سورية

عشية لقاء إيشيق ماتيس.. أنقرة تحمّي الوضع العسكري شمال حلب

| الوطن

تعمدت أنقرة تسخين الأجواء في شمال غرب سورية عشية اللقاء المرتقب بين وزيري الدفاع الأميركي جيمس ماتيس والتركي فكري إيشيق، ودفع الجيش التركي بمزيد من قواته إلى منطقة إعزاز، معلناً رد مدفعيته على استهداف مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، لمسلحين مدعومين تركياً في المنطقة الواقعة في ريف حلب الغربي الشمالي.
وخلال الأيام الماضية تصاعدت حدة الاشتباكات بين مسلحي المجموعات الإسلامية والتابعة لميليشيا «الجيش الحر» في إعزاز و«حماية الشعب» بتل رفعت، وذلك بالترافق مع ارتفاع حدة تصريحات المسؤولين الأتراك ضد «الوحدات» وتلويحهم بعملية عسكرية جديدة على شاكلة عملية «درع الفرات» التي انتهت أواخر شهر آذار الماضي.
وفي العام الماضي، وتحت المظلة الروسية تقدمت «حماية الشعب» حتى انتزعت السيطرة على منطقة تل رفعت بما فيها مطار منغ العسكري من يد المسلحين المدعومين تركياً، وقبل أشهر، افتتحت واشنطن وأنقرة مفاوضات لحسم مصير هذه المنطقة، التي تريد الأخيرة انسحاب عناصر الوحدات منها، وعرضت أميركا أن تتسلم ميليشيا «لواء المعتصم» المدعوم من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، هذه المنطقة عقب انسحاب الوحدات، إلا أن المفاوضات تعثرت بسبب الموقف التركي الرافض للعرض الأميركي، وعلى ما يبدو أن أنقرة قررت حسم مصير تل رفعت بنفسها، وبقوة السلاح.
زاد من سخونة الأجواء ما بين واشنطن وأنقرة، الغموض الذي تعمد وزير الدفاع الأميركي قبل يومين، إسداله على وعد قطعه في رسالة بعثها مؤخراً إلى إيشيق، بشأن سحب الأسلحة المقدمة لمسلحي الوحدات بعد حسم معركة الرقة، وفي حينه وصف أردوغان الوعد الأميركي بـ«الخدعة».
وأفادت وكالة «رويترز»، بأن ماتيس قال للصحفيين أثناء سفره بالطائرة إلى ألمانيا، عندما سئل عن استرداد الأسلحة «سنفعل ما بوسعنا»، ولدى سؤاله عما إذا كانت «الوحدات» ستعود إلى مستويات التسليح لما قبل خوض معركة الرقة بعد انتهاء القتال، قال ماتيس: «حسناً.. سنرى. هذا يعتمد على المهمة التالية. أقصد ليس الأمر وكأن القتال سينتهي بعد استعادة الرقة».
واللافت في تصريحات ماتيس أنها جاءت عشية لقائه المرتقب مع نظيره التركي، والذي أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه سيجري اليوم الخميس على هامش مشاركته في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الذي تستضيفه بروكسل.
ومؤخراً، صرح أردوغان عن استعداد تركيا لعمل عسكري جديد في شمال سورية إذا ما شعرت بأدنى خطر على أمنها، معرباً عن أسفه حيال «تواطؤ شركاء إستراتيجيين لأنقرة مع الإرهابيين من تنظيمي حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب»، حتى أنه لوح بإعادة النظر في عضوية بلاده بحلف شمال الأطلسي «ناتو».
وجاء الرد الأميركي عبر تسريب مصادر محسوبة على «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بأن أرتالاً عسكرية أميركية ستنتشر في مدينة تل أبيض الحدودية بشمال محافظة الرقة، رداً على تهديدات أردوغان.
وفيما يمكن اعتباره أضغاث أحلام تعول أنقرة على رضا روسي تضع أنقرة نصب أعينها السيطرة على تل رفعت، وخصوصاً أن واشنطن سبق لها أن قبلت من حيث المبدأ خروج الوحدات منها. وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة التدخل في تل رفعت خصوصاً أنها تقع في غرب نهر الفرات.
ودخلت أول من أمس مزيد من الحشود العسكرية تركية «الضخمة» تضم 700 آلية منوعة، عن طريق معبر باب السلامة الحدودي مروراً بمدينة إعزاز، وتمركزت في قواعد عسكرية بمحيط مدينة مارع.
وتلا الاجتياح التركي، إعلان أنقرة عن رد قواتها بإطلاق نيران المدفعية ليل الثلاثاء الأربعاء، وتدميرها أهدافاً لـلوحدات بعد أن أطلق مقاتلو هذه القوات النار على «عناصر للجيش الحر المدعوم من تركيا» في منطقة مرعناز جنوبي بلدة إعزاز بشمال سورية.
وقال الجيش التركي في بيان: «استُخدمت مركبات الدعم الناري في المنطقة للرد بالمثل على النيران المعادية وتم تدمير أو تحييد الأهداف المحددة».
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فقد شهدت منطقة عفرين وأطرافها ومناطق سيطرة «قسد» في ريف حلب الشمالي، قصفاً متكرراً من القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها. وأدى دخول القوات التركية إلى الريف الجنوبي لإعزاز إلى توتير الأجواء بالمنطقة.
وقبل نحو أسبوع، دخل رتل يضم جنوداً وعتاداً وآليات، مناطق بريف حلب الشمالي وتوجه إلى ريف إعزاز الجنوبي في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الميليشيات والمتاخمة لمناطق سيطرة «قسد» بين مدينتي إعزاز ومارع بريف حلب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن