عربي ودولي

ترامب يتهم الدوحة بتمويل الإرهاب.. و«العديد» تعمل كالمعتاد … روسيا تعرض وساطتها.. وقطر مازالت تستجدي الحوار

بينما تشعر واشنطن بالارتياح إزاء مصير القوات الأميركية في قاعدة «العديد» القطرية وأن الرئيس دونالد ترامب على ثقة تامة بأن التسوية سوف تتم في مصلحة الولايات المتحدة، ما زالت قطر تبحث عن أي مخرج من أزمتها العميقة مع دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى دول أخرى، دخلت روسيا على خط الأزمة عارضة وساطتها للحل، فبعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن قطر لها تاريخ طويل في تمويل الإرهاب، ذهب وزير خارجية النظام القطري على وجه السرعة إلى موسكو لاستجداء وساطتها بعدما استجدت دولته الحوار مع دول الخليج ولكن من دون جدوى.
هذا ودعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس إلى الحوار بين قطر والدول المقاطعة لها، عارضا مساعدة بلاده للتوسط في الأزمة، على حين أكد نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن الـثاني أن مجلس التعاون الخليجي هو الإطار الأنسب للحوار.
وقال لافروف في بداية لقاء مع الوزير القطري في موسكو «تابعنا بقلق أخبار هذا التصعيد» مضيفاً «لا يمكن أن نرتاح لوضع يشهد تدهورا في العلاقات بين شركائنا».
ودعا الوزير الروسي إلى «تسوية أي خلافات من خلال الحوار».
وقال لافروف إن بلاده «على استعداد لمحاولة القيام بكل ما هو في مقدورها» للمساعدة على تسوية الأزمة، مشدداً على ضرورة وحدة الصف لمكافحة الإرهاب.
هذا وأبدى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن الـثاني استغرابه تجريم الدوحة بسبب علاقاتها مع طهران، وأكد أن بلاده لن تكون سببا في زعزعة الاستقرار في الخليج عبر تحالفات خارجية.
وتساءل في حوار مع قناة «روسيا اليوم»: «قطر تريد علاقات إيجابية مع إيران، ولكن دول الخليج الأخرى تسعى إلى علاقات مماثلة مع طهران أيضا، إذا لماذا تجريمنا»؟
وفي موضوع العلاقات مع الولايات المتحدة، قال الوزير القطري: «حاربنا الإرهاب مع واشنطن ونستغرب أن تبني الأخيرة مواقفها على آراء دول أخرى»، لكنه اعتبر أن «شراكتنا مع الولايات المتحدة تتجاوز المشكلات التي يريد الآخرون إثارتها».
أما فيما يتعلق بجديد الموقف الأميركي فقد أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب غير قلق بالمطلق إزاء مصير قوات بلاده في قاعدة العديد القطرية وأنه على ثقة تامة بأن التسوية سوف تتم في مصلحة الولايات المتحدة.
وجاء تصريح البيت الأبيض هذا في أعقاب توضيحات صدرت عن البنتاغون أكد بها مصدر عسكري مطلع أن «الحصار الخليجي لقطر لن يفضي إلى تعليق استخدام قاعدة العديد، لكنه سوف يعيق التخطيط الإستراتيجي لعمليات قتال داعش العسكرية التي تديرها واشنطن من القاعدة القطرية».
وأكد الناطق باسم البيت الأبيض أن «الحد من القيود المفروضة على قطر والتخفيف عنها، لا يعني بأي شكل من الأشكال عودة المياه إلى مجاريها وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها والعودة بالوضع إلى سابق عهده في التعامل مع الدوحة».
وكان الرئيس الأميركي دعا النظام القطري إلى وقف تمويل جماعات ترتكب أعمالاً إرهابية مشيراً إلى أن لهذا النظام تاريخاً في القيام بذلك على مستوى عال جداً.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الجمعة إن «دولة قطر للأسف قامت تاريخياً بتمويل الإرهاب على مستوى عال جداً».
من جهته دعا تيلرسون النظام السعودي وحلفاءه إلى تخفيف الحصار عن قطر زاعماً أنه «يضر بالعمل العسكري للولايات المتحدة وبالعمليات ضد تنظيم داعش».
أما في سياق المواقف المؤيدة للدوحة فقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أبلغ وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الأزمة مع قطر يجب أن تنتهي قبل نهاية رمضان.
وبخصوص القاعدة العسكرية في قطر، قال أوغلو إن هدفها حماية الخليج وليس ضمان أمن دولة واحدة.
هذا وتستعد تركيا لنشر قوات في قطر، وقالت صحيفة «حرييت» التركية إن هناك خططاً لنشر ما بين 200 و250 جندياً في غضون شهرين في المرحلة الأولية.
خليجيا استدعت الكويت 3 مواطنين وردت أسماؤهم في قائمة الإرهاب الخليجية العربية ووضعتهم تحت الرقابة المشددة، وسحبت جوازاتهم ومنعتهم من السفر.
وأدرجت الدول العربية الأربع السعودية والإمارات ومصر والبحرين في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، 59 شخصا، و12 كيانا، منها مؤسستا قطر وعيد الخيريتان اللتان تمولهما الحكومة القطرية.
وضمت القائمة أيضاً 26 مصريا بينهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي وعدد من قادة الجماعة الإسلامية كطارق الزمر وعاصم عبد الماجد ومحمد شوقي الإسلامبولي.
إلى ذلك أكد مسؤول العلاقات الدولية في حركة «حماس» أسامة حمدان مغادرة قيادات من الحركة للدوحة، مبررا الأمر بترتيب البيت الداخلي لحماس في أعقاب الانتخابات.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن