سورية

تخبط أجندات تركيا والميليشيات التي تضمنها هو السبب … تأجيل ثالث لـ«أستانا 5»!

| مازن جبور

بعد تأجيلين سابقين، بدا أن تركيا كانت السبب وراءهما نتيجة تخبط أجنداتها والميليشيات المسلحة التي تضمنها، رجح الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون دول الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن تنطلق الجولة الخامسة من اجتماعات أستانا حول سورية بداية شهر تموز المقبل.
ويبدو أن عملية العرقلة التي تتم لعقد اجتماع أستانا 5» من قبل تركيا تأتي لعدة أسباب في أولها انطلاق عملية تحرير مدينة الرقة من قبل «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، حيث يعد إشراك «قسد» في المعركة نقطة الخلاف الأبرز بين واشنطن وأنقرة، نظرا لأن «وحدات حماية الشعب» الكردية تشكل العمود الفقري لها، والتي ترى فيها أنقرة امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» وتصفهما بـ«الإرهاب».
ومن جهة ثانية، فإن تركيا لن تذهب إلى اجتماع أستانا التي تعتبر ضامنة فيه وبالأخص لمذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» التي نتجت عن اجتماع «أستانا 4»، في ظل حجم الاقتتال الذي يطغى على منطقة إدلب الحدودية مع تركيا والتي تعتبر إحدى المناطق الأربع المشمولة بمذكرة مناطق تخفيف التصعيد. وتعتبر أنقرة المتزعم للميليشيات المسلحة المتواجدة فيها والتي انضمت إلى الاتفاق.
ففي إدلب تعمل جبهة النصرة الإرهابية على ابتلاع ميليشيات أنقرة المسلحة الواحدة تلو الأخرى وكان آخرها هجوم «النصرة» على مدينة معرة النعمان، وإيقاف الهجوم وانسحاب النصرة من المدينة بعد اتفاق مع ميليشيا «جيش إدلب الحر» يقضي بحل «الفرقة 13» التابعة لـ«الحر».
كما أن عملية الانشقاق التي قامت بها مجموعة مسلحة منضوية في عملية «درع الفرات» اللاشرعية التي تدعمها تركيا، وانضمامها إلى الجيش العربي السوري، بالإضافة إلى عودة العديد من العائلات التي خرجت باتجاه الشمال السوري بموجب اتفاقات المصالحة التي جرت مؤخرا، كل ذلك يمكن أن يدفع أنقرة إلى عرقلة اجتماع أستانا المقبل. على خط مواز، شكل الخلاف الخليجي القطري والذي استهدفت فيه جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من تركيا وربما رأت أنقرة أنها المقصودة في التحرك، وباتت في حيرة من أمرها نظراً لانعكاس الخلافات الخليجية على الميليشيات المسلحة التي تضمنها، وكذلك على المعارضة التي ترعاها وفي مقدمتها «الائتلاف».
كل العوامل السابقة شكلت دوافع لتركيا لعدم الذهاب إلى اجتماع جديد في أستانا ولعلها تبحث عن ترتيب جديد لأجنداتها قبل أن تحضر الاجتماع المقبل في العاصمة الكازاخية.
وأوضح بوغدانوف في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس، أنه «تجري الآن محادثات مع إيران وتركيا لإجراء جولة جديدة من اجتماع أستانا حول سورية بعد شهر رمضان»، مبيناً أن «جولة أخرى من المحادثات ستجري في جنيف بعد اجتماع أستانا مباشرة».
يذكر أن بوغدانوف أعلن في وقت سابق أنه تم تحديد الـ20 من حزيران الحالي بشكل أولي كموعد للجولة القادمة من اجتماع أستانا حول سورية»، بعد أن كان مقرراً سابقاً في الـ12 والـ 13 من حزيران، حيث أكد مصدر مقرب من اجتماع أستانا أن المشكلة أن تركيا تعيق عملية التنسيق تحت ذرائع مختلفة وهذا يظهر أنها ليست جاهزة بعد لعقد اجتماع أستانا في الـ12 من حزيران الجاري.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش حفل استقبال أقامته سفارة جمهورية روسيا الاتحادية، الاثنين، بعيد روسيا الوطني في فندق «داما روز» بدمشق، قال المقداد حول العراقيل التي تم وضعها في مسار أستانا حيث كان من المقرر أن تنعقد الجولة الخامسة منها اليوم إلا أنه تم تأجيلها إلى الـ20 من الشهر الجاري من مبدئيا قال المقداد: «نحن نتابع هذه المواضيع ونحن كما جرت العادة لا ثقة لنا بالدور الذي تقوم به تركيا لأنه دور داعم للإرهاب وللتنظيمات الإرهابية، وهذا لا يخفى على أحد، لكننا نسعى نحن والأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيون لمتابعة مسيرة أستانا لأننا نعتقد أنها طريق يؤدي الغرض المطلوب على الرغم من كل العراقيل التي تضعها الحكومة التركية في طريق ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن