سورية

بعد حديث إيران عن نصر إستراتيجي على الحدود السورية العراقية … واشنطن تحرك راجمات «هيمارس» إلى التنف

| الوطن- وكالات

بعد أن وصفت إيران تقدم الجيش العربي السوري والعراقي وقوات الحشد الشعبي باتجاه منطقة الحدود السورية العراقية، بالنصر الإستراتيجي، حركت الولايات المتحدة راجمات طويلة المدى من الأردن إلى داخل الأراضي السورية، مدعمةً بذلك تعهدها بالدفاع عن قواتها وحلفائها من البريطانيين والنرويجيين والميليشيات المسلحة في معسكر التنف.
ونقلت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين: إن الجيش الأميركي نقل منظومة الراجمات الصاروخية الأميركية المتطورة السريعة الحركة من طراز «هيمارس»، من الأردن إلى داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ بدء عمليات «التحالف الدولي» في سورية صيف العام 2014. ونشر الجيش الأميركي المنظومة قرب قاعدة التدريب التي يديرها «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن في منطقة التنف الحدودية.
ويصل مدى صواريخ «هيمارس»، المنظومة المحمولة على متن شاحنات ضخمة، حتى مسافة 300 كيلو متر. وتعتقد واشنطن أن المنظومة ستوفر دفعاً قوياً للجهود العسكرية الأميركية في تلك المنطقة، التي شهدت تنفيذ طيران «التحالف الدولي» سلسلة من الضربات الجوية لقوات موالية للجيش العربي السوري تنشط بالقرب منها.
ولا يقتضي قتال داعش إدخال هذه المنظومة إلى الأراضي السورية، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي تلجأ إليها واشنطن إلى هذه الخطوة. والأرجح أن واشنطن أرادت من خطوتها هذه، تعزيز مواقعها في شرقي سورية، في مواجهة تقدم الجيش السوري في البادية.
وأقرت المصادر العسكرية الأميركية بشكل غير مباشر بأن قتال داعش لا يحتاج إلى هذه المنظومة. وأشارت في تصريحها لشبكة «سي. إن. إن» إلى أنها المرة الأولى التي تدخل فيها «هيمارس» إلى الأراضي السورية مباشرة، ولكنها ليست المرة الأولى التي يُستخدم في سورية. وذكرت أن الجيش الأميركي لجأ إلى المنظومة في شمالي سورية دعماً لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» في عملياتها لضرب داعش.
كما استهدف الجيش الأميركي بالصواريخ التي تطلقها المنظومة من قواعده على الحدود السورية في الأردن وتركيا، أهداف تابعة لداعش. كما استُعملت الصواريخ نفسها لضرب معاقل داعش في العراق.
والأسبوع الماضي، شهدت منطقة التنف مواجهة جوية إذ أعلن الجيش الأميركي أن إحدى مقاتلاته أسقطت طائرة من دون طيار إيرانية الصنع كانت تُستخدم لدعم قوات الجيش السوري. وقال الناطق باسم التحالف الدولي العقيد راين ديلون: إن الجيش الأميركي عزز وجوده في منطقة التنف خشية من تعزيزات أرسلها الجيش العربي السوري.
واعتدت طائرات التحالف على مواقع للجيش السوري قرب التنف مرتين خلال الأسابيع الماضية. وقالت روسيا: إنها «أبلغت الولايات المتحدة أن من غير المقبول أن تضرب واشنطن قوات موالية للحكومة في سورية».
وقبل يومين، أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن الضربات الأميركية على الجيش السوري في محيط التنف جاءت «دفاعاً عن النفس»، وتعهد بأن تتخذ ببلاده «كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في سورية».
واتهم مسؤولون أميركيون القوات السورية بمحاولة تعزيز وجودها في منطقة التنف لخلق «الحزام الإستراتيجي» الذي يمكنه أن يربط إيران براً بالبحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، وصف مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي ما تحقق مؤخراً في منطقة الحدود السورية العراقية، بـ«النصر الإستراتيجي لمحور المقاومة الذي يبدأ من طهران مروراً بالعراق وسورية وينتهي في لبنان».
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين وقوات الجيش السوري والمجموعات المسلحة المدعومة أميركياً في منطقة البادية الشامية في ريف دمشق، وترافقت الاشتباكات مع القصف المتبادل من الطرفين بالقذائف المدفعية والصواريخ، على حين تدخل الطيران الروسي واستهدف نقاط المسلحين في المنطقة.
وذكر ناشط إعلامي مع ميليشيا «أحمد العبدو» التابعة لـ«الجيش الحر» والمدعومة من واشنطن، أن الاشتباكات «لم تتوقف» في منطقة البادية الشامية بين الميليشيات المسلحة وقوات الجيش السوري.
ولفت إلى أن الطيران الروسي «دخل إلى المواجهة بين الطرفين من خلال استهداف مقرات المعارضة في منطقة الأصفر، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أربعة آخرين من عناصرها».
وسبق لقوات الجيش السوري أن سيطرت مؤخراً على منطقة تل دكوة الإستراتيجية، التي تفصل بين البادية ومنطقة بيار قصب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن