سورية

إفشال محاولة لمسلحي اليرموك لاستعادة السيطرة على مواقع طردوا منها

عاد الهدوء الحذر إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس بعد أن أفشل تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة وحلفاؤه هجوماً للمجموعات الإرهابية المسلحة يهدف إلى استعادة مناطق كان قد تم طرد تلك المجموعات منها في وقت سابق.
وتوترت الأجواء يوم الخميس الماضي في داخل اليرموك، حيث سمعت أصوات اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون. وبحسب مصادر تحدث لـ«الوطن»، فإن الاشتباكات اندلعت عندما هاجمت أعداد كبيرة من تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وحركة أحرار الشام الإسلامية أماكن تموضع وتمركز عناصر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة وحلفائه في القسم الشمالي الشرقي من المخيم الذي تتمركز به عناصر «كتائب أكناف بيت المقدس» التي انضمت إلى التحالف بعد دخول داعش إلى المخيم بداية نيسان الماضي. وأوضحت المصادر، أن الهجوم كان يهدف إلى استعادة مناطق كان تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة وحلفائه طرد المجموعات الإرهابية منها. من جانبها أوضحت مصادر مطلعة على الوضع الميداني في اليرموك لـ«الوطن»، أن الأوضاع بدت أمس هادئة بعد المعارك العنيفة التي حصلت في اليومين الماضي، لافتة إلى أن تلك المعارك أسفرت عن «استشهاد 6 عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، و5 آخرين من قوات الدفاع الوطني، إضافة إلى استشهاد عنصر آخر من أحد التشكيلات المقاتلة إلى جانب التحالف، على حين قتل ثلاثة مسلحين بحسب المعلومات المتوفرة لدينا». وقد نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وقوى التحالف الفلسطيني كوكبة من الشهداء الذين ارتقوا في «صد الهجمة الشرسة لتكفيريي داعش وإرهابيي جبهة النصرة أثناء محاولتهم الخروج من اليرموك إلى دمشق» والشهداء هم: مفيد السلام، ماهر أبو زرد، حسين تميم، نضال حجو، محمد ريان، زهير البغدادي.
وأكدت المصادر المطلعة أن هجوم الإرهابيين كان يهدف إلى استعادتهم السيطرة على المنطقة الممتدة من شارع جلال كعوش وحتى شارع محمد الخامس في شمال المخيم، لكن مقاتلينا أفشلوا مخططهم، ولم يسمحوا لهم بتحقيق أهدافهم، مشيراً إلى أن كل ما استطاعوا تحقيقه هو تمكنهم من السيطرة على مبنيين اثنين في شارع جلال كعوش.. كما أكد المصدر أن خريطة السيطرة على الأرض في قطاع ساحة الريجة بشارع اليرموك لا تزال على حالها، وذلك بخلاف ما نشرت صفحات معارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من صور تظهر استعادة المسلحين السيطرة على منطقة ساحة الريجة.
من جهته وفي مقابلة صحفية نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد «الوضع الميداني في مخيم اليرموك، لا يوجد فيه تطورات جديدة وإستراتيجية، هناك اشتباكات يومية بشكل متقطع حاول داعش والنصرة استرداد بعض المواقع التي سيطرت عليها فصائل المقاومة وفشل. وجرى تثبيت لنقاط ومناطق تماس في وسط المخيم. وفصائل التحالف حصنت المواقع التي سيطرت عليها، لكن لا يوجد معارك حاسمة واليرموك مرتبط بخطط الدولة في الأحياء المجاورة في الحجر الأسود والتضامن، ولا يوجد على المدى القريب معارك حاسمة في المنطقة، لكن داعش والنصرة تقوم بمحاولات لاختراق المخيم بهدف الوصول إلى العاصمة دمشق وتقوم الفصائل بالتصدي لهم، وهناك استعدادات من الفصائل الفلسطينية والدفاع الوطني والجيش لمواجهة هذا الاحتمال».
من جهة ثانية أكد ناشطون أن تنظيم داعش يقوم بشراء «ولاءات المسلحين» في بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا جنوب دمشق بعد أن عجز عن السيطرة على هذه البلدات بالقوة. وأوضحت المصادر أن التنظيم قاموا بدفع مبالغ مالية كبيرة لعدد من المسلحين وقادتهم مقابل مبايعة هذا التنظيم الإرهابي «على غرار ما فعلوه سابقاً في الحجر الأسود وبعده في اليرموك».
ويوم الاثنين الماضي حاول داعش الدخول إلى بلدة يلدا وذلك عن طريق تفجير سيارة في إحدى نقاط مسلحي البلدة تبعها اشتباكات عنيفة في القسم الجنوبي لمخيم اليرموك المحاذي ليلدا كما شارك عدد من المسلحين ممن بايعوا داعش بالقتال إلى جانبه «داخل يلدا» ضد مسلحي البلدة. أسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين وقد بلغت خسائر داعش 21 قتيلاً بينهم «مسؤوله الشرعي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن