سورية

«جورج بوش» أمام شواطئ حيفا.. وترويج لحملة إسرائيلية في حوض اليرموك

| الوطن – وكالات

وصلت أمس أكبر حاملة طائرات في العالم، الحاملة الأميركية «جورج بوش» إلى شواطئ «إسرائيل»، في وقت باتت فيه الإستراتيجية الإسرائيلية وعلى نطاق أوسع الإستراتيجية الأميركية في جنوب سورية محاصرة، وأمام خيارات التحرك الاضطراري. وأدى تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في درعا، وهجومه المضاد في القنيطرة إلى تقلص ساحة المناورة الإسرائيلية، وتهاوي مشروع المنطقة العازلة الضامن لأمن جيش الاحتلال الإسرائيلي في القسم المحتل من الجولان العربي السوري. وبسبب كبر حجمها لم تتمكن حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش» من الرسو في ميناء حيفا، واضطرت للرسو على بعد أربعة كيلومترات من الميناء على أن تمكث هناك حتى يوم الأربعاء المقبل. وتقل الحاملة «جورج بوش» على متنها أكثر من خمسة آلاف بحار وجندي، ويبلغ طولها 330 متراً، ويقدر ارتفاعها بنحو 20 طابقاً، كما تحمل أكثر من 90 نوعاً مختلفاً من الطائرات المقاتلة والمروحية.
في المقابل، أفادت قيادات في ميليشيا «الجيش الحر» أن «إسرائيل» ستستغل وجود «جيش خالد بن الوليد» المرتبط بتنظيم داعش الإرهابي في جنوب سورية لاجتياح منطقة حوض اليرموك.
ونقلت صحيفة «الغد» الأردنية عن المدعو أبو يعقوب، الذي وصفته بالمستشار السياسي لميليشيا «الحر»، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحضر لحملة عسكرية في حوض اليرموك للسيطرة عليه «تحت ذريعة محاربة الإرهاب»، في إشارة إلى «جيش خالد» الموجود في تلك المنطقة.
وقال: إن «هناك الكثير من علامات الاستفهام لدى قيادات فصائل الجيش الحر حول سبب التغير المفاجئ والسريع في أيديولوجية هذا الفصيل «جيش خالد»، الموجود على مقربة من الجيش الإسرائيلي»، ملمحاً إلى وجود «رائحة الموساد الإسرائيلي» في ذلك. وأضاف: إن «إسرائيل» ستقوم بالدخول إلى حوض اليرموك على غرار دخول تركيا في شمال سورية في إطار حملة «درع الفرات».
بدوره، رجح محمد سيف الذي وصفته الصحيفة بـ«القائد الميداني في الجيش الحر»، دخول «إسرائيل» إلى حوض اليرموك، وخاصة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث منذ فترة عن وجود «جيش خالد» بالقرب من حدودها، وبرر ذلك برغبة إسرائيل بإقامة «منطقة عازلة في حوض اليرموك».
وبحسب تقارير، يسيطر تنظيم «جيش خالد بن الوليد» على 65 بالمئة من الأراضي المتاخمة للقسم المحتل من الجولان العربي السوري، ومناطق متاخمة للحدود الأردنية السورية، وأكثر من 17 بلدة في ريف درعا.
والأربعاء الماضي، قتل القائد الجديد لـ«جيش خالد»، أبو هاشم الرفاعي بتفجير استهدف اجتماعاً قيادياً للتنظيم. ولم يمض على تعيينه أكثر من 20 يوماً خلفاً للقائد السابق للجيش أبو محمد المقدسي، الذي قتل إثر غارات جوية نفذتها طائرات يرجح أنها إسرائيلية أو تابعة للتحالف الدولي، على بلدة الشجرة في ريف درعا. ويأتي الحديث عن الخطط الإسرائيلية، وسط قصف إسرائيلي يومي، لمواقع الجيش العربي السوري في القسم المحرر من الجولان.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أن «إسرائيل» تسعى من وراء قصفها إلى تنفيذ خطتها لإنشاء «دولة إسلامية» تدين لتل أبيب بالولاء في الجزء المحرر من الجولان. وأشارت في هذا الصدد إلى تقرير أصدرته الأمم المتحدة يؤكد أن «إسرائيل» تساعد مجموعات مسلحة في القنيطرة. كما لفتت إلى ما نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية حول قيام «إسرائيل» بدفع الرواتب لقادة المجموعات المسلحة في الجولان في الخفاء، وإنهم يشترون الأسلحة والذخيرة بالمال الإسرائيلي.
ولفتت صحيفة «مير نوفوستيه» الروسية إلى أن «السوريين يعترفون بأنه لولا مساعدة روسيا لهم لنشطت «إسرائيل» أكثر في مساعدة الإسلاميين»، واعتبرت الصحيفة بأن هناك خطر حالي بأن تصطدم «مجموعات تخريبية إسرائيلية بقوات خاصة روسية».
في الغضون نقل محلل عسكري إسرائيلي مقرب من دوائر العسكرية في «إسرائيل»، ما ذكر أنها رسالتين إسرائيليتين مترابطتين لحزب اللـه اللبناني، الأولى تحذره بضرورة التراجع عن «تأسيس معاقل له في مرتفعات الجولان، وإلا ستستغل إسرائيل انشغاله في سورية وتهاجم جنوب لبنان»، والثانية تطمئنه إلى أن إسرائيل لا تعتقد أن الجدار الذي يعتزم الجيش الإسرائيلي بناءه على الحدود الفلسطينية مع لبنان سيقود إلى وقوع ما بات يعرف بـ«حرب الصيف» على الجبهة الشمالية مع سورية وحزب اللـه.
وأفاد المحلل بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن قادة حزب اللـه يعتقدون أن الجولان هي إحدى الطرق التي تمكّنهم من اختراق «خطّ ماجينو» الذي تقيمه «إسرائيل» مقابل جنوب لبنان، والذي استلهمته من الخط الذي سبق أن بنته فرنسا على حدودها الشمالية مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن