سورية

ميليشيات درعا تقرع طبول الهزيمة

| الوطن

مع الضغط الكبير الذي يشكله الجيش العربي السوري على جبهة النصرة الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في مدينة درعا، راح المسلحون يتحدثون عن صعوبة المعركة وقساوة المعركة، وتوجيه الانتقادات لبعضهم البعض، في تلميح إلى احتمالية اندحارهم في هذه المعركة كما حصل في العديد من المدن.
وبدأ الجيش العربي السوري وحلفاؤه حملة عسكرية واسعة على «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في مدينة درعا وما حولها، بعد أيام من الحديث عن حشد الجيش لقواته في محيط المدينة، والتمهيد للبدء بعمليات الاقتحام في محاور مختلفة بهدف عزلها عن ريفيها الشرقي والغربي وحصار الأحياء الواقعة تحت سيطرة «النصرة» وحلفائها.
ومعركة الجيش في درعا التي حقق من خلالها تقدما في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين شرق المدينة بدأت مع تحركات ومخططات للولايات المتحدة والأردن وكيان الاحتلال الصهيوني ترمي إلى السيطرة على جنوب سورية (القنيطرة– السويداء– درعا) عبر أدواتها من تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة بالترافق مع مخططات للسيطرة على الشريط الحدودي بين سورية والعراق وبالتالي خنق البلاد من الجنوب والشرق. وبالتالي تكتسب مسألة حسم الجيش العربي السوري للمعركة في مدينة درعا وما حولها أهمية بالغة، نظرا لما يخطط لهذه لمنطقة من أطراف إقليمية ودولية.
وتتصدّر معركة درعا حالياً واجهة الإعلام، وازداد الحديث عنها مع تكثيف قوات الجيش العربي السوري وسلاح الجو الضربات على مواقع الإرهابيين والمسلحين، ليبدو الأمر وكأن المرحلة المقبلة هي مرحلة المواجهة العسكرية الأكبر لتحرير الجنوب السوري.
وبحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن» فإن مجريات المعركة في مدينة درعا وقصف الجيش العنيف وغير المسبوق على مناطق تجمعات تلك الميليشيات في أحياء درعا البلد وحي طريق السد، إضافة لمخيمي درعا ومنطقة غرز الإستراتيجية، توحي بأن الجيش مصمم على استعادة السيطرة على كل المدينة.
ونقلت مصادر مقربة من الميليشيات المسلحة عن تلك الميليشيات استياءها من «صمت الأردن والخليج المريب جداً». وبحسب المصادر فإن الميليشيات تعتبر أن المرحلة المقبلة هي مرحلة «كسر العظم» بين قوات الجيش والقوات الصديقة والميليشيات المسلحة في كامل الجنوب السوري.
وأقرّت الميليشيات «بصعوبة الموقف العسكري المقبل»، وأن المعركة ستكون «صعبة وقاسية، وأن خسارتهم فيها تعني تغيير كامل خريطة الجنوب السوري لمصلحة الجيش، على حين الانتصار يعني أن أيامه في جنوب سورية وصلت إلى آخرها»، وبناء على هذه القراءة، ستكون الميليشيات المسلحة في الجنوب السوري أمام تحدٍ كبير، للزج بكامل قوتها في هذه المعركة، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر، أن الجيش العربي السوري رسم حدود أرض المعركة في مدينة درعا ومحيطها القريب فقط، لذلك اكتفت كثير من الميليشيات المسلحة بريف درعا بأخذ وضعية المشاهدة، وقالت: «كأن المعركة لا تعنيها»، لافتة إلى أن كثيراً من النشطاء وقادة الميليشيات في درعا، طالبوا ميليشيات الريف بضرورة التحرك السريع، وفتح الجبهات ضد قوات الجيش، للتخفيف عن مدينة درعا قدر الإمكان.
ورأى المصدر أن ترك الميليشيات المسلحة لمدينة درعا وحدها في هذه المعركة يعني «إعطاء الرئيس بشار الأسد مفتاح الانتصار»، معتبراً أنه في حال نجاحه بالسيطرة على المدينة، فإنها لن تكون آخر ما سيحرره الجيش في درعا، بل ستكون المنطقة الأولى فقط.
واختتم المصدر حديثه، بأنهم قادرون على إفشال مخططات الجيش، بل واسترجاع زمام المبادرة، ولكن هذا الأمر مرهون بمدى تحمّل الميليشيات وقادتها لمسؤولياتهم، وإشعال جميع الجبهات في وجه قوات الجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن