سورية

أنقرة: إجراءات ضد عفرين «إذا» تحولت إلى مصدر تهديد للأمننا

| وكالات

أصرت تركيا على الاحتفاظ بحرية العمل ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين إذا ما تحولت إلى تهديد لأمنها، وذلك بالترافق مع تجدد القصف التركي على مواقع الوحدات هناك.
وسبق لوسائل إعلام تركية أن تحدثت عن استعداد 20 ألف جندي من ميليشيا «الجيش الحر» للمشاركة في عملية عسكرية تركية التي تستهدف عزل عفرين. وذكرت أن العملية التركية ستستغرق مدة 70 يوماً، وتستهدف الاستيلاء على مدينة تل رفعت، وقاعدة منغ الجوية العسكرية اللتين تسيطر عليهما الوحدات الكردية.
وذهبت صحيفة «ميلييت» التركية إلى الحديث عن 9 جولات من المفاوضات قادها الجانب التركي مع نظيره الروسي لبحث العملية العسكرية المخطط لها.
ونقلت الصحيفة عن «مصدر دبلوماسي روسي»، تأكيده أن المفاوضات أثمرت عن الاتفاق على إقامة منطقة جديدة لخفض التصعيد في عفرين لاحقاً، على أن يتم ضمان الأمن في هذه المنطقة من قبل عسكريين أتراك وروس على غرار الآلية المقترحة لضمان الأمن في منطقة خفض التوتر التي تشمل ريف إدلب.
وقبل أيام، شدد نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق على ضرورة تطهير محيط عفرين «من الإرهابيين»، في إشارة إلى الوحدات. لكن وزير الدفاع فكري إيشيق تحول إلى الغموض بشأن عملية عفرين، عندما أكد أمس أن بلاده قد تشن عملية عسكرية برية ضد الوحدات في محيط المدينة الواقعة في أقصى شمالي غرب حلب، إذا تحولت إلى مصدر تهديد للأمن التركي. وقال إيشيق في تصريح صحفي: «نحن لن نستبعد اتخاذ الإجراءات الضرورية، إذا أصبحت عفرين تهديداً للأمن».
وأكد أن تركيا تملك حق القضاء على أي تهديد يستهدفها في مصدره، وأنها لن تتوانى عن الرد على أي هجمات قد تتعرض لها من التنظيمات الإرهابية.
واللافت في تصريحات إيشيق أنها جاءت بعد أيام من لقائه نظيره الأميركي جيمس ماتيس في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وعشية لقائهما، تراجع ماتيس عن تطمينات سبق أن بعثها برسالة إلى نظيره التركي، بخصوص سحب الأسلحة الأميركية المقدمة إلى مسلحي الوحدات منهم بعد الانتهاء من عملية الرقة.
كما أن تصريحات الوزير التركي تأتي بعد زيارة نظيره الروسي سيرغي شويغو إلى إسطنبول ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحضور رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي آكار، ورئيس هيئة المخابرات حقان فيدان.
وبالترافق مع تصريحات إيشيق، قصفت قوات الجيش التركي المتمركزة على الحدود بين تركيا وسورية مواقع للوحدات. وذكرت مصادر تركية في كيليس، أن القوات المتمركزة على تخوم مدينة كيليس دكت معاقل الوحدات في مدينة عفرين بعشرين قذيفة مدفعية.
وردت القوات التركية، قبل أيام بالقذائف المدفعية على مواقع «حماية الشعب» في عفرين، عقب تعرض الأراضي التركية لإطلاق نار من أسلحة رشاشة.
وتعدّ أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» وذراعه العسكرية «حماية الشعب»، منظمات إرهابية.
وترفض أميركا تصنيف أنقرة «حماية الشعب» منظمة إرهابية، وعلى العكس من ذلك، تعتبرها أكثر قوة برية فعالية في الحملة ضد تنظيم داعش في سورية.
ولاحتواء الغضب التركي من قرار الرئيس دونالد ترامب تقديم الدعم العسكري المباشر للوحدات، أكد كبار مسؤولي الإدارة الأميركية لنظرائهم الأتراك أن علاقات بلادهم مع الوحدات الكردية «مؤقتة واضطرارية» في سياق الحرب على تنظيم داعش.
ويبدو من تصعيد الحرب الكلامية التركية ضد الوحدات في عفرين أن الوعود الأميركية لم تقنع الأتراك.
وتشتبه تركيا في أن الولايات المتحدة تعتزم الاحتفاظ بعلاقة تحالفية مع «حماية الشعب»، خصوصاً في ضوء خطط واشنطن البقاء في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن