رياضة

اللاروخا لم تنفعه الخبرة فسقط في الامتحان الأهم … عراقة المانشافت الشابة تخطف كأس القارات

| الوطن

انتهى عرس القارات بنسخته العاشرة وتوج المنتخب الألماني بكأس البطولة للمرة الأولى بتاريخه عقب فوزه في النهائي على منتخب تشيلي بهدف يتيم بعد مباراة قوية ومثيرة استحقت أن تكون مباراة التتويج قياساً على ما قدمته المنتخبات المشاركة في البطولة وجاء فوز المانشافت بالنهائي تتويجاً لما قدمه بتشكيلته الشابة التي زج بها المدرب يواكيم لوف وأثبت من خلالها مقدرة الكرة الألمانية على تقديم أجيال متلاحقة تبقي الماكينات بين النخبة الكروية العالمية، وبالمقابل خسر اللاروخا بطل أميركا الجنوبية على عكس معظم التوقعات فخابت آمال الجيل الذهبي بالظفر بأول لقب عالمي بعد نجاحه في كتابة اسم تشيلي في سجل الفائزين بكوبا أميركا وفشل رفاق فيدال وسانشيز بالتالي بالثأر لخسارات اللاروخا الرسمية السابقة أمام المانشافت.
كيف حدث ذلك؟.. وكيف استطاع أشبال لوف كسب النهائي؟.. ولماذا سقط اللاروخا؟… لنتابع تفاصيل كل ذلك.

واقع مغاير
في تقديمنا للنهائي قلنا إن الكفة اللاتينية أرجح فلاعبو اللاروخا أثقل على أرض الملعب وأكثر خبرة في التعامل مع المباريات الكبيرة وخاصة أن معظم التشكيلة سبق لها خوض بطولتي كوبا أميركا ونهائيات مونديال 2014 وبعضها لعب في مونديال 2010 وهذا ما لاحظناه في البطولة ولم ننس أن المانشافت بشبابه يلعبون باندفاع كبير من دون خوف وقوتهم الهجومية التي واجهت في النهائي الدفاع الأقوى.
إذا هي مواجهة بين حيوية الماكينات وخبرة اللاروخا وفي نهايتها تفوقت الأولى بكل جدارة إذا ما عرفنا أن الدفاع الأوروبي نجح في كسب الرهان هذه المرة واستطاع مع الحارس تير شتيغن بالحفاظ على عذرية شباكه للمرة الأولى في البطولة، على حين أخفق الهجوم اللاتيني بالتسجيل للمرة الثانية فكان الهدف الذي سجله ستيندل كافياً لحسم اللقب.

سيناريو
دخل لاعبو تشيلي المباراة باندفاع وحماسة كبيرين من أجل حسم الأمر مبكراً لتجنب سيناريو البداية الألمانية أمام المكسيك ونجح رفاق برافو في مسعاهم خلال ربع الساعة الأول فسيطروا وهددوا وبدا أنهم في طريقهم للتسجيل وهم فقط بحاجة لبعض الوقت، إلا أن الدقيقة العشرين حملت الخبر المزعج للمدرب بيزي فمن خطأ ساذج للمدافع دياز استغل فيرنر سرعته وسرق الكرة لينفرد بمرمى برافو ولأنه وجد زميله ستيندل بوضع أفضل مرر كرة مقشرة أمام مهاجم غلادباخ الذي لم يجد أدنى صعبة في إعلان تقدم فريقه بالهدف الأول.
ولم يكن أحد ليتوقع أن هدف ستيندل صاحب 28 عاماً 6 مباريات دولية فقط الذي سجل أحد أهدافه بمرمى تشيلي بالذات في الدور الأول سيبقى يتيماً في ليلة زفاف الكأس لعريسها السادس في تاريخ المسابقة وخاصة أن كماً لا بأس به من الفرص سبقته ثم تبعته، إلا أن الأمور سارت كما اشتهى يواكيم لوف ولاعبوه حتى النهاية بعدما سير الدفة كما يريد معظم الوقت المتبقي، ولاسيما إغلاق منطقة وسط الملعب أمام تسديدات فيدال وزملائه فغابت تماماً في الشوط الثاني من أمام مربع العمليات وهم الذين سددوا غير مرة في الأول.
وكما تألق برافو في منع قتل أحلام فريقه في محاولتين فإن نظيره وخليفته في برشلونة تيرشتيغن كان في الموعد عندما اختبر في أكثر من محاولة وخاصة في الوقت بدل الضائع بتصديه لمباشرة سانشيز.

لوف وأبطاله الصغار
أشرك لوف في البطولة 22 لاعباً ونجح برهانه على تشكيلته التي انتقاها كلها من دون خبرة دولية كبيرة فبرز عدد من الأسماء التي سيكون لها شأن كبير في مستقبل المانشافت وبالطبع فإن الفضل الكبير بالإنجاز غير المسبوق سينسب للمدرب المخضرم عندما نجح بتقديم فريق تطور تكتيكياً بشكل كبير خلال البطولة وقد لاحظ المتابع ما فعله شباب الماكينات في نصف النهائي والنهائي.
ففي مباراة التتويج اعتقد دراكسلر ورفاقه أن الهدف الوحيد يكفي والفوز بهدف أو بأربعة سيعني التتويج فاشتغلوا على طريقة الدفاع ببسالة ومحاولة اللعب على المرتدات ونجحوا كثيراً في ظل حيويتهم الكبيرة فسدوا كل الطرق أمام مرمى شتيغن وعندما كانت تسنح لهم كرة كانوا ينطلقون بسرعة وكثافة فهددوا مرمى برافو كثيراً وأبقوا دفاع اللاروخا خائفاً طوال الوقت، وللحق فقد أثر الخطأ الدفاعي في معنويات المدافعين الذين كانوا قريبين من الوقوع بالمطب ذاته في أكثر من مناسبة، وتسبب اندفاع لاعبي المانشافت وطريقة لعبهم ولياقتهم العالية في انفلات أعصاب التشيليين الذين وقعوا بالمحظور وخسروا الكثير من الكرات المشتركة وارتكبوا مخالفات كثيرة وربما نجوا من اللعب بصفوف ناقصة.

الأرقام لا تنصف
من المؤكد أن عشاق اللاروخا اعتبروا هزيمتهم بهدف جاء من خطأ دفاعي مجحف وهذا ليس غريباً فكثير من المباريات نرى فائزين بالمصادفة ويمكننا الجزم بأن المنتخب الألماني كان جديراً بالفوز على الرغم من أن الأرقام تقول بأفضلية تشيلية على طول الخط، فقد سيطر لاعبو اللاروخا على الكرة بنسبة 61 بالمئة وصنعوا 21 فرصة مواتية ومنها 8 فرص مباشرة لكنهم فشلوا بزيارة مرمى شتيغن الذي تصدى لخمس كرات متفاوتة الصعوبة، على حين اكتفى رفاقه بـ8 فرص منها 3 مؤكدة ولا يمكننا اعتبار الهدف جاء من فرصة.
ووقع هجوم الفريقين بالتسلل 3 مرات على حين نال اللاروخا 9 ركلات ركنية مقابل 4 للمانشافت، وارتكب لاعبو الأول 13 خطأً مقابل 20 على لاعبي الثاني وشهدت المباراة 7 صفراوات منها 4 للخاسر ما يدل على فلتان أعصاب لاعبيه وخاصة قرب نهاية المباراة.
بطاقة النهائي

• الزمان: 2/7/2017.
• المكان: ملعب كريستوفسكي، مدينة سان بطرسبرغ (روسيا).
• المناسبة: نهائي كأس القارات.
• الحضور الجماهيري: 57268 متفرجاً.
• الفريقان والنتيجة: ألمانيا × تشيلي 1/صفر.
• الأهداف: لارس ستيندل (20).
• الحكم: ميلوراد مازيتش (صربيا).
• الإنذارات: كيميش ورودي وكان (ألمانيا)، برافو وفيدال وفارغاس وخارا (تشيلي).
• مثل ألمانيا: أندريه تير شتيغن، أنتونيو روديغر، ماتياس غينتر، يوناس هيكتور، شوكودران موستافي، جوشوا كيميش، سباستيان رودي، يوليان دراكسلر، لارس ستيندل، تيمو فيرنر (إيمري كان 79)، ليون غورتيسكا (نيكلاس سولي 90+2)، والمدرب يواكيم لوف.
• مثل تشيلي: كلاوديو برافو، ماوريسيو إيسلا، غونزالو خارا، خوان بوسيجور، مارسيللو دياز ليوناردو (فالنسيا 53)، غاري ميديل، تشارلز أرانغويز (أديسون بوش 81)، أرتور فيدال، بابلو هيرنانديز، إدواردو فارغاس (أنخيلو ساغال 81)، ألكسيس سانشيز، والمدرب خوان أنتونيو بيزي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن