ديمومة النجاح
| مالك حمود
بعيداً عن الإعجاب بالكرة الألمانية وديمومة قوتها وقدرتها على إحراز أكبر البطولات وأهم الألقاب العالمية، فثمة أسباب ومعطيات تؤدي إلى تلك النجاحات، فالبطولة لم ولن تأتي من فراغ وما يتحقق هو ثمار لعمل سابق ومستمر.
وبغض النظر عن سلامة العمل على الكرة الألمانية في مختلف مفاصلها ومراحلها وجوانبها بدءاً من الأندية وانتهاءً بالمنتخبات، إلا أن النقلة الأهم تبدو في الاستقرار الذي يعيشه المنتخب الألماني مع المدرب يواخيم لوف المستمر والمستقر مع المنتخب منذ سنوات، والمتفرغ لتدريبه بعقد رسمي بعيداً عن العمل مع الأندية وضوضاء المنافسات الجانبية، لتثمر الإستراتيجية عن حزمة إنجازات وصولاً إلى بطولة العالم وبعدها كأس القارات.
النجاحات العالمية تفرض سؤالاً مشروعاً وملحاً: لماذا لا تعيش رياضتنا حالة الاستقرار والاستمرار والتفرغ في منتخباتها؟ بل لماذا لا نراها في كرة السلة السورية؟
مشكورة كل الجهود التي صبّت للتعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة منتخب سورية للرجال بكرة السلة في البطولة الآسيوية المقررة خلال الصيف الماضي، ولكن ماذا بعد، وهل كلام الصيف يمحوه الشتاء؟
المدرب الصربي نيناد غراديتش هو الأقرب إلى سلتنا والأعرف بثناياها وتفاصيل لاعبيها الفنية والنفسية، ومن ثم فإن وجوده مع منتخبنا السلوي هو الحل الأسلم وسط التوجه نحو المدرب الأجنبي، علما أن المدرب الوطني هو الذي نجح مع المنتخب وقاده للتأهل إلى البطولة الآسيوية، والنتائج القادمة في آسيا كفيلة بالتقييم، ولكن لنتكلم بشكل إستراتيجي فهل سيكون وجود المدرب الأجنبي مع سلتنا فقط للبطولة الآسيوية، أم إنه سيبقى معها في تصفيات كأس العالم القادمة؟
قلناها ونعيدها مجدداً، فقد آن الأوان لتفريغ مدرب خاص للمنتخب الوطني لكرة السلة، مدرب يرى كل لاعبي الدوري من زاوية واسعة، شرط أن يتم دعمه بالمعسكرات النوعية على مدار العام والمباريات التجريبية الخارجية، والأهم تكليفه برسم رؤية لعمل منتخبات الفئات العمرية، كي يكون العمل منسجماً ومتكاملاً ويتحقق فيه الربط بين قاعدة الهرم وقمته، وبشكل يكفل تبني المواهب الواعدة ورفد المنتخب الأول بها، ولا ننسى أن الصورة الأخيرة لمنتخب الناشئين كانت مشجعة بالخامات والقامات والنتائج بعدما حقق المركز الثالث ببطولة غرب آسيا وبقيادة مدرب وطني بعد غيابنا عن أجوائها بفعل الظروف.
الخطوة بدأنا بها لكنها بحاجة لخطوات داعمة كي تكون منتخباتنا بحالة حيوية دائمة.