رياضة

مواجهة أوروبية أميركية لاتينية للمرة الثالثة في نهائي كأس القارات … اللاروخا وفرصة الثأر تتجدد أمام حيوية المانشافت

| خالد عرنوس

وصلنا خط النهاية للنسخة العاشرة لبطولة كأس القارات حيث يقف المانشافت الألماني بطل العالم واللاروخا التشيلياني بطل كوبا أميركا على مسافة واحدة من إعلان بطل جديد للبطولة التي تختتم اليوم في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية التي يستضيف ملعبها كريستوفسكي النهائي المنتظر، ويسبقه في العاصمة موسكو لقاء (الترضية) بين السيليكسيون البرتغالي والتريكولور المكسيكي من أجل المركز الثالث، وهما مباراتان مكررتان من الدور الأول في حالة تحدث للمرة الثالثة في تاريخ البطولة.

مدخل
قبل الدخول بتفاصيل النهائي الأول لكل من تشيلي وألمانيا في البطولة نذكر أنها المرة الثالثة التي يلتقي فيها منتخب أوروبي مع أميركي لاتيني بعد نهائي 1995 الذي جمع الدانمارك بالأرجنتين و2013 الذي التقى فيه البرازيل مع إسبانيا وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها فريقان سبق لهما اللقاء في الدور الأول من البطولة ذاتها بعد نهائي 1997 ويومها تعادلت البرازيل وأستراليا بالدور الأول سلباً قبل أن تفوز الأولى بالنهائي 6/صفر، والثانية في بطولة 2009 واستطاع يومها المنتخب البرازيلي الفوز بالمرتين على نظيره الأميركي وسبق لطرفي نهائي روسيا 2017 أن تعادلا 1/1 قبل عشرة أيام بالتمام والكمال.

شباب (لوف)
أصابت ترشيحات المراقبين في البطولة الحالية على صعيد المنتخبات الأربعة التي بلغت نصف النهائي فوقفت جميعها على خط واحد من النهائي المنتظر وهاهما المنتخبان الألماني والتشيلياني يخوضان مباراة التتويج بحظوظ متساوية إلى حد كبير وخاصة إذا ما استحضرنا سيناريو مباراة الدور الأول بينهما وقد كانا فيها ندين يصعب التمييز بينهما، وبالمجمل قدما مباريات كبيرة في البطولة وخاصة على الصعيد الهجومي بالنسبة لممثل أوروبا في حين تميز ممثل أميركا في الشق الدفاعي.
بالأرقام نجد أن المانشافت (الشاب) قدم بطولة كبيرة بكل المقاييس فقدمت مواهب لوف كل ما عندها من كرة قدم هجومية دون أي تحفظ دفاعي وحتى عندما اضطرهم الأمر للتراجع دفاعاً عن تقدمهم لم يمارسوا الطريقة المغلقة بل كانوا قريبين دائماً من تهديد الخصوم، ولأنهم بلغوا النهائي بأكبر عدد من الأهداف فقد برز في مقدمتهم الهدافان تيمو فيرنر وليون غوريتزكا اللذان سجلا باكورة أهدافهما الدولية في هذه البطولة ويتصدران قائمة الهدافين برصيد 3 أهداف لكل منهما ويليهما زميلهما ستيندل الذي أول من سجل مرتين في البطولة وبالتأكيد فإن التألق الأكبر كان للقائد دراكسلر وأيضاً براندت وهنريش وكيميش وروديغر وعلى العموم ظهر كل اللاعبين بالشكل المطلوب ولذلك فقد استحقوا بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخ بلادهم والفضل الأكبر لرهان يواكيم لوف.
الفريق الألماني فاز بداية على أستراليا 3/2 ثم تعادل مع تشيلي 1/1 وتغلب على الكاميرون 3/1 قبل أن يقسو على المكسيك 4/1 في نصف النهائي ويؤخذ عليه تلقيه أهدافاً في كل مبارياته.

اللاروخا.. أثقل
بالانتقال إلى بطل كوبا أميركا فقد كان أكثر واقعية من نظيره الألماني ففاز بوقت متأخر على الكاميرون 2/صفر قبل أن يتعادل مع المانشافت 1/1 واكتفى بالتعادل بالنتيجة ذاتها مع أستراليا وفي نصف النهائي قاد المباراة أمام البرتغال إلى ركلات الترجيح دون تسجيل وهناك أبدع قائده كلاوديو برافو وتصدى لثلاث ركلات فقاده إلى النهائي.
وعلى هذا الأساس فقد أدى اللاروخا في كل مباراة ما عليه فيها أي إن مدربه الأرجنتيني خوان بيزي صاحب 48 عاماً الذي يخوض أول تجربة مع المنتخبات الوطنية منذ عام كامل لعب بالقطعة في ثاني بطولة مجمعة يقود وقد نجح قبل عام بالاحتفاظ بلقب كوبا أميركا عن جدارة، ولأن اللاروخا دخل البطولة مرشحاً للمنافسة على اللقب فقد كان بيزي حريصاً على عدم الانجرار وراء العروض على حساب النتائج وخاصة عندما واجه مأزق التأخر أمام أستراليا في ختام الدور الأول والذي كان كفيلاً بخروجه من الباب الخلفي، وفي نصف النهائي واجه بطل أوروبا بكل التركيز الدفاعي الذي أوصله إلى ركلات الترجيح التي باتت تمثل فألاً حسناً لرفاق برافو وهكذا كان.
اللاروخا يخوض البطولة بتشكيلته التي توجت بكوبا أميركا 2015 و2016 (تقريباً) ولذلك فلم يكن غريباً أن يبرع فيدال وإيسلا وميديل وسانشيز وبوسيجور وفارغاس وبالطبع كلاوديو برافو.

أوراق مهمة
اللاروخا الذي يبدو أثقل من شباب المانشافت ويأخذ عليه إهداره الكثير من الفرص على عكس منافسه ولذلك لم يسجل لاعبوه أكثر من 4 أهداف وبالمقابل فقد تفوق دفاعياً فلم تهتز شباكه أكثر من مرتين وبنظرة سريعة نجد أن أدوات لوف أكثر حيوية وخاصة في الخطوط الأمامية لكنها ستصطدم بجدار دفاعي لعب أربعة من أساسييه قرابة 95 مباراة دولية على الأقل على حين لم يلعب أكثر من 10 لاعبين اعتمد عليهم لوف سوى عدد لم يصل إلى عدد أصابع اليدين.
وفي الحراسة هو لقاء بين حارسي البرشا السابق والحالي والقاسم المشترك بينهما أنهما لم يبدأا البطولة فدخل برافو منذ المباراة الثالثة بعد إبلاله من الإصابة، وفضل لوف البدء ببيرند لينو لكن هفواته أمام أستراليا أعادت تير شتيغن إلى عرينه بغياب نوير ورغم مسؤوليته عن هدف الكاميرون إلا أنه عاد وتألق مثبتاً مكاناً أساسياً.

للذكرى
8 مباريات جمعت المنتخبين بين 1960 و2017 منها أربع مرات على الصعيد الرسمي ومنها ثلاث مواجهات في الدور الأول للمونديال، ففي بطولة 1962 فاز المانشافت 2/صفر على الأراضي التشيلية وفي ألمانيا 1974 جدد الألمان فوزهم بهدف وفي إسبانيا 1982 كان الفوز الأعلى بنتيجة 4/1، أما المباراة الرابعة فهي مباراة الدور الأول لبطولة كأس القارات الحالية وتعادلا بهدف لمثله.
ولعب المنتخبان 4 مرات ودياً ففاز الألمان مرتين في أرضهم عامي 1960 (2/1) و2014 (1/صفر) على حين فاز التشيليون بأرضهم عامي 1961 (3/1) و1968 (2/1)، وبالمجمل فقد سجل الألمان 13 هدفاً مقابل 8 أهداف للتشيليين.

وللتذكير
في الدور الأول تقابل الفريقان وقدما أداء هجومياً لافتاً على الرغم من اكتفائهما بالتعادل 1/1 وكانت أكثر المباريات تقارباً سواء على صعيد الاستحواذ الذي كان لمصلحة الألمان بنسبة 51 بالمئة أم على صعيد الفرص رجحت كفة التشيليين بواقع 11 محاولة مقابل 9 محاولات وبالتسديد بين الأخشاب 4/3، ويومها تقدم ألكسيس سانشيز بهدف التقدم في الدقيقة السادسة وتعادل ستيندل في الدقيقة 44، وشهدت المباراة 4 صفراوات مناصفة بين الفريقين و4 ركنيات لمصلحة اللاروخا مقابل ركنية واحدة للمانشافت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن