمراء يتوسطون لتسوية الخلاف الخليجي … قطر تقبل بالوساطة.. وأبو ظبي تطالب بضمانات.. وأمير الكويت في السعودية لرأب الصدع

| وكالات

فيما بدا أنه مزيد من البارود على نار الأزمة المستعرة بين دول خليجية وقطر، أعطت مشيخة الأخيرة أوامر لجميع الوحدات بفتح النار على أي قطعة بحرية تدخل أو تحاذي المياه الإقليمية لقطر، من جهتي الشرق أو الغرب.
وفي الوقت نفسه أعلنت قطر استعدادها لتسهيل الوساطة لرأب الصدع مع الدول الخليجية، فيما أكد وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها، في حين تحركت كل من الكويت وعمان في اتصالات مكوكية لاحتواء الأزمة.
وفي اليوم الثاني من الأزمة بين عدد من الدول الخليجية وقطر جاء في كتاب من رئيس مجلس الوزراء القطري عبد اللـه بن ناصر بن خليفة آل ثاني موجه إلى وزير الدولة لشؤون الدفاع ونشره نشطاء على موقع «فيسبوك»: «بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، يتم ضم الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود التابعة لوزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع».
وأضاف رئيس الوزراء في الكتاب: «تعطى أوامر لجميع الوحدات بفتح النار على أي قطعة بحرية (مدنية/عسكرية) تدخل أو تحاذي المياه الإقليمية للدولة، من جهتي الشرق أو الغرب، دون الرجوع إلى القيادة».
وتابع رئيس الوزراء في الكتاب «نسترعي عناية سعادتكم أن هذا التوجيه لا ينطبق على القطع البحرية القادمة من جهة الشمال، من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
من جهة ثانية، أكدت قطر أمس استعدادها لتسهيل الوساطة لرأب الصدع مع الدول الخليجية، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز». وأكد وزير خارجيتها في حديث تلفزيوني رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها.
كذلك أكد آل ثاني أن «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرر تأجيل خطاب له كان مقرراً أن يلقيه مساء الإثنين من أجل منح فرصة لجهود الوساطة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح».
وتحدث آل ثاني عن «تلقي عروض من أجل الوساطة»، إلا أنه أوضح أن «قطر تتمسك بحلّ الخلافات داخل المنظومة الخليجية».
ومن جانبها أكدت أبو ظبي أن أي حل للأزمة يجب أن يكون مرفقاً بضمانات. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على تويتر «بعد تجارب الشقيق السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة»، مضيفاً «لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة».
بالتزامن مع ذلك توجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى السعودية للتوسط في قضية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن الأمير غادر إلى جدة على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية والإعلام. وكان نواب كويتيون أفادوا في وقت سابق خلال جلسة برلمانية أن أمير البلاد سيزور السعودية للقيام بوساطة في هذه القضية.
وكان الصباح قد أجرى عقب استقباله خالد الفيصل مستشار الملك السعودي واستلامه رسالة شفوية من الملك سلمان بن بعد العزيز، اتصالاً هاتفياً بأمير دولة قطر.
وبحسب وكالة «كونا» الكويتية، فقد تمنى أمير الكويت على أمير دولة قطر، «تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، إتاحة للمجال لجهود رأب الصدع وحل الأزمة»، في إشارة تدل على أن الكويت بدأت تمارس جهوداً دبلوماسية لحل الأزمة.
يأتي ذلك في وقت يجري فيه يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، مباحثات واسعة في الدوحة ضمن زيارة غير معلنة مسبقاً، التقى خلالها أمير قطر، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
في الأثناء، نقلت وسائل إعلامية عن مصادر في الرئاسة التركية أن أردوغان أجرى اتصالات هاتفية مع كل من أمير قطر وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، مشيرة إلى أن أردوغان عرض على الزعماء الخليجيين استعداده للمساهمة في إيجاد حل سلمي للتوتر الحاصل بين دول المنطقة.
أما الجزائر فقالت أمس إنها تتابع «باهتمام بالغ» الوضع بعد قرار دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وناشدت الأطراف المعنية حلّ خلافاتها عبر الحوار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن