رياضة

الدولي قوجه: التحكيم جيد وعلى الحكم أن يطوّر نفسه

| مهند الحسني

تعاني الصافرة السلوية لدينا الأمرّين نتيجة الهجرة الكبيرة التي شهدتها القاعدة التحكيمية منذ بداية الأزمة بالبلاد، إضافة إلى وصول الكثير من الحكام إلى أبواب الاعتزال من دون أن يكون هناك رافد تستطيع من خلاله سد النقص الكبير الحاصل بمفاصل القاعدة، الأمر الذي أثر في سير مباريات الدوري، وخاصة هذا الموسم، حيث أطلت حالات من الشغب برأسها على أغلبية المباريات، فعكرت أجواءها، وكادت تودي بها في الهاوية، ولم تنفع محاولات القائمين على أمور اللجنة في رأب الصدع، فكانت النتائج مؤسفة وغير مجدية، وقد هاجر بعض الحكام الدوليين الذين شهدت لهم صالات السلة المحلية بقوة صافرتهم وجرأتها، لكن ظروفهم الصعبة سمحت لهم بالهجرة.
«الوطن» التقت الحكم الدولي هيثم قوجه الذي قدم من الإمارات العربية لقيادة مباريات الدوري السوري، وأجرت معه الحوار التالي:
كيف وجدت التحكيم السوري بعد هذا الغياب؟
التحكيم السوري جيد، ولكن لاحظت أن ظروف البلد قد أثرت في الحكام من الناحية البدنية أولاً لأنها السبيل لاتخاذ أي قرار في الملعب، أما الناحية الفنية فسببها عدم وجود دورات ومعسكرات للحكام مع احترامي لزملائي الذين أفتخر بهم، وعليهم بالعمل على أنفسهم.
ما الحلول لتطوير مستوى الحكام بعد هذه المهازل؟
طبعاً هناك حلول، بداية الأمر لابد من أن تنطلق من ذاتية الحكم نفسه، بحيث يجب أن يعتني بنفسه على الناحيتين البدينة والفنية، ومراجعة كل جديد في تعديلات قانون السلة، وعلى اتحاد اللعبة أن يحاول تأمين معسكرات ودورات للحكام حسب ظروفهم.
ما الفرق بين الصافرة الإماراتية والسورية في الوضع الراهن؟
لا يوجد فرق أبداً، ولكن في الإمارات نحن نحتك مع حكام من جميع الدول، ولدينا بطولات عربية وآسيوية كثيرة، ومن الطبيعي أن تزيد هذه الدورات خبرتنا وقراءتنا للمباريات، وتساهم أيضاً في رفع مستوانا.
هل يكفي المال فقط لتطوير مستوى الحكم؟
لم يكن المال وحده سبباً في تطور الحكام، لكونه عبارة عن وسيلة فقط، فأنا ذهبت إلى أوروبا على نفقتي الخاصة رغم ظروفي المعيشية الصعبة بالإمارات، لكني حاولت أن أوفر قدر الإمكان من أجل الحصول على موافقة لاتباع دورة عالية المستوى، وكذلك الحال عند المراقب الدولي مزاحم حويج الموجود في سورية، حيث تمكن من السفر على حسابه الخاص إلى معسكر عمان قبل أشهر قليلة، ولدي الكثير من المراجع والتعديلات والتفسيرات الخاصة بالقانون الدولي التي حصلت عليها من موقع الاتحاد الدولي الفيبا، وقمت بترجمتها، وبدأت بدارستها كل يوم من أجل أن أبقى على تواصل دائم مع كل شيء جديد.
هل تنوي العودة والاستقرار بسورية بعد هذه التجربة الاحترافية؟
بصراحة قلبي متعلق بالسلة السورية، وأتمنى من كل قلبي أن أعود إلى الصالات السورية لأني في غاية الاشتياق للجمهور السوري، ويبدو أن هذا الشيء قريب إن شاء الله.
ما سبب عدم بقائك لنهاية الدوري وسافرت قبل النهائي؟
لا أريد أن أتحدث عن حقائق معيبة كانت سبباً في عودتي بهذه السرعة، لكني أحب أن أرسل رسالة إلى كل القائمين على السلة السورية، بأنني قد وصلت إلى مستوى عال في التحكيم على مستوى الوطن العربي، وحتى الآسيوي، ولست مستعداً للتخلي عنه بسبب أي شخص، وعندما أدخل الملعب ليس لدي غير فريقين، وأرغب أن أعطي كل فريق حقه مهما كانت الصعوبات والظروف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن