رياضة

بطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم– روسيا 2017 … غياب الزعيم وحضور أول لثلاثة منتخبات

| خالد عرنوس

أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم في روسيا بحضور ثمانية منتخبات تمثل أبطال القارات الست (كروياً) إضافة إلى بطل المونديال وصاحب الأرض ويغيب ثلاثي أميركا الجنوبية الكبير (البرازيل والأورغواي والأرجنتين) جملة واحدة للمرة الأولى بتاريخ البطولة على حين يمثل الكونيمبول فيها اللاروخا التشيلياني وهو أحد ثلاثة منتخبات ستظهر للمرة الأولى فيها، أما المنتخبان الآخران فهما السيليكسيون البرتغالي بطل القارة العجوز والدب الروسي صاحب الضيافة، ويعود المانشافت الألماني للمشاركة في البطولة بصفته بطلاً للعالم، وبدوره يعود الكنغارو الأسترالي للمشاركة وهذه المرة باعتباره بطلاً لآسيا وهو الذي شارك مرتين من قبل كبطل للقارة الأوقيانوسية التي ستتمثل بفريق ثان للمرة الأولى وبالطبع نقصد الكيوي النيوزيلندي الذي يعود بعد غياب قسري عن البطولة الفائتة.

المنتخبات المشاركة
• المجموعة الأولى: البرتغال، روسيا، نيوزيلندا، المكسيك.
• المجموعة الثانية: ألمانيا، تشيلي، الكاميرون، أستراليا.

مرشحون وضيوف
بنظرة سريعة للمنتخبات المشاركة نجد أن جل التوقعات تقول إن الكأس لن تخرج هذه المرة من القارة الأوروبية بوجود بطل العالم المانشافت الألماني تحت قيادة المدرب الخبير يواكيم لوف على الرغم من عدم استدعائه لكثيرين من نجومه المتوجين باللقب العالمي قبل ثلاث سنوات وبطل اليورو السيليكسيون البرتغالي بقيادة نجمه المتألق كريستيانو رونالدو وباقي الكتيبة التي جلبت المجد لبلاده قبل عام من الآن.
ولا يمكن إغفال التريكولور المكسيكي أحد الأرقام الصعبة في كأس القارات والبطل الوحيد الحاضر في روسيا 2017 وذلك بفريق تعود الظهور في المناسبات الكبرى ونخبة من اللاعبين المتوجين باللقب الأولمبي قبل خمسة أعوام، ولن يكون اللاروخا التشيلياني ضيفاً عابراً على الأراضي الروسية خاصة أنه بطل أميركا الجنوبية في نسختين متتاليتين في العامين الفائتين ويضم نخبة من أفضل اللاعبين في تاريخ البلد اللاتيني.
وتشارك ثلاثة منتخبات للمرة الأولى منها اثنان يدخلان بصفة مرشحين وهما الأحمران البرتغالي والتشيلياني أما الثالث فهو المضيف الروسي المطالب بتقديم صورة مثالية لفريق ستستضيف بلاده المونديال في العام القادم.

بطل العالم
يدخل المانشافت منافسات هذه البطولة باحثاً عن إنجاز جديد يضاف إلى أمجاد الكرة الألمانية التي تفخر بأنها زعيمة القارة العجوز على مستوى الكبار وأحد الأرقام الكبيرة في كأس العالم ولا ينقصها سوى كأس القارات وهو المطلوب من المدرب الخبير يواكيم لوف الذي طالب في وقت سابق بإلغاء البطولة على اعتبار أنها تأتي عقب موسم مرهق، ولأن لوف يعتبر أن مسألة الدفاع عن اللقب العالمي هي الأهم فقد وفر معظم تشكيلته الأساسية لما تبقى من التصفيات المونديالية ومن ثم النهائيات.
واستدعى المدرب البالغ من العمر 57 عاماً تشكيلة من اللاعبين الشباب يقودهم مدافع كولن يوناس هيكتور (27 عاماً و28 مباراة دولية) ويوليان داركسلر لاعب وسط سان جيرمان (23 عاماً و28 مباراة) إضافة إلى مدافع آرسنال شكودران موستافي (25 عاماً و16 مباراة) وإيمري كان صانع لعب ليفربول (23 عاماً و10 مباريات) اللافت أنه اختار 4 مهاجمين لم يسبق لهم خوض أكثر من مباراتين في أحسن الأحوال وهم: فيمر (لايبزيغ) وأمين يونس (أياكس) ولارس ستاندي (مونشن غلادباخ) وساندرو فاغنر (هوفنهايم) والأخيران لم يخوضا أي مباراة علماً أنهما يبلغان من العمر 28 و29 سنة على التوالي، ومن وراء هؤلاء جميعاً حارس مرمى برشلونة تير شتيغن.
شارك المانشافت في كأس القارات مرتين فخرج خالي الوفاض من نسخة 1999 وحل ثالثاً في النسخة التي استضافتها بلاده 2005 وبالمجمل خاض 8 مباريات ففاز بـ5 وخسر 3 وتعادل بواحدة وسجل 17 هدفاً وتلقى 17 هدفاً.

البرتغال والطوربيد
إذا كان بطل العالم سبق له الظهور في البطولة مرتين من قبل فإن السيليكسيون البرتغالي يشارك للمرة الأولى إلا أنه يدخلها من الباب العريض كبطل للقارة العجوز وعلى الرغم من صعوبة المشوار لرفاق رونالدو في البطولة قبل عام واحد على الأراضي الفرنسية فإن لاعبي المدرب فرناندو سانتوس (62 عاماً) مرشحون للمنافسة على الكأس العالمية إن لم يكن للفوز بها خاصة مع وجود نخبة من اللاعبين المرموقين بقيادة الطوربيد كريستيانو رونالدو (ريال مدريد، 138 مباراة دولية و73 هدفاً) وصاحب الأرقام القياسية على الصعد كافة وهداف وبطل أوروبا مع الريال وصاحب الشعبية الجارفة التي يعول عليها الفيفا في هذه البطولة.
ويعول المدرب على نخبة من اللاعبين ليكونوا حول رونالدو كما حدث في يورو 2016 وفي مقدمتهم الحارس البارع روي باتريسيو (سبورتينغ، 58 مباراة دولية) والمهاجمان المخضرمان كواريزما (33 عاماً و65 مباراة) وناني لاعب فالنسيا (30 عاماً و102 مباراة) والمدافعان المخضرمان بيبي وبرونو ألفيس ولاعب خط الوسط جواو موتينيو، ومن الشباب هناك غيلسون مارتينس وبرناردو سليفا وأندريه غوميز.

فرصة اللاروخا
قد تبدو مشاركة اللاروخا التشيلياني للمرة الأولى من أجل ظهور مشرف في مرة أولى له في القارة الأوروبية منذ مونديال 1998 إلا أن بطل كوبا أميركا 2015 و2016 لن يكون صيداً سهلاً بالتأكيد بل لدى المدرب الإسباني خوان بيزي فرصة كبيرة ليكون أحد رباعي نصف النهائي في البطولة خاصة أن تشكيلته التي توجت باللقبين القاريين المتاليين للمرة الأولى في تاريخ بلاده مازالت شبه كاملة بقيادة الحارس المخضرم كلاوديو برافو (34 عاماً و112 مباراة دولية) والمدافعين غونزالو خارا (جارا) وغاري ميديل وماوريسيو إيسلا، وفي خط الوسط يبرز أرتور فيدال (30 عاماً و88 مباراة و22 هدفاً) وفي الهجوم الهداف ألكسيس سانشيز (28 عاماً و109 مباريات و37 هدفاً) وإدواردو فارغاس (27 عاماً 70 مباراة و32 هدفاً).

البطل الوحيد
بين خمسة أبطال استطاعوا الوصول إلى لقب كأس القارات وحده التريكولور المكسيكي سيكون حاضراً لبطولة 2017 وعلى الرغم من إخفاق أحفاد الأزتيك عام 2013 بحصدهم 3 نقاط فقط في البرازيل وخروجهم في العام التالي من الدور الثاني للمونديال كالعادة خلال مشاركاتهم منذ عشرين عاماً إلا أن الآمال معقودة على رفاق خافيير هيرنانديز (تشيشاريتو) بالمنافسة على الكأس مرة جديدة، والمعطيات متوافرة فالكرة المكسيكية حققت الكثير من الإنجازات منذ تتويجها بكأس البطولة التي استضافتها عام 1999 وآخرها الميدالية الذهبية الأولمبية قبل خمس سنوات وكذلك بطولة مونديال الناشئين قبلها بعام وهذا يعني أن الجيل الحالي يضم في صفوفه عدداً لا بأس به ممن حظوا بشرف البطولتين وعليهم يعول المدرب الكولومبي خوان أوزريو في روسيا.
وعلى رأس هؤلاء بالطبع المهاجم المخضرم تشيشاريتو صاحب 29 عاماً (92 مباراة و47 هدفاً) وإلى جانبه خيسوس كورونا (بورتو البرتغالي، 27 مباراة) وبيرالتا (أميركا و55 مباراة و23 هدفاً) ومخضرم خط الوسط أندرياس جوردادو (137 مباراة، 24 هدفاً) ويلعب لإيندهوفن وإلى جانيه الأخوان جيوفاني (28 عاماً 95 مباراة) وجوناثان دوس سانتوس (27 عاماً و22 مباراة) ويقود خط الدفاع رافاييل ماركيز ابن الـ38 عاماً (139 مباراة و18 هدفاً) ومن وراء هؤلاء جميعاً الحارس أوشوا (31 عاماً و78 مباراة).

استعداد حقيقي
منذ انفراط عقد الاتحاد السوفييتي لم يسجل المنتخب الروسي إنجازاً يذكر إلا إذا اعتبرنا بلوغ نصف نهائي يورو 2008 بمنزلة قفزة نوعية في زمن لم تعد الكرة الروسية بين الكبار وجاء حضورها في مونديال 2014 خجولاً وقد جاء بعد غياب منذ 2002، واليوم على بعد عام من استضافة روسيا نهائيات المونديال يعيش المنتخب الملقب بالدب الأحمر حالة من التخبط ويمكن اعتبار مشاركته في كأس القارات بروفة حقيقية للوقوف على إمكانية لعب دور كبير على مستوى الكرة العالمية.
وبعد تجارب عديدة لمدربين أجانب جاءت العودة إلى المدرب المحلي فيقوده في البطولة شيرشسوف صاحب التجربة الخارجية الوحيدة مع ليجيا وارسو والذي اعتمد على تشكيلة من اللاعبين المحليين يقودها الحارس الخبير أكنفييف (31 عاماً و97 مباراة) ولاعب خط الوسط المخضرم يوري زيركوف (33 عاماً و74 مباراة).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن