رياضة

لاعبونا يمتلكون الروح والشغف للفوز وتحقيق النقاط الثلاث .. منتخبنا يضمّ جيلاً ذهبياً مفعماً بالاندفاع والحماسة

| نورس النجار

منتخبنا اليوم أمام مفترق طرق خلال مباراته مع الصين، ويدخل المباراة بمعادلة أكون أو لا أكون، والفوز مطالبون به ليستمر الحلم وتحقيق المركز الثالث في المجموعة التي تؤهلنا لخوض الملحق الآسيوي. منتخبنا اليوم طريقه قصير للوصول لنهائيات كأس العالم وعليه استثمار الحالة التي وصل إليها والذي يبعدنا عن الملحق الآن لقاءانا مع الصين وقطر والفوز عليهما هو الأهم لتحقيق الحلم.
«الوطن» استضافت عدداً من مدربينا الوطنين للوقوف على أجواء المنتخب وأجواء المباراة والمستوى الذي وصل إليه المنتخب. وإلى التفاصيل:

الانضباط واستغلال الفرص
مهند الفقير مدربنا الوطني، والمدير الفني في اتحاد كرة القدم قال في حديث عن لقاء منتخبنا مع الصين: مباراتنا مع الصين ذات أهمية كبيرة وشارع كرة القدم متفائل بالمباراة وخصوصاً بعد النتيجة الإيجابية والأداء الجيد في مباراتنا الودية مع اليابان في طوكيو.
بالمجمل منتخبنا مطالب بأن يظهر بشكله الطبيعي، يجب أن يكون هناك استغلال للفرص واستغلال الوصول المتكرر لمرمى الخصم، وقد لاحظنا منتخبنا في مباراته الأخيرة وقد وصل بشكل متكرر للمرمى الياباني ولكن نسبة التسجيل ليست بالشكل الجيد، فخلال مبارياتنا إما نسجل هدفاً وإما لا نسجل أبداً، وهذا عامل ضغط على المنتخب في المباريات الحساسة.
وأضاف الفقير: ما أوصل منتخبنا إلى هذه الحالة هو امتلاكه لجيل ذهبي حيث لعب اللاعبون مع بعضهم لفترة طويلة ومباريات عديدة بمختلف الفئات العمرية، وجميع اللاعبين احترفوا خارج سورية وحاجز الرهبة انكسر مع لعبهم بأندية مختلفة وجماهير مختلفة، وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً في الإعداد النفسي، ولا سيما أن لاعبنا بات يملك فكراً عالياً لتنوع المدربين وتنوع أساليب اللعب ولديه مقدرة واستطاعة على تنفيذ تعليمات المدربين فمع الاحتراف ينضبط اللاعب بشكل أكبر، وبالفترة الأخيرة لعب لاعبو منتخبنا عدداً كبيراً من المباريات مع بعضهم وساهم ذلك في زيادة الانسجام عند اللاعبين.
كذلك لا ننسى دور الكادر الفني والإداري، وهم يعملون على توفير أجواء إيجابية فهم يعيشون حالة أسرية جيدة وحالة من التفاهم، إضافة إلى عطاء لاعبينا وطيبتهم، كل ذلك يساهم في ارتقاء منتخبنا لمستويات عالية والوصول إلى مستويات منتخبات آسيا.
وكنا نتمنى أن يتحضر منتخبنا قبل التصفيات بشكل أكبر ولو حدث ذلك لكانت نتائجنا أفضل وترتيبنا أفضل، بكل الأحوال لم نخسر شيئاً بعد ومن الممكن الوصول إلى المركز الثالث بالفوز على الصين وقطر بانتظار تعثر المنتخب الأوزبكي، منتخبنا مطالب بالانضباط واستغلال الفرص والهدوء في مباراته القادمة أمام الصين ونستطيع الخروج بنتيجة الفوز على الصين وبالتأكيد سيتعثر المنتخب الأوزبكي وبتحقيق الفوز على قطر أيضاً سيستمر الحلم بالتأهل إلى كأس العالم عبر الملحق.
منتخبنا يملك الآن جيلاً ذهبياً لعب لاعبوه العديد من المباريات الدولية في مختلف الفئات العمرية، يملكون الاندفاع والحماسة وأخلاقهم عالية، الأجواء بالمنتخب مريحة وأسروية وجيدة وهذه هي أسباب ارتقاء منتخبنا.

شغف الفوز
مازن دقوري الأمين العام لاتحاد كرة القدم تحدث عن أخبار المنتخب وأجوائه قائلاً: جميع اللاعبين يمتلكون روح الحماسة والشغف للفوز وتحقيق النقاط الثلاث وتكملة المشوار بنجاح، هناك تعاون كامل بين جميع الأفراد والجو العام مريح ولا ضغط على اللاعبين والإداريين بل الضغط على من يحاول زعزعة راحة المنتخب.
رحلتنا صعبة ضمن أجواء الصيام والسفر والتعب ولكن هناك هدفاً وضعه لاعبونا نصب أعينهم الأمر الذي خفف مشقة الطريق وتعب السفر والأمور اللوجستية بأفضل حال، نتوقع حضوراً مقبولاً للجماهير في المباراة لتشجيع الصين ولاسيما أن الصينيين غزوا ماليزيا، الجو مريح والطقس مقبول، فيه بعض الرطوبة ونتمنى أن نرى أداء مشرفاً لمنتخبنا ليحقق هدفه.
بعد المباراة مع اليابان أصبح الجميع معجباً بمنتخبنا وبات يحسبون له ألف حساب، ورئيس اتحاد كرة القدم الياباني أثنى على منتخبنا وأدائه بالمباراة وبمرحلة التطور التي وصل إليها منتخبنا، ونتمنى أن نوفق ونتأهل لكأس العالم لنفرح السوريين، وقد تكفل الاتحاد الياباني بتكاليف نقل إشارة المباراة من قمر آسيا إلى أوروبا لتبث المباراة على التلفزيون الأرضي، وتعبنا كثيراً للحصول على المعلومات الفنية لبث الإشارة وإيصالها عبر قمر وسيط وتواصلنا مع التلفزيون السوري والزميل إياد ناصر بالنهاية للحصول على معلومات الإشارة وتأمين الحجز.

روح عالية
أحمد الشعار مدربنا الوطني قال: تطور منتخبنا الوطني بشكل كبير وأصبح من الفرق المهمة آسيوياً وذلك لأسباب نذكر منها احتراف اللاعبين بالخارج، إضافة إلى نتائجنا ضمن التصفيات التي أدت إلى زيادة ثقة لاعبينا ورفع روحهم المعنوية ما أدى إلى انخفاض الرهبة تجاه المنتخبات المنافسة التي أعطت ثقة كبيرة للجهاز الفني أيضاً.
وأضاف الشعار: نملك لاعبين جيدين بالمنتخب والمنافسة حق مشروع لنا، مباراتنا مع الصين مفترق طرق والفوز يبقي منتخبنا ضمن دائرة المنافسة، يجب أن نغلق المساحات أمام منتخب الصين ويجب بذل جهد مضاعف وخصوصاً من خط الوسط، فإن سيطرنا على خط الوسط فالفوز سيكون حليفنا وقد حققنا نتيجة الفوز على الصين ذهاباً، ويجب عدم الوقوع بأخطاء دفاعية وأتمنى الفوز والتقدم خطوة للأمام بغض النظر عن نتائج باقي المباريات.

الهجوم الضاغط
فيصل غازي مدرب وطني قال: ننصح الكادر التدريبي باعتماد إستراتيجية الهجوم الضاغط (الضاغط المبكر) في مناطق الخصم لمنع مدافعي الفريق الصيني من إخراج الكرة بسهولة وعدم ترك نصف الملعب للفريق الصيني وذلك من خلال انتشار اللاعبين بطريقة تمكن من الضغط على حامل الكرة بلاعبين لديهم القدرة على التمرير مع التمركز حسب الشكل أو الرسم التكتيكي «1-3-2-4» أو «2-4-4» بمعنى آخر.
ويجب الحفاظ على تقارب الخطوط وهو عنصر رئيسي في أي محاولة للضغط المبكر وأحياناً يكون التمركز أهم من الرسم التكتيكي الذي يضعه المدرب على الورق وعدم إتاحة الفرصة للفريق المنافس بالتحرك بشكل حر من دون الاندفاع من جانب فريقنا والحذر عند الارتداد الدفاعي «حالة الهجمات المرتدة» من خلال التزام لاعبين أو ثلاثة لديهم القدرة البدنية المميزة للقيام بهذه المهمة.
يجب أن نقر على أن الاستقرار على التشكيل الأساسي العامل الحاسم لمنتخبنا في المرحلة الحالية، فكثرة التغيرات على الأفراد تعني المزيد من ضعف الانسجام ومشاكل التطبيق الجماعي، فاللعب بوتيرة واحدة واعتماد الأسلوب ذاته لجميع اللقاءات التي جرت من جانب منتخبنا يمنح الفرق المنافسة فرصة كبيرة للتعامل بشكل أفضل بسبب سهولة قراءة حالة اللعب، وتغيير أساليب وطرق اللعب يحتاج إلى جرأة هجومية أكبر تساعده على كسب اللقاء.

نظرة تحكيمية
الخبير التحكيمي قيس العبد اللـه تحدث عن المباراة قائلاً: المباراة حاسمة في مشوار لاعبي منتخبنا، التحكيم لن يلعب بدلاً من لاعبينا، يجب عليهم الثقة بطاقم التحكيم ثقة كبيرة وأن يشعروه بهذه الثقة التي منحوها له من خلال الابتسامة له عند الدخول إلى أرض الملعب، وهذا سيشعره بالمسؤولية بشكل أكثر ويجعله حريصاً أكثر في اللحظات الحاسمة حين يشعر أنه يتعامل مع لاعبين يفهمون القانون التحكيمي بشكل جيد، وأنهم يملكون لياقة بدنية جيدة تجعلهم عاملاً مساعداً في إنجاح المباراة.
وأضاف العبد لله: أنصح لاعبينا بألا ينشغلوا بقرارات الحكم وخصوصاً في بداية المباراة وإن أخطأ الحكم بتقدير بعض الحالات بالمباراة يجب تهدئة الأعصاب واللعب براحة وثقة بالنفس لينعكس ذلك على أداء اللاعبين في المباراة.
الحكم هدفه الحفاظ على قوانين المباراة وسلامة اللاعبين وانضباطهم، وعلى لاعبينا الثقة بذلك ويجب عدم الانشغال بقرارات الحكم والاعتراض عليها لأن ذلك لن يغير من المباراة شيئاً، لاعبونا سيلعبون بثقة كبيرة وهم بأتم الجاهزية البدنية وسيعملون على إسعاد جماهيرنا، وهذا سيتحقق إن لم نفكر بالحكم وقراراته، والاتحاد الآسيوي دائماً يبحث عن تحكيم متطور وعادل وفي النهاية أتمنى لمنتخبنا الفوز من كل قلبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن