رياضة

ضد رغبة الكبار

| خالد عرنوس

تتغير النظرة إلى لعبة كرة القدم بين دولة وأخرى وبين شعب وآخر وحتى بين اللاعبين والإداريين والمدربين، فكل يراها من جانبه رغم معرفته بالجوانب الأخرى، فهي لعبة للمتعة والاستمتاع إلا أنها باتت تشكل واجهة لبلاد كثيرة تعتبر منتخباتها وأنديتها واجهة إعلامية مهمة، وعندما يلعب منتخب ذلك البلد فهو في مهمة قومية، وهذا الأمر ينطبق بالعموم على دول العالم الثالث التي ترى في أي إنجاز يحققه المنتخب الوطني لهذه الدول بمنزلة مكسب إعلاني كبير، ولذا نرى التكريم المعنوي وربما المادي ينهال على اللاعبين حسب الإنجاز وقيمته بين البطولات الإقليمية والقارية والدولية.
في دول أوروبا حيث تستقطب أنديتها النخبة الأهم من نجوم اللعبة يختلف الأمر كثيراً على الرغم من اهتمام الدول بإنجازات فرقها القومية أو أنديتها، وبتنا نشاهد رؤساء أو ملوك الدول الأوروبية يستقبلون الفرق والمنتخبات وحتى اللاعبين عند تحقيق بطولة ما، وأكثر من ذلك رأينا المسؤولين يتقربون من اللعبة ويشجعون فرقهم من المدرجات والأمثلة أكثر من أن تعد.
والأهم من كل ذلك باتت اللعبة تجارة قائمة بذاتها، فابتعدت عن كونها لعبة الفقراء البسيطة وأصبح المال العصب الرئيس فيها من أصغر ناد في العالم إلى أضخم النوادي التي تتكلم بمئات الملايين من الدولارات وتتحكم نخبة من هذه الأخيرة بمقدرات اللعبة عالمياً هذه الأيام ولولا تماسك الفيفا ومن ورائه الاتحادات القارية لتغيرت خريطة البطولات العالمية والقارية كما حاولت الأندية الأوروبية في جعل كأس إفريقيا تقام كل أربعة أعوام بدلاً من عامين، وقد نجحت سابقاً في تغيير مواعيد بطولات آسيا وأميركا الجنوبية.
ومنذ تبني الاتحاد الدولي لكأس القارات قبل 20 عاماً واجهت هذه البطولة عدداً من المصاعب وقاطعها عدد من المنتخبات وتبدل موعدها وباتت تقام كل 4 سنوات بدلاً من سنتين وجاء اقتراح إقامتها في البلد المنظم للمونديال قبل عام من العرس العالمي ليسكت بعض الأصوات المطالبة بإلغائها.
وهاهي الأصوات تعود مجدداً مطالبة بهذا الأمر، فالمدرب الألماني يواكيم لوف أبدى رأيه من دون مواربة أن هذه البطولة لا تشكل أهمية كبيرة، ولذلك فضل إشراك لاعبي الصف الثاني في البطولة التي ستقام في روسيا بعد أيام، ولأن دولاً مثل إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين لن تشارك في روسيا 2017 فقد خفت هذه المطالبات وربما اختفت إلا أنها مازالت قائمة.
كأس القارات ربما لا تهم الألمان إلا أنها ستكون مناسبة كبيرة للبرتغال وتشيلي وأستراليا والكاميرون التي تحاول الوصول فيها لأبعد نقطة وخاصة أن مشاركتها في البطولة القادمة بعد 4 سنوات غير مضمونة بالطبع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن