شؤون محلية

أطفال الحرب يعيلون ذويهم

| محمد راكان مصطفى

جاء في تقرير اليونيسيف كـيـف بات عـام 2016 الأسوأ لأطفال سورية؟ في القسم الخاص بعمالة الأطفال إلى أن 85 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأمام معاناة الوالدين من الديون والبطالة وشح المواد المالية يضطر الأطفال أن يكونوا المعيلين لعائلاتهم. وأشار التقرير إلى أن أطفالاً من اللاجئين السورين البالغ عددهم 2.3 مليون طفل سوري لاجئين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر يعملون في مجالات متعددة كجمع القمامة وورش العمار وتصليح السيارات ومصانع الصلب والبيع بالشوارع والتسول.
ولا يخفى على أحد ما يتعرض له العديد من الأطفال الذين يعملون لمساعدة أسرهم من ممارسات تنطوي على استغلال يخضعون له أمام ضغوط الحاجة.
أحد الأطفال الذين التقتهم «الوطن» لا يتجاوز من العمر 8 سنوات يعمل بنقل المواد الإغاثية للمستفيدين بوساطة عربة أمام إحدى الجمعيات الإغاثية في دمشق، وذلك مقابل مبلغ من المال يقاسمه إياه موظف الجمعية مقابل تقديم العربة والسمح له بالعمل هو ورفاقه أمام الجمعية مستسلمين لذلك من أجل الحصول على المال لمساعدة ذويهم.
إن كان البعض يعترف بحق الأطفال الفقراء بالعمل، إلا أن ما يتضح بصورة جلية أنه لا أحد يعترف بحق هؤلاء الأطفال بالأجر المناسب بالجهد الذي يبذلونه، فضلاً عما يتعرض له هؤلاء الأطفال من مخاطر واعتداءات أثناء العمل في ظل ظروف قد تكون ضارة على صحتهم وعلى أفكارهم وعواطفهم يكون لها أثر كارثي سلوكهم في المستقبل، ما يجعل الحكومة والمجتمع بمكوناته كافة الرسمية والأهلية أمام تحدّ خطر هو ضرورة إيجاد حلول اقتصادية ومعيشية تساعد على الحد من العمالة المبكرة وتساهم في عودة الأطفال ليعيشوا طفولتهم ويكملوا تعليمهم وتأهيلهم ليكونوا جيل الغد المشرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن