شؤون محلية

نتائج عمل الأطفال انحرافات أخلاقية واجتماعية

| درعا – الوطن

أكثر ما يبعث في النفس غصة مشاهدة الأطفال خارج حاضنتهم الطبيعية خلال العام الدراسي ألا وهي المدرسة، ولا يغيب عن الأعين مناظر الأولاد على الأرصفة وفي الورش والأسواق، وبات مألوفاً أن يذهب المرء إلى سوق خضر الكاشف مثلاً ويجد معظم الباعة لديهم طفل أو اثنان يعملون وتتعالى صيحاتهم لجلب الزبائن، ومنهم من يتزاحم عند مراكز توزيع المعونات ليقوموا بعتالة المواد المستلمة مقابل أجور، فالعمل بهذه السن المبكرة وفي مثل هذه الأوساط أفقدهم الكثير من براءتهم وأكسبهم عادات سوقية سيئة.
وبلقاء عدد منهم بيّن أحمد أنه يعمل لمساعدة والده المصاب خلال الأحداث لتأمين معيشة الأسرة، وأشار نزار إلى أن إخوته الكبار غادروا القطر ولم يعد هناك من يسد الحاجة فاضطر للعمل، على حين بدا الشقاء والتعب على وجه فادي جلياً الذي بيّن أن أهله يجبرونه على العمل لكون أبيه متوفى وإخوته الذكور مشتتين في أكثر من مكان داخل وخارج سورية.
عضو هيئة تدريسية في كلية التربية الثالثة في درعا محمود عثمان ذكر لـ«الوطن» أن ظاهرة عمالة الأطفال موجودة قبل الأزمة إلا أنها كانت محدودة ومسيطر عليها وخلال الأزمة تزايدت وخرجت عن السيطرة، أما الأسباب التي أدت إليها فتتمثل بأن إيرادات العائلة لم تعد تتوافق مع استهلاكها ولفقدان ولي الأمر، ونتيجة حالات الانفصال الأسرية بسبب الأزمة وضياع الأطفال وكذلك التفكك الأسري الذي أدى إلى تمرد الأولاد على ولاة أمورهم والإساءة إليهم، وأشار إلى أن العمالة بحد ذاتها قد لا تكون مشكلة لكن المشكلة بنتائجها التي لوحظت عند الأطفال كالانحراف الأخلاقي والاجتماعي والديني والصحي، وللحد من هذه الظاهرة ينبغي تشكيل قاعدة بيانات عن الأطفال الذين يعملون ثم معرفة كيفية احتوائهم وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن