عربي ودولي

استقالة مستشارين اثنين لرئيسة الوزراء البريطانية بعد نكسة الانتخابات … مقامرة ماي تنتهي بحكومة أقلية قبل محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي

قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها ستقود حكومة أقلية بدعم من حزب صغير في أيرلندا الشمالية بعد أن خسرت رهانها في الانتخابات العامة قبل بدء محادثات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
على حين أعلن المستشاران الخاصان لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استقالتهما السبت بعد خسارة حزبها المحافظ الأغلبية المطلقة في البرلمان إثر انتخابات قوضت سلطتها.
وأفادت تقارير أن كبار أعضاء الحزب المحافظ الحاكم اشترطوا رحيل مديري مكتبها نيك تيموثي وفيونا هيل للسماح ببقاء ماي في الحكم بعدما أفقدتها انتخابات الخميس الأغلبية في البرلمان.
ولكن استقالتهما ستشكل ضربة جديدة لرئيسة الوزراء التي اعتمدت على نصائحهما ودعمهما منذ كانت وزيرة للداخلية.
وكانت ماي قد دعت إلى انتخابات مبكرة لتعزيز موقفها في محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وهي واثقة من تعزيز أغلبية حزب المحافظين الذي تقوده. لكن بدلاً من ذلك تقلصت سلطتها.
وقالت ماي في بيان بعد الصعود المفاجئ لحزب العمال المعارض تحت قيادة زعيمه اليساري جيريمي كوربين: «آسفة لجميع المرشحين والعاملين في الحزب الذين عملوا بجد ولم يحققوا نجاحاً»، مضيفة: «بينما أتأمل النتائج سأتأمل فيما نحتاج لعمله في المستقبل لدفع الحزب للأمام».
وتواجه ماي الآن خطر زيادة المعارضة لخططها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي من داخل وخارج حزبها. وقد يسعى بعض زملائها لاستبدالها رغم أن مصدراً في الحزب قال إن المنصب يبدو في الوقت الراهن أشبه بالكأس المسموم. وقال المصدر لرويترز «ستبقى في الوقت الراهن».
وتوجهت ماي إلى قصر بكنغهام ظهر الجمعة لطلب تفويض من الملكة إليزابيث بتشكيل حكومة جديدة وهو تقليد متبع في النظام البريطاني.
وذكر مكتبها في وقت لاحق أن وزراء المالية والخارجية والدفاع وشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي سيبقون في مناصبهم.
والمقاعد العشرة التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية الذي ينتمي لتيار يمين الوسط والمؤيد للانسحاب من الاتحاد الأوروبي كافية لتمنح حزب المحافظين اليميني أغلبية هشة قالت ماي إنها ستتيح لها التفاوض على الخروج بنجاح من التكتل.
وذكر الحزب الديمقراطي الوحدوي أنه سيدخل في محادثات ولم تتضح مطالبه بعد. ولأن أي صفقة من غير المتوقع أن تتضمن تشكيل ائتلاف رسمي فقد لا تؤجل المحادثات تشكيل حكومة.
وعبر زعماء الاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم من أن تؤدي خسارة ماي الصادمة لأغلبيتها البرلمانية إلى تأجيل محادثات انسحاب بريطانيا من التكتل والمقرر أن تبدأ يوم 19 حزيران ومن ثم زيادة احتمالات إخفاق المفاوضات.
وبعد إعلان نتائج 649 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغ عددها 650 مقعداً، حصل المحافظون على 318 مقعداً وحصل حزب العمال على 261 مقعداً وحصل الحزب القومي الاسكتلندي على 34 مقعداً.
ودعا كوربين زعيم حزب العمال ماي إلى الاستقالة وقال إنه يريد تشكيل حكومة أقلية.
إلى ذلك هبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته أمام الدولار في ثمانية أسابيع وأمام اليورو في سبعة أشهر قبل أن يتعافى قليلاً بعد أنباء تشكيل ماي للحكومة بدعم الحزب الديمقراطي الوحدوي.
ولم يقدم الحزب الذي أشارت له ماي بأنه صديق أي التزام في تصريحاته المبدئية.
وقالت زعيمة الحزب أرلين فوستر للصحفيين «تحدثت معي رئيسة الوزراء وسنخوض مفاوضات مع المحافظين لنرى إن كان من الممكن تحقيق الاستقرار لبلدنا في هذا الوقت الذي ينطوي على تحديات كبيرة».
ومن المقرر بدء المحادثات بالغة التعقيد المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون عشرة أيام فقط. لكن لا يبدو واضحاً الاتجاه الأساسي الذي ستسلكه محادثات الخروج.
رويترز- أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن