سورية

ماكرون يتقرب من إيران وروسيا

| الوطن – وكالات

اتضحت معالم سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المنطقة، والتي تسعى إلى التقرب من إيران، وروسيا.
ومع التحسن الكبير في العلاقات ما بين السعودية والولايات المتحدة، سعى ماكرون إلى إحداث توازن من خلال الانفتاح على طهران. من جهة أخرى، تدفع إستراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أوروبا، فرنسا للانفتاح أيضاً على موسكو.
أيضاً، يعتقد الرئيس ماكرون أن الإدارة الأميركية تركت فراغاً في الجهود القائمة لتسوية الأزمة السورية، وأن الدول الغربية مهددة بالخروج من عملية التسوية السورية نتيجة انطلاق مسار أستانا بناء على تعاون ما بين الدول الضامنة لمسار استنا روسيا، إيران وتركيا.
تدفع هذه العوامل ماكرون إلى إعادة تقييم سياسة بلاده من الأزمة السورية، كي يحافظ على مكانة فرنسا في الشرق الأوسط وسورية. ويعمل على بلورة تحرك في سورية من ضمن الخريطة الجديدة لمصالح بلاده الشرق أوسطية. وألمحت طهران إلى وجود مبادرة فرنسية جديدة عندما أعلن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عن ترحيبه بأي مبادرة فرنسية لحل الأزمة السورية.
سيعمل الرئيس الفرنسي على موضعة بلاده في موقع جديد بالشرق الأوسط وسورية ما بين موسكو وواشنطن، وإن سمح باستمرار المشاركة الفرنسية في عمليات التحالف الدولي، وحافظ على القوات الفرنسية العاملة ضمن عملية الرقة.
وتدعم فرنسا العلاقات القائمة ما بين التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» وعمادها «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، هذا الخيار الذي وتر العلاقات الغربية التركية.
هذه السياسة الفرنسية المستجدة ستزيد الخلافات ما بين فرنسا وتركيا، كما أنها ستؤدي إلى برودة في العلاقات الفرنسية السعودية.
ولم تستبعد أوساط فرنسية، أن يقوم ماكرون بإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، خصوصاً أنه سبق ومهد لذلك عبر العودة إلى الإقرار بشرعية الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أنه ليس عدواً لفرنسا.
هذا التحول في الموقف الفرنسي أصاب المعارضة السورية بالذعر. وعمد ماكرون إلى لقاء منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» التي انبثقت عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب، لثاني مرة خلال أقل من شهرين لطمأنته.
وبعد اللقاء الثاني، ذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أبلغ حجاب أول من أمس، عن استعداده لتقديم مساهمة شخصية بغية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية في إطار عملية جنيف.
وأكدت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أمس أن ماكرون أكد لحجاب أنه أجرى مباحثات مع عدد من رؤساء الدول، بينها روسيا والولايات المتحدة، من أجل «تخفيف العنف ومعاناة الشعب السوري».
وأضاف البيان: إن «فرنسا تولي اهتماماً خاصاً لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية، ومسألة إيصال المساعدات الإنسانية»، وأن ماكرون وحجاب «أكدا ضرورة الحفاظ على وحدة سورية، ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وجماعات متطرفة أخرى».
وسبق لماكرون أن أكد أن بلاده ستبقي «كل قنوات الحوار والتفاوض مفتوحة من أجل التوصل إلى السلام»، مؤكداً عزمه على «إعادة وضع فرنسا في صلب الحوار»، من مالي إلى اوكرانيا مروراً بسورية والخليج. وأكد أن على فرنسا «أن تبني وأن تعيد بناء التوازنات» من خلال التحدث إلى كل القوى حتى «تلك التي لا تشاركنا قيمنا»، مع الحرص على عدم الحلول محل شعوب الدول الأخرى في اختيارها قيمها. ووقعت إيران مؤخراً اتفاقاً نفطياً مع شركة توتال الفرنسية في مؤشر على إمكانية تحسن العلاقات الفرنسية الإيرانية.
واستشعرت السعودية تغيير الموقف الفرنسي حيالها، خصوصاً بعد هذا الاتفاق، وكذلك جراء أزمة قطر، حيث كانت فرنسا أقرب إلى الدوحة منها إلى الرياض، ربما نتيجة وجود قاعدة عسكرية للفرنسيين على الأراضي القطرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن