سورية

بعد أن وصلت لأدنى مستوياتها.. تيلرسون يضع خطة لتطبيع العلاقات مع موسكو

| الوطن – وكالات

مع تصاعد التوترات ما بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط وأوروبا، تسربت أنباء عن خطة سرية بلورها رئيس الدبلوماسية الأميركية ريكس تيلرسون لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وتحول التفاؤل الذي هيمن على الأجواء في موسكو عقب فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، إلى شعور بالمرارة، خصوصاً بعد توجيه البوارج الأميركية ضربة صاروخية على مطار الشعيرات بريف حمص.
ووصل ترامب إلى السلطة في واشنطن معلناً عزمه تحسين العلاقات مع روسيا، ولاحقاً عين تيلرسون، والذي قلده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد الأوسمة الروسية الرفيعة في عام 2017، وزيراً لخارجيته.
إلا أن تحقيقات حول علاقة حملة ترامب الانتخابية بموسكو هزت إدارته وأدت إلى استقالات في فريقه، أهمها استقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين. ومثل تولي هربرت ريموند ماكماستر لهذا المنصب، نقطة تحول في عهد ترامب خصوصاً أن هذا الجنرال المتقاعد يتبنى آراء شديدة السلبية حيال موسكو وطهران. ويعتبر ماكماستر المهندس الفعلي لضربة الشعيرات.
والأسبوع الماضي، تعهد تيلرسون علناً بالسعي من أجل تحسين العلاقات مع روسيا على الرغم من مجريات التحقيقات في بلاده. وكشف موقع «يزفيد» الأميركي الإخباري أن وزير الخارجية الأميركي أعد وثيقة من شأنها أن تساعد في بناء العلاقات بين موسكو وواشنطن. وبحسب الموقع، فإن الخطة تشمل مجموعة واسعة من الأهداف الجيوسياسية التي تهم كلاً من موسكو والولايات المتحدة.
وتشمل الخطة السرية ثلاث نقاط. الأولى: تتضمن إقناع موسكو بالتخلي عن «الأعمال العدائية» ضد الولايات المتحدة. وإذا واصلت موسكو تقويض مصالح واشنطن «على سبيل المثال، توريد أسلحة لحركة طالبان في أفغانستان، أو ملاحقة الدبلوماسيين الأميركيين»، سوف تواجه ردوداً من الإدارة الأميركية.
أما النقطة الثانية، تشمل القضايا التي تؤثر على مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية، حيث يريد تيلرسون من موسكو أن تتخلى عن العلاقات التجارية مع كوريا الشمالية. كما يسعى لتحسين التنسيق مع القيادة الروسية لموجهة تنظيم داعش في سورية.
وتؤكد النقطة الثالثة من خطة تيلرسون على أهمية الحفاظ على «الاستقرار الإستراتيجي» مع روسيا.
وفقا للسفير السابق للولايات المتحدة لدى أوكرانيا ستيفن بيفر، خطة تيلرسون تشبه إستراتيجية من أربع خطوات لباراك أوباما، حيث كان يجب على هذه الخطة أن تقوم بالتغيير الجذري في سياسة العلاقات مع الكرملين.
ودفع العسكريون الأميركيون العلاقات الروسية الأميركية إلى أدنى مستوياتهم سواء بسبب إصرارهم على اتخاذ إجراءات آحادية في سورية، أو تعزيز وجود بلادهم العسكري في أوروبا الشرقية على مقربة من حدود روسيا.
في موسكو، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا لا تخطط لطرح مطالب مقابلة حيال واشنطن رداً على ما كشفه موقع «يزفيد».
وأقر بيسكوف في تصريح للصحفيين بحسب موكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، بوجود اتصالات مع الأميركيين لكنه وصفها بالروتينية والتي تشهد تبادل ما بين الجانبين للمواضيع، «التي تسبب عدم ارتياح، والتي تعتبر مستفزة»، ومضى موضحاً أن «دائرة هذه المواضيع معروفة»، معرباً عن أسفه لعدم إمكانية الحديث عن «بدء مناقشات «روسية أميركية» بناءة لهذه المواضيع…».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن