رياضة

متعة تتقلص

| خالد عرنوس

وكأن كرة القدم كان ينقصها الاحتكام للإعادة التلفزيونية لتفقد جزءاً آخر من المتعة، فاللعبة الشعبية الأولى فقدت الكثير من بهجتها ورونقها الذي وجدت من أجله وهو المتعة والاستمتاع وذلك لأسباب كثيرة بالطبع أهمها الطرق الدفاعية المزعجة التي أصبحت موضة في معظم ملاعب العالم وعلى المستويات كافة، وترافق ذلك مع ظهور نجومية الجزارين ففقدت كرة القدم الكثير من جماليتها وبساطتها وأصبح الشعار الخالد «المهم ألا يتلقى مرماك هدفاً» ماركة مسجلة لكثير من الأندية والمنتخبات وحتى لمعظم المباريات وخاصة في البطولات الكبرى التي شهدت هبوطاً حاداً في معدلات الأهداف.
لقد حاول القائمون على نظام وقوانين اللعبة إجراء التعديلات من أجل مزيد من الإثارة والندية واللعب الهجومي والإقلال من إهدار الوقت والحفاظ قدر الإمكان على جمالية اللعبة وخصوصيتها ونجحوا في بعض الأحيان وفشلوا في بعضها الآخر فكان اللجوء إلى إقرار بعض التعديلات ثم إلغائها كما حدث مع الهدف الذهبي وكذلك الفضي أو ما سمي أيامها (الموت المفاجئ).
ومنذ دخول التلفزيون شريكاً أساسياً في تطور اللعبة علت الأصوات المطالبة بالاستفادة من هذه التكنولوجيا وخاصة في بعض القرارات التحكيمية الصعبة ولاسيما ما يتعلق بتقنية خط المرمى وخاصة بعد نجاح تقنية عين الصقر في لعبة كرة المضرب، وبعد مقاومة كبيرة لم تستطع إدارة اللعبة (العالمية) إلا الانصياع لهذه المطالب وإدخال هذه التقنية في صلب القرارات التحكيمية، وهاهي تبدأ بتجربة الاحتكام للإعادة التلفزيونية في بعض القرارات المهمة على صعيد احتساب الأهداف من عدمها في حالات الشك بوضعية التسلل.
في بطولة كأس القارات بدأ العمل بالإعادة التلفزيونية فتم إيقاف المباريات في بعض الحالات المشكوك في صحتها وبعد العودة إلى غرفة التحكم والإعادة الدقيقة للحالة على شاشات مبرمجة للحكم على هذه الحالات حيث يتم العرض بتقنية (ثلاثية الأبعاد) وبموجبها يتم إعطاء الحكم النهائي على الحالة المطلوب إعادة النظر فيها.
الحالات المذكورة أعطت الحق لأصحابه في نهايتها وربما تكون مقدمة للتقليل من أخطاء وهفوات وعثرات الحكام التي كثر الجدل حولها في بعض المباريات المهمة وخاصة في السنوات الأخيرة وهي بالتأكيد مقدمة جيدة لإقرار هذه التعديلات على قانون كرة القدم وخاصة على مستوى البطولات الكبرى، وهذه أهم إيجابيات هذه التعديلات أما على صعيد السلبيات فحدث ولا حرج وسنكون معها في وقفة أخرى في وقت قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن