سورية

مقاتلون أكراد يحررون «عبيداً» من أيدي داعش

| وكالات

استعبد مسلحو تنظيم داعش الإرهابي نورا خلف، لثلاث سنوات، فقد اقتادوها من قريتها الصغيرة بالعراق إلى الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في سورية واشتروها وباعوها خمس مرات قبل أن تتحرر أخيراً مع أطفالها الأسبوع الماضي.
تقول قيادية بـ«وحدات حماية المرأة» الكردية: إن نورا واحدة من الكثير من اليزيديات اللاتي عقد المقاتلون الأكراد العزم على تحريرهن في عمليات سرية، وأطلقت الوحدات على العملية اسم «حملة انتقام لنساء سنجار».
ونقل تقرير بثته وكالة «رويترز» عن شهود ومسؤولون عراقيون قولهم: إن المتشددين ذبحوا واستعبدوا واغتصبوا الآلاف حين اجتاحوا شمال العراق ومارسوا التطهير ضد الأقلية الإيزيدية. ويعتقد أن نحو ثلاثة آلاف امرأة ما زلن في الأسر.
وقالت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد اللـه: إن «نحو 200 امرأة وطفل من شمال العراق تحررن في أجزاء مختلفة من سورية حتى الآن. أنقذتهن وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة التي تتألف من النساء فيما وصفتها بأنها عمليات سرية في أراض تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية بدأت العام الماضي».
وبدأ تحالف من جماعات كردية وعربية تتصدره وحدات حماية الشعب التوغل في الرقة الأسبوع الماضي بعد الزحف على المدينة منذ تشرين الثاني.
وقالت نسرين: «من وقتها لهلأ ونحن نجاهد لنحرر اليزيديات يلي أسرى عند داعش». وأضافت: إن المقاتلين الأكراد اتصلوا بها ووضعوا «مخططاً بشكل مناسب» لتحريرها دون أن يمسها سوء. وقالت نورا: إن مقاتلاً بداعش استعبدها منذ عام في محافظة حماة.
وأضافت: إن الخطة وضعت بفضل القواعد التي يفرضها تنظيم داعش وتمنع المقاتلين من أخذ هواتفهم المحمولة إلى جبهة القتال. ترك الجهادي الذي كان يحتجز نورا هاتفه في المنزل ما سمح لها بالاتصال بشقيقها الذي طلب بدوره المساعدة من وحدات حماية الشعب.
قالت نورا (24 عاماً): «كان أبو عمير يترك هاتفه في البيت عندما يذهب للرباط. كنت حافظة لرقم أخي».
في النهاية تم إبلاغ نورا بأن عليها انتظار اتصال من رجل سيأتي لإنقاذها. أخبرها بكلمة سر متفق عليها حتى تعرف أن الرحيل معه آمن.
وقالت لـ«رويترز» في مدينة القامشلي السورية بالشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد: «أنا مسرورة في إقامتي هنا، وبعد استراحتي هنا سوف أذهب لألتقي بأخي». وستعود قريباً إلى منطقة سنجار الجبلية.
وبعد أن خطف مسلحو داعش نورا وأطفالها الأربعة عام 2014 نقلوها عبر مناطق مختلفة من شمال العراق بصحبة عشرات النساء من بلدتها كوجو في سنجار.
وقالت نورا: في إحدى المراحل حين كانت أسيرة حبسها المتشددون في سجن تحت الأرض في الرقة وفي فترة أخرى احتجزوها بسجن في تدمر.
وأضافت: «اقتادنا إلى سوق تحت الأرض وكان هذا السوق لبيع النساء، حيث كانوا يعرضوننا أمام عناصر التنظيم وكل واحد منهم يختار الفتاة التي تعجبه». وأجبرها المقاتلون على خدمتهم والطهي لهم وضربها البعض واغتصبوها مراراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن