عربي ودولي

ملامح تصعيد عسكري يلوح في أفق الأزمة الخليجية … البحرين تلوح بعصا «درع الجزيرة».. وقطر تشدد على احترام سيادة الدول

بعد إخفاق محاولات احتواء الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها من مجلس التعاون الخليجي، بدأت ملامح التصعيد العسكري تلوح في الأفق حيث تحرص بعض دول الخليج على توجيه رسائل إلى «الشقيق» القطري في حال عدم تجاوبه.
وفي هذا السياق أعلن القائد العام لقوة دفاع البحرين خليفة بن أحمد آل خليفة أن قوات درع الجزيرة المشتركة سد قوي منيع في وجه كل التحديات، مؤكداً أنها توفر سبل الأمن والأمان والاستقرار للخليج.
وتأتي تصريحات قائد القوات المسلحة البحرينية قبل ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها الدول المقاطعة لقطر للاستجابة لمطالبها.
واستقبل المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة في مكتبه بالقيادة العامة أمس اللواء الركن حسن بن حمزه الشهري قائد قوات درع الجزيرة المشتركة، كما استقبل قائد الحرس الملكي العميد الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
هذا وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس إن رد بلاده على المطالب العربية والذي سلمه للكويت يأتي في إطار احترام سيادة الدول وإن الدوحة أبدت حسن نية ومبادرة طيبة، في وقت أعلنت قطر عزمها زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 بالمئة.
وفي كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل وصف الوزير القطري العقوبات التي فرضتها دول عربية على بلاده بأنها غير قانونية وطالب من الإمارات بالكف عن تشويه سمعة قطر.
بينما أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء الاثنين عن الأمل في أن يكون رد قطر «ايجابياً» حيال مطالب جيرانها وأكد أن الرد القطري الذي سلم للوسيط الكويتي «سيخضع لدراسة دقيقة».
من جانبه أكد وزير الخارجية الإماراتي أنه من السابق لأوانه الحديث عن الخطوات اللاحقة للدول العربية المقاطعة لقطر لأنها لا تزال تنتظر من الدوحة رداً رسمياً على مطالبها، عن طريق الوساطة الكويتية.
وقال عبد اللـه بن زايد آل نهيان: إن قرار بعض الدول العربية بمقاطعة قطر جاء «بعد سنوات من محاولات إقناع الأشقاء في قطر» بضرورة وقف دعم الإرهاب.
بدوره قال وزير الخارجية الألماني أمس: إن قطر تحلت بضبط النفس في التعامل مع ما وصفه بالحصار الدبلوماسي والاقتصادي الذي فرضته عليها دول عربية مجاورة في الأسابيع الماضية مضيفاً إن هذه الدول ينبغي أن ترد بروح مماثلة.
وفي ختام جولته في منطقة الخليج قال غابرييل: إن ألمانيا وأوروبا مستعدتان للمساعدة في طرح أنواع آليات الحل الدولي المطلوبة لرعاية حوار نظراً لأن ألمانيا لها مصالح قوية في المنطقة وتريد ضمان حماية سلاسل إمداداتها.
إلى ذلك أكد مجلس الأمن الدولي الاثنين أن حل الأزمة الخليجية الراهنة يكون عبر الحوار بين الدول المعنية، في رسالة مبطنة إلى قطر بأنه لا يعتزم التدخل في الأزمة المشتعلة بينها وبين وخصومها في مجلس التعاون الخليجي ومصر.
في غضون ذلك أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني سيزور باريس «في نهاية الصيف» للتباحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمة الخليجية.
وقال قصر الإليزيه في بيان: إن الرئيس الفرنسي أجرى مجدداً الإثنين مباحثات هاتفية مع أمير قطر، وذلك في إطار «محادثاته مع جميع أطراف» الأزمة الراهنة في الخليج.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أنه «خلال هذا الاتصال الهاتفي أشار الأمير إلى أنه وبالنظر إلى الوضع الراهن فهو يعتزم المجيء إلى فرنسا في نهاية الصيف».
وأضافت: إن الرئيس الفرنسي «ذكّر بتمسّكه بالتهدئة وبتخفيف حدة التوتر» وكذلك أيضاً «بأهمية مكافحة الإرهاب ووقف أي تمويل من أي مصدر أتى لمجموعات لديها صلات بأنشطة إرهابية».
هذا وبدأت الأزمة الخليجية تضع أولى منعكساتها على الاقتصاد القطري حيث أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، الثلاثاء عزمها زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 بالمئة على حين تتعرض هذه الدولة لضغوط اقتصادية من الدول المجاورة لها.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول سعد الكعبي خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة أن قطر تنوي إنتاج مئة مليون طن من الغاز الطبيعي في السنة بحلول 2024.
وقال الكعبي للصحافيين: إن «هذا المشروع الجديد سيقوي موقع قطر الريادي».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن