شؤون محلية

كَبُرَ مقتاً

محمود صالح : 

ازدادت في الآونة الأخيرة أهمية العمل الاجتماعي بجميع جوانبه وأصبح من النشاطات اليومية لمختلف الفعاليات الأهلية وحتى الرسمية التي بدأت تأخذ دوراً اجتماعياً من خلال تنظيمها حفلات التكريم للشهداء وذويهم وتأمين احتياجات الأسر الفقيرة، لذلك بدأت الجمعيات الأهلية بالازدياد وبشكل خاص في المناطق الآمنة، البعض منها لأهداف ليست حميدة والكثير منها قام بجهود جبارة تعجز عنها حكومات بحالها، ويقدر البعض أن قيمة ما تنفقه الجمعيات الأهلية على الإعاشة والطبابة والتعليم يصل إلى عشرات المليارات سنوياً، وبالرغم من كل ذلك نجد الجهة المعنية بهذه القضايا وهي وزارة الشؤون الاجتماعية غائبة عن الفعل الحقيقي ولا نلمس لها أي أثر في ذلك في وقت يفترض أن تكون السباقة إلى تنظيم عملية الإغاثة والدعم الاجتماعي والدفع به بشكل يخفف من آثار الحرب المدمرة على بلدنا، وهذا الرأي لا نقدمه مجاناً لأننا من خلال متابعتنا الميدانية وجدنا أن وزارة الشؤون الاجتماعية هي آخر من يعلم في كل شيء حتى عندما طلبنا منها عدد الجمعيات الأهلية في سورية لم تقدم لنا الرقم بدقة، علماً أنه من البديهي أن يكون ذلك متوافراً لديها من خلال تسجيل كل هذه الجمعيات لديها، وقيل لنا بعد عدة مراجعات ومن باب رفع العتب أن عدد الجمعيات بلغ 1400 جمعية تقريباً وليس لدى الوزارة أي قاعدة لبيانات هذه الجمعيات أو نشاطها.
ونتيجة كثرة مراجعاتنا للوزارة من دون جدوى كنا نتجاذب أطراف الحديث مع البعض الذي أسروا لنا أن الجمعيات الحقيقية التي لها دور لا تتفاعل ولا ترد على الوزارة ونحن نقول: إن معهم حقاً لأننا كإعلام مللنا من المراجعة للحصول على معلومات بسيطة من دون جدوى فكيف نريد من الجمعيات أن تتعاون ومع وزارة لا تعرف هي ماذا تريد..!
وعندما قطعنا الأمل من الحصول على الجواب للأسئلة التي طرحناها. طلبنا لقاء السيدة الوزيرة منذ عشرة أيام وقيل لنا إنهم سيتصلون بنا خلال يومين لكن حتى الآن لم يتصل أحد، المستجيب الوحيد هو مدير المكتب الصحفي الذي حاول أن يقدم لنا ما نحتاجه لكن من دون جدوى.
أخيراً نقول: لا يجوز أن نتعاطى مع الأمور بهذه الطريقة وخصوصاً في ظل الأزمة وازدياد احتياجات الناس يوماً بعد آخر في وقت تدعي فيه وزارة الشؤون الاجتماعية أنها تقدم الكثير، لكننا لمسنا بالدليل أنها لا تقدم شيئاً ولا نعرف مبرر وجودها فإذا لم تقم بدورها الاجتماعي والإغاثي والإنساني في هذه الظروف فمتى ستقوم بذلك..؟ هل تنتظر دورها في إعادة الإعمار..؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن