سورية

«قسد» تصعد هجومها على «درع الفرات» قرب تل رفعت

| الوطن – وكالات

بشكل دراماتيكي تصعدت حدة المواجهات في منطقة تل رفعت شمال غرب حلب، ما بين «قوات سورية الديمقراطية -قسد» من جهة، والمليشيات المدعومة تركياً، من جهة أخرى. ومنعاً لتغيير ميزان القوى عسكرياً، تدخل الجيش التركي في الاشتباكات.
اشتعال المعارك في غرب حلب يعطي إشارة إلى استمرار الخلاف التركي الأميركي حول مصير منطقة تل رفعت الذي كان محل تفاوض بين أنقرة وواشنطن مؤخراً. ويأتي التصعيد في لحظة ميدانية ذات دلالات عميقة.
وعملت ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود تحالف «قسد»، على شن هجمات متفرقة على طول الجبهة مع المسلحين في غرب حلب، ضمن مساعيها لتعزيز مواقعها المحصورة ما بين مناطق انتشار المسلحين في غرب حلب ومارع وإعزاز. وعلى الرغم من الطابع الهجومي لخطوة «الوحدات» إلا أنها تأتي من منطلق دفاعي، إذ تخشى «الوحدات» استغلال أنقرة لانشغال قوتها الرئيسية في معارك الرقة، وتسخين الأجواء في منطقة تل رفعت.
وربما تكون «الوحدات» قد تشجعت من الوضع الإقليمي الراهن، وبالأخص تصاعد التوتر المكتوم ما بين السعودية والإمارات، من جهة، وتركيا، من جهة أخرى. أمر أخرى شجع «الوحدات» أيضاً هو عرقلة تركيا لاجتماع «استانا 5». فربما تكون «الوحدات» قد استشعرت غضباً روسياً على أنقرة. وتحتفظ روسيا بوجود عسكري في عفرين وعلى الحدود السورية التركية، وهي قد تحرك الأمور من وراء الكواليس بغرض الضغط على تركيا لإقناعها بالتراجع عن موقفها من اجتماع «أستانا 5»، وتليين مواقفها خلال اجتماع خبراء الدول الضامنة «تركيا – روسيا – إيران» في العاصمة الروسية موسكو.
وبلغ التعقيد في ريف حلب الشمالي مدى غير مسبوق منذ بداية الأزمة. توجد في هذه المنطقة ميليشيات سورية متعددة، متوزعة ما بين: قوات الجيش العربي السوري وحلفائه من حزب اللـه والمجموعات العراقية «في الملاح، نبل والزهراء، والعيس»، ميليشيات «درع الفرات» «تنتشر ما بين جرابلس والراعي عبر الباب»، الميليشيات الإسلامية «تتحصن في غرب حلب»، و«وحدات حماية الشعب» وحلفائها في «قسد» «الكائنة في مدن منبج، تل رفعت وعفرين».
كما تنتشر قوات تركية في منطقة عمليات مليشيات «درع الفرات»، على حين توجد وحدات روسية في منبج وعفرين وتل رفعت، إضافة إلى وحدات ألمانية وأميركية في منبج، على حين يقدم خبراء ومستشارون إيرانيون استشارات للجيش السوري وحلفائه في ريف حلب.
وتريد «الوحدات» تحقيق توازن حرج في علاقاتها بالأطراف الإقليمية والدولية، فبينما تتلقى دعماً أميركياً بغرض حسم معركة مدينة الرقة، تبدي الوحدات إشارات متناقضة بشأن إمكانية التعاون مع قوات «الحشد الشعبي» المدعومة إيرانياً، والتي وصلت إلى الحدود السورية العراقية، من الطرف العراقي، كما أنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع موسكو وطهران ودمشق.
وذكر نشطاء محليون أن العشرات من مسلحي «الوحدات» والميليشيات الإسلامية المسلحة قتلوا في مواجهات بينهما، غرب مدينة حلب.
ونقلت وكالة «سمارت» للأنباء المعارضة، عن النشطاء: أن حماية الشعب حاولت التقدم إلى مدينة دار عزة «29 كم غرب مدينة حلب»، حيث دارت اشتباكات بينها وبين «حركة أحرار الشام الإسلامية» وكتائب أخرى، قتل خلالها 18 عنصراً للأخيرة بينهم قيادي في «الأحرار»، فيما قتل 35 للأولى.
وأشار النشطاء، الذين لم توضح الوكالة هوياتهم، أن الاشتباكات ترافقت مع قصف مدفعي متبادل بين الطرفين، دون تحقيق تقدم لأي طرف. ولفتوا إلى أن المدفعية التركية قصفت مواقع «قوات سورية الديمقراطية» في قرية الشيخ عيسى ومدينة تل رفعت «35 كم شمال مدينة حلب»، من دون ورود معلومات عن خسائر.
ولفتت «سمارت» إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحي مليشيا «الجيش الحر» و«قسد» على أطراف مدينة مارع «35 كم شمال مدينة حلب». وأسفر قصف عناصر «قسد» عن احتراق أراض زراعية بمحيط مارع التي يسيطر عليها مسلحو «الحر».
وسبق أن قتل أربعة عناصر لـ«الوحدات» واثنان من «الحر»، الخميس الماضي، بمحاولة الأولى التقدم إلى قرية قرب مدينة إعزاز «50 كم شمال مدينة حلب».
وتسيطر مجموعات من ميليشيا «الحر» على كامل الشريط الحدودي الممتد بين مدينتي جرابلس وإعزاز، بعد عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في شهر آب من العام الفائت، ولها جبهات مع مليشيات «سورية الديمقراطية»، حيث تشتبك معها بين الحين والآخر، ما يسفر عن قتلى وجرحى من الطرفين.
من جهة ثانية، وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، اتفقت كل من ميليشيات «حركة أحرار الشام» الإسلامية، و«السلطان مراد» وميليشيات أخرى، على وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة لمتابعة القضايا الخلافية بينها في ريف حلب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن