رياضة

في التشاركية الإعلامية … شركاء في الخسائر فرقاء في المصلحة العامة

| مهند الحسني

كتقريع آذاننا من أغاني الهرج والمرج التي نسمعها في حافلات النقل العامة يدأب القائمون على قيادة رياضتنا تقريع آذاننا بأغان من أسطوانات مشروخة عن أبوابهم المفتوحة أمام الإعلام ورجاله، وبأنهم في الصف نفسه نحو الوصول إلى المصلحة العامة لرياضتنا، وبأن الإعلام شريك في النجاح الرياضي وبأن وبأن… ويحلقون بنا من واقع رياضتنا البائس ليحطوا بنا في قصور المدينة الفاضلة هذه المدينة التي تنهار أبوابها، وتسقط تحت وطأة براكين الغضب وزلازل الاستنكار من القيادة الرياضية أمام أول نقد بنّاء يطول عملها، أو أمام أي تصريح أو تلميح يتناول فشلاً هنا أو هناك، لنكتشف بأن أبوابها مفتوحة حقاً لمن يحمل طبلاً أو مزماراً ليطبل ويزمر لأي إنجاز أعرج أو شبه ميدالية في بطولات خلبية، وبأن الإعلام يجب أن يكون ناطقاً بمقولة يا محلى الكحل في عينك، وبأن الإعلامي الناجح هو الذي يتعامى عن الفشل والأخطاء، ويبحث عن قشة نجاح أو إبرة إنجاز في كومة قش الفشل الرياضي، وإذا أخفق هذا الإعلامي بالتعامي عن رؤية كوم القش فإن التهديد والوعيد حاضران، والتصريح والتلميح بإساءة هنا أو هناك هما مصير كل منتقد، وبأن حجب المعلومات هو أول الإجراءات، وليس آخرها لتتحول المنظمة الرياضية إلى مزرعة خاصة تمنح من أتقن التطبيل وتمنع من يبحث عن الخبر أو المعلومة.
رياضتنا لن تسير إلى الأمام خطوة واحدة ما دامت تدار بعقلية الأنا، والنظر إلى الإعلام على أنه جراح التجميل الواجب عليه تغطية قبح إنجازات رياضتنا وفشلها.
تطوير ما يدعو للتساؤل الممزوج بضحكة ذات مغزى أن المكتب التنفيذي قرر مؤخراً العمل عل النهوض بالإعلام الرياضي، وكأن مهامه المسندة إليه في تطوير ألعابنا الرياضية بألف خير، فكرة القدم في تراجع مستمر، وينطبق حالها مع واقع كرة السلة، أما كرتا الطائرة واليد فحدث بلا حرج، وباقي الألعاب تئن تحت وطأة توافر الإمكانات المادية ويبدو أن زمن الطفرات قد ولى منها.
ويبدو أن آخر فصول التشاركية الإعلامية ومصداقيتها تجلت في إدارة منتخب رجال السلة التي قررت منع تعاطي أي فرد من أفراد المنتخب مع الإعلام الرياضي لحين تعيين الفريق الإعلامي للمنتخب، ولا نعرف إلى متى سنبقى ننتظر هذا القرار ليتسنى لنا التحدث مع لاعبي المنتخب بوضوح وشفافية، ثم لا نعلم كيف ستكون الآلية التي ستحددها إدارة المنتخب للتحدث مع اللاعبين والجهاز الفني، هل هي برفع الإصبع كما يحدث في المدارس الابتدائية، أم هناك طريقة حديثة ومتطورة لا نعلمها؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن