سورية

ماتيس: من تطويق الدور الإيراني إلى محاولة ضبطه

| الوطن

في وقت تزيد أميركا من حدة التوتر في سورية وحولها بذرائع مختلفة، بدت المؤسسة العسكرية الأميركية مركزة فقط على «المواجهة المفتوحة والصعبة» مع ما تسميه «تمدداً إيرانياً» في شرق سورية وخطط طهران لربط إيران، العراق، سورية، لبنان عبر البادية الشامية. لكن الفشل الأميركي جعل الأميركيين أكثر واقعية، ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى استدراج وساطة روسية تمكنه من تحديد «قواعد اشتباك» مع حلفاء طهران في سورية والمنطقة، بغرض «ضبط» الدور الإيراني، ليتراجع عن هدفه الأساسي المتمثل في مواجهة ودحر النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، الذي سبق أن روج له خلال الشهور الماضية.
وتصاعدت حدة المواجهة بين أميركا وإيران في شرقي سورية وغربي العراق، بالترافق مع تراجع تنظيم داعش واقترابه من الاندحار. وتعمل واشنطن على منع الاتصال البري بين دول محور المقاومة الذي تتزعمه طهران، ودق أسافين في شرقي سورية وغربي العراق، أبرزها معبري القائم العراقي والتنف السوري على الحدود بين البلدين. في هذا السياق، استهدفت القوات الأميركية مواقع للجيش العربي السوري، معلنةً إسقاط طائرتين من دون طيار «درون» إيرانية الصنع في محيط التنف.
مع ذلك، تمكن الجيش العربي السوري مدعوماً من حلفائه الروس والإيرانيين والمجموعات العراقية وحزب اللـه اللبناني، من تجاوز العراقيل الأميركية في شرقي سورية وإحباط خطط واشنطن، وسيطر الجيش وحلفائه على عشرات الكيلو مترات شمال التنف ما سمح له بالتلاقي مع قوات «الحشد الشعبي» العراقي، المدعومين إيرانياً، على الطرف الآخر من الحدود العراقية. بهذا، وأد محور دمشق طهران بالمهد عملية لمجموعات ميليشيا «الجيش الحر» مدعومة أميركياً للتقدم نحو مدنية البوكمال على الحدود العراقية السورية، بغرض انتزاعها من يد مسلحي داعش، استعداداً لحسم مصير دير الزور بالترافق مع اقتراب الفصل الختامي من معركة الرقة.
الفشل الأميركي في شرقي سورية، وتصاعد حدة التوتر هناك، دفع المؤسسة العسكرية الأميركية إلى البحث عن سبل للتهدئة وإدارة الصراع، وذلك عبر طرق الأبواب الروسية. ضمن ذلك جاءت تصريحات ماتيس كمحاولة لبلورة «قواعد اشتباك» في شرقي سورية، معلناً أن «عدو» بلاده هناك هو داعش «فقط».
وكشف خلال حديث صحفي، أن الجانب الأميركي يبذل جهوداً حثيثة للتنسيق مع الروس في حالات الاقتراب من قوات أخرى – القوات السورية أو القوات الروسية.
وإذ استبعد وقوع تصعيد عسكري بين الأميركيين والقوات المدعومة من إيران في سورية «إلا في حال هجوم الميليشيات الإيرانية علينا»، مبنياً أن بلاده «لا تخشى المقاومة الإيرانية في سورية، لأنها لا تهاجمنا»، نبه إلى أن إيران «تدير اللعبة بلا شروط في سورية».
لكنه استطرد مرجحاً أن روسيا «تحاول وتسعى من وقت إلى آخر إلى ممارسة الضغط على إيران للحد من نفوذها في سورية عبر المنظمات المسلحة التابعة لها».
وأوضح ماتيس قواعد الاشتباك الخاصة بالجانب الأميركي، مبيناً أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده بلاده، ستركز في سياق عملياتها العسكرية في سورية «على مناطق العدو (تنظيم داعش)».
كما شدد على رفض بلاده «الانجرار إلى معركة هناك في خضم الحرب السورية الأهلية»، مبيناً أن بلاده تسعى جاهدة إلى «وضع حد لها (الأزمة السورية) عبر الجهود الدبلوماسية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن