رياضة

سر الحياة

| مالك حمود

ريما يخفى على البعض أو حتى الكثيرين بأن الشجرة التي نراها أمامنا باسقة الأفنان ومتعالية القوام، لها تحت الأرض ما يقارب حجمها من جذور متفرعة ومتشعبة، وهذا الجزء المخفي والبعيد عن الضوء هو أساس قيام وقوام هذه الشجرة وثباتها في مكانها وهو سر حياتها ومصدر غذائها على اعتبارها قاعدة الارتكاز لما فوقها، وبقدر ما تكون القاعدة قوية ومتينة يكون القسم الأعلى صاعداً صامداً، وهذا حال الرياضة، وكلما كان الاهتمام بالفئات العمرية كبيراً باعتبارها القاعدة التي تبنى عليها الرياضة كان المستوى قوياً وعتيداً في الفئات العمرية الكبيرة، وقوة الكبار من قوة الصغار.
هذه القاعد يدركها المعنيون في رياضتنا، وكثيراً ما يعملون ويجتهدون للاهتمام بالقواعد الرياضية في مختلف الألعاب، ولكن هل كل محاولاتهم ناجحة؟
بل هل كل مبادراتهم مدروسة بطريقة علمية ومبنية برؤية أكاديمية ونظرة إستراتيجية؟
قلناها مراراً بأن العمل الرياضي في فترة الأزمة، يجب أن يكون أكبر مما كان عليه قبل الأزمة، فالعمل الراهن يهدف أولا للحفاظ على البنيان الرياضي الذي أصابه التصدع في أكثر من مكان، وعانى نزيف الطاقات والكفاءات والخبرات، ولكن تبقى خسارة رياضتنا للمواهب الناشئة والواعدة هي الخسارة الأكبر، ومن ثم فالعمل يجب أن يكون على ثلاثة محاور:
الحفاظ على ما تبقى من لاعبين، ومحاولة ترميم النقص بالكشف عن مواهب فتية جديدة لرفد رياضتنا، وتوفير كل سبل التطور لهذه المواهب الواعدة وبأقصى سرعة لقطف ثمارها بأقرب وقت ممكن وهنا بيت القصيد.
تطوير المواهب الناشئة والغضة يكون من خلال تأمين مختلف معطيات العمل التطويري من التمارين المنتظمة، والتجهيزات المطلوبة، والمسابقات المحلية الملبية والكفيلة بتأمين أكبر عدد ممكن من المباريات لهؤلاء الموهوبين لتحسين أدائهم الفردي والجماعي، ومن ثم المناخات الملائمة رياضياً وتربوياً واجتماعياً لضمان التربية السليمة لهؤلاء الناشئين، والعمل برؤية مستقبلية لواقعهم الرياضي ومتابعة خطوطه البيانية.
الاهتمام بالفئات العمرية في رياضتنا حاضراً رغم تفاوته بين الأندية والمنتخبات، والاهتمام بمسابقات الفئات العمرية موجود في رياضتنا سواء على مستوى الأندية أم حتى منتخبات المحافظات، ومابين أولمبياد الناشئين، وبطولة منتخبات المحافظات، والدورات التنشيطية التي تقام على مستوى المحافظات، تبدو رياضة القواعد لدينا في وضع جيد من ناحية المسابقات، ولكن هل من إستراتيجيات، وهل من بطولات لفئات الشباب تبنى على أولمبياد الناشئين الذي حقق نجاحه بشكل صريح وشهد منذ عامين العديد من الأرقام القياسية في عدة ألعاب فردية، فالعمل يكون تكاملياً عندما يربط عملياً واستراتيجياً بين مختلف الفئات، فالقواعد بحاجة إلى همة كبيرة لأنها سر الحياة الرياضية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن