رياضة

تأجيل لقاء الاتحاد والوثبة.. اتحاد الكرة وافق على مضض واهتمام قيادي بالمصابين

| حلب – فارس نجيب آغا

ما حدث يبدو أشبه بفيلم أكشن لم يكن بالحسبان، وعلى غرار هوليود دفع ثمنه بعض لاعبي نادي الاتحاد قبل خوض مباراته الرابعة في مرحلة إياب دوري المحترفين لكن القدر أراد حدوث ذلك من خلال اعتداء قام به أحد المتهورين معتبراً نفسه فوق القانون وقد أدى لإصابات بليغة أسفرت عن نقل المصابين على جناح السرعة إلى مشفى حلب الجامعي وعلى ما يبدو أن الأزمة كشفت الكثيرين من ضعاف النفوس الذين يجب قمعهم من أصحاب الشأن وانتزاع السلاح من أيدي هؤلاء العابثين بأمن البلد، فما حدث لا يمكن أن يمر مرور الكرام والقضية باتت قضية رأي عام ولن تنحصر بالجانب الرياضي فقط، والمؤسف أكثر هو عدم تجاوب اتحاد كرة القدم على الفور حول إرجاء المباراة وإصراره على إقامتها، معتبراً أنه لا يوجد ما هو عائق لخوضها والأحداث جرت خارج أسوار الملعب وتعتبر شخصية، حيث قابلها ردة فعل غاضبة من الجماهير التي حضرت وأيدت من جانبها لاعبيها بعدم النزول لأرض الملعب لأن رفاقهم مضرجون بدمائهم في مشفى حلب الجامعي مع تضامن منطقي حضر من لاعبي الوثبة الذين أسفوا لما حدث وإرجاء اللقاء أمر أقل من عادي في ظل الأجواء المعكرة التي جاءت قضاءً وقدراً.

إصابات ودماء
بعد أداء صلاة الجمعة من لاعبي الاتحاد تم الإيعاز لهم بالاجتماع في منزل أحدهم بغية انتظار الحافلة التي ستقلهم لملعب رعاية الشباب لخوض النزال ضد الوثبة، وحين هم اللاعبون بالخروج ونتيجة فتح وإغلاق باب المبنى صدرت بعض الأصوات التي أزعجت أحد القاطنين، فما كان منه إلا التهجم على اللاعبين بعد ملاسنة ليقوم المدعو (م. م) بإشهار السلاح الأبيض وطعن كل من (حسام الدين عمر وعبد اللطيف سلقيني)، ومع تدخل اللاعبين لفض النزاع لم يكتف بعملية الطعن بل قام بإشهار السلاح وإطلاق النار بشكل عشوائي ما أدى لإصابة (يوسف أصيل ومحمد الأحمد) ثم حاول الفرار.
أحمد كلاسي من جانبه حمل المصابين بسيارته الخاصة وتم إسعافهم إلى مشفى حلب الجامعي والدماء تسيل منهم بشكل غزير، وعلى الفور حضرت دورية برئاسة ضابط وعناصر من فرع أمن الدولة وتم حصار المبنى وإلقاء القبض على مطلق النار.

موقف رافض
بعد الأحداث المؤسفة حاولت إدارة نادي الاتحاد فتح قنوات اتصال مع مسؤولي اتحاد كرة القدم لوضعهم بصورة الموقف وطلب إرجاء المباراة حيث يستحيل خوضها واللاعبون مشتتون فمنهم من توجه للملعب ومنهم من ذهب إلى المشفى للاطمئنان على وضع المصابين، والصدمة كانت بعدم التجاوب وقوبل طلبهم بالرفض المطلق من اتحاد الكرة، وحكم اللقاء السيد مازن الغايب حضر للملعب واعتبر وجوب إقامة المباراة حيث لا يوجد أي تأجيل كما تم تداوله، وبعد مغادرة لاعبي الوثبة والاتحاد الملعب نحو الحافلة تمت إعادتهم من جديد مع هاتف وصل لحكم اللقاء من فادي دباس كما أكد يعلمه بعدم وجود قرار قد صدر لإرجاء المباراة، وهي قائمة وسط اعتراض كبير من لاعبي الاتحاد ورفضهم اللعب لأن زملاءهم مازالوا تحت العمل الجراحي وتضامن لاعبو الوثبة الذين عبروا عن أسفهم مؤكدين صعوبة خوض النزال في تلك الأجواء الصعبة.
مخاض عسير
مراقب المباراة ياسر مصطفى حضر إلى مشفى حلب الجامعي وعاين وضع اللاعبين المصابين في غرفة العمليات، وبعد وصوله إلى ملعب المباراة أكد أنه نقل الصورة التي شاهدها لكن لم يطلب منه تأجيل اللقاء، وبعد تدخل رئيس اللجنة التنفيذية في حلب الأستاذ أحمد منصور والاتصال مع نائب رئيس منظمة الاتحاد الرياضي العام وشرح تفاصيل ما حدث واستحالة خوض المباراة، خاصة أن لاعبي الاتحاد بات قسم منهم في المشفى ورفض البقية خوض المباراة في ظل الأجواء المشحونة ليأتي اتصال جديد من دمشق لمراقب المباراة يعلمه بضرورة تأجيل المباراة حتى إشعار آخر وذلك بعد مخاض عسير.

اهتمام قيادي
الشيء المؤسف أن ما حدث هو حالة إنسانية يمكن أن تجري مع أي فريق، فلماذا لم يبادر اتحاد كرة القدم ويرجئ اللقاء وهناك حالات خطرة؟ ولماذا لم يقدر الموقف كوضع إنساني صعب ويعمد منذ البداية للتجاوب وخاصة أن الموقف لا يحتاج لوساطات واتصالات عديدة وعمليات ضغط حتى يقتنع قوى الأمن الداخلي من جانبها قامت على الفور بفتح تحقيق والاستماع لإفادات الشهود من اللاعبين مع حضور عاجل لأمين فرع الحزب الرفيق فاضل نجار الذي زار اللاعبين ووجه لضرورة العناية بهم وأن يأخذ التحقيق مجراه، وبادرة حسنة سجلت من خلال حضور الجهاز الفني واللاعبين لنادي الوثبة لزيارة الجرحى المصابين معتبرين أن حياة اللاعبين فوق كل اعتبار، مع شكر جزيل وجه من أمين فرع الحزب لبعثة نادي الوثبة التي عبرت عن أصالتها وتضامنها، كما قام السيد محافظ حلب السيد حسين دياب مساءً بزيارة الأصيل والأحمد بمشفى حلب الجامعي ليطمئن عليهم ووجه للعناية بهم، فيما غادر العمر والسلقيني بعد تلقيهم العلاج المناسب.
نهاية نأسف لما حدث ونتمنى على الجرحى الشفاء العاجل والعودة لملاعبنا بأسرع وقت ممكن، مع الإشارة إلى مدى التضامن الذي سجل على صفحات الفيسبوك من لاعبي وجماهير بقية الأندية وهكذا عهدنا رياضيينا وقت المحن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن