سورية

قبيل لقاء ترامب بوتين.. إقرار أميركي بانتصار سورية السياسي

| الوطن – وكالات

قبيل أيام من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدنية هامبورغ الألمانية، بلورت الإدارة الأميركية موقفاً جديداً من الأزمة السورية عنوانه التراجع عن التشدد حيال مستقبل الرئيس بشار الأسد.
وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بموقف الإدارة الأميركية الجديد، وفي تقرير نشرته ويستند إلى إفادات مصادر دبلوماسية مطلعة، أكد تيلرسون لغوتيريش خلال لقائهما الأسبوع الماضي، أن أولويات إدارة ترامب في سورية باتت تقتصر على محاربة تنظيم داعش، وأن النشاط العسكري الأميركي ضد القوات الحكومية السورية يسعى في الأشهر الأخيرة إلى تحقيق أهداف تكتيكية محدودة مثل ردع هجمات كيميائية محتملة وحماية القوات التي تدعمها واشنطن في قتالها ضد داعش، وليس إضعاف الحكومة السورية أو تعزيز موقف المعارضة في المفاوضات حول سورية.
وقبل نحو ثلاثة أشهر، أصر تيلرسون، وفقاً لـ«فورين بوليسي»، على ضرورة رحيل الرئيس الأسد عن السلطة بسبب تورطه في استخدام السلاح الكيميائي في البلاد على حد زعمه.
ويعكس التغير في موقف الخارجية الأميركية تنازل الولايات المتحدة عن مطلب رحيل الرئيس الأسد، واعتراف واشنطن بالانتصار السياسي الذي حققته الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران في الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 6 سنوات، بحسب تقرير المجلة.
ولفت التقرير إلى أن المعلومات حول إحداث التغيرات المحتملة في موقف واشنطن إزاء الأزمة السورية ظهرت قبيل اللقاء الأول وجهاً لوجه بين بوتين وترامب في هامبورغ.
من جانبه، رفض ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية التعليق على لقاء تيلرسون مع غوتيريش واقتصر على تأكيد التزام الولايات المتحدة بعملية جنيف للتفاوض حول سورية.
في موسكو أعلن مسؤول روسي رفيع المستوى أن الرئيسين الروسي والأميركي سيركزان خلال لقائهما بهامبورغ على مسألة مكافحة الإرهاب.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي قوله: «اطلعت على تقارير إعلامية أميركية حول سعي واشنطن لطرح موضوعي سورية وأوكرانيا خلال لقاء الرئيسين على هامش قمة العشرين»، في إشارة إلى ما ذكرته شبكة «سي. إن. إن» الأميركية الإخبارية.
ونقلت «سي. إن. إن» عن مسؤول في الإدارة الرئاسية الأميركية، لم تكشف عن اسمه قوله: إن ترامب يرغب في أن يناقش مع بوتين الوضع العسكري في سورية، ودعم روسيا للرئيس الأسد. بالإضافة أيضاً إلى قضية «تصرفات روسيا في أوكرانيا».
وأضاف أوشاكوف: «يبدو لي أنه من المنطقي مناقشة هذين الموضوعين لكننا نرى أنه يجب طرح موضوع مكافحة الإرهاب الدولي قبل كل شيء خلال لقاء زعيمي البلدين المحوريين لأنه من المستحيل إلحاق الهزيمة بالإرهاب من دون التعاون بين روسيا وأميركا». وأشار إلى أن موسكو منفتحة على الحوار مع واشنطن حول حزمة كبيرة من المواضيع بما في ذلك المسائل الإقليمية وموضوع مواصلة عملية نزع الأسلحة.
وعشية اللقاء، طالبت موسكو واشنطن باتخاذ موقف بناء حيال اقتراح بوتين الداعي إلى «تشكيل جبهة واسعة ضد الإرهاب»، وذلك بما يمكن الجانبان من «تجنب حالات سوء الفهم والتشويه في مواقف الطرفين». وتوترت العلاقات الأميركية الروسية في سورية بعد سلسلة ضربات عسكرية أميركية على مواقع للجيش السوري وحلفائه وإسقاطها لطائرات سورية حربية ومن دون طيار.
في غضون ذلك، بحث بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي الأزمة السورية.
وأوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية في تصريح صحفي: «تم خلال الاجتماع بحث القضايا القائمة التي تتعلق بتطور البلاد الاجتماعي والاقتصادي. وتم التطرق إلى المواضيع الدولية، بما فيها القضية السورية في سياق التحضير لمفاوضات أستانا بشأن التسوية السورية، المزمع إجراؤها في مستهل الشهر الحالي».
في بكين جدد الرئيس الصيني شي جين بينغ التأكيد على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية يتمثل في تسوية سياسية تضمن الحفاظ على سيادة سورية وحق شعبها في تقرير مصير بلاده دون أي تدخل خارجي.
وجاءت تصريحات شي التي أكد فيها أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو التوصل إلى حل سياسي»، خلال لقاء جمعه بوسائل إعلام روسية قبيل توجهه إلى موسكو التي يغادرها بعد لقاء بوتين إلى هامبورغ الألمانية.
وأشار الرئيس الصيني إلى وجود «مؤشرات إيجابية» في الاجتماعات التي تعقد في أستانا حول الأزمة في سورية ومحادثات جنيف داعيا إلى بذل مزيد من الجهود في هذا الإطار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن