سورية

«الجبهة الجنوبية» خارج المسار.. والمعارضة المخذولة اعتبرته «شقاً» للميليشيات … وفد المسلحين يعرقل «أستانا 5»: لن نوقع إذا كان الضامن الإيراني موجوداً

| الوطن- وكالات

واصلت الميليشيات المسلحة التي شاركت في اجتماع «أستانا 5» حول سورية عرقلة التقدم للوصول إلى حل ينهي الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات، وأكدت أنها «لن توقع على اتفاق إذا كان الضامن الإيراني موجوداً»، واعتبرت أن «الجبهة الجنوبية» أصبحت خارج مسار «أستانا»، على حين شعرت المعارضة بخيبة أمل وخذلان من جانب الولايات المتحدة الأميركية في ظل الأنباء عن تفاهم روسي أميركي أردني على تحييد جنوب سورية عن «مناطق تخفيض التصعيد»، معتبرة أن هذا «شق» للميليشيات المسلحة.
وقال رئيس وفد الميليشيات المسلحة إلى «أستانا 5»، المدعو أحمد بري، أمس: إن «المعارضة لن توقع على اتفاق إذا كان الضامن الإيراني موجوداً»، أو على «اتفاق لا يخدم مصلحة الثورة».
وأضاف وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «نحن أتينا إلى أستانا من أجل أهداف أساسية، أولاً تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على استمراريته، وليس فقط تثبيته بشكل مؤقت، وثانياً هو بحث ملف المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم».
وكشف بري، أن ميليشيات «الجبهة الجنوبية» عقدت اتفاقاً مع أميركا وروسيا والأردن، لإقامة «منطقة عازلة»، جنوبي سورية، لذلك لن تشارك في اجتماعات أستانا.
واعتبر، وفق وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، أن اتفاق الجنوبية «شق للثورة»، ومن ثم لم يعد لمشاركتهم، «أي معنى بنظرهم»، مشيراً إلى أن الميليشيات المشاركة في اجتماعات أستانا هي «فيلق الشام، لواء السلطان مراد، أجناد الشام، جيش النصر».
وأوضح أن عدد أفراد الوفد يبلغ «ثمانية»، قائلاً: «نحن نهتم بالنوعية».
بدوره، أعلن عضو وفد الميليشيات، ممثل «فيلق الشام»، قائد العمليات العسكرية لميليشيا «الجيش الحر»، ياسر عبد الرحيم، وفق ما نقلت «سبوتنيك»، أن الميليشيات «مستعدة للإفراج عن الأسرى الموجود لديها». وفي رده على سؤال حول عدد الأسرى الموجودين لدى الميليشيات قال عبد الرحيم: «عدد قليل جداً، لا يتجاوز المئات».
من جانبه، قال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، منذر ماخوس: إن «هناك محاولات في اجتماعات أستانا لتحقيق أجندات دولية تختلف عن مطالب الشعب السوري». وأضاف في تصريح لقناة العربية الحدث الداعمة للمعارضة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من باريس، أن «هناك العديد من القضايا الغامضة والملتبسة في مشروع أستانا منذ أولى جولاتها».
في سياق متصل، رفعت ما تسمى «نقابة المحامين الأحرار» في درعا دعوى قضائية قدمتها إلى «محكمة دار العدل» التابعة «للحر» في حوران، لمحاسبة عضو المجلس العسكري، أيمن العاسمي، على خلفية حضوره اجتماع «أستانا5»، وطالبت بتحريك دعوى قضائية بحقه بتهمة «الخيانة العظمى»، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وحضر العاسمي اجتماع «أستانا5»، بعد مقاطعة «الجبهة الجنوبية»، إلا أنه نفى أن يكون حضوره باسم «الجبهة الجنوبية».
على خط مواز، أعربت مصادر في المعارضة عن «خيبة أملها» مما أشيع عن «تفاهم أميركي روسي حول إنشاء مناطق آمنة» جنوبي سورية، بمعزل عن مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد».
وحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فقد أفادت مصادر في المعارضة أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيوارت جونز، «قدّم في أستانا معلومات صادمة تتحدث عن تفاهم أميركي روسي أردني يضم المعارضة المسلحة في الجنوب فقط والنظام، لتشكيل منطقة آمنة موازية لمسار أستانا».
ولفتت المصادر إلى أن «الاجتماعات التي استمرت عدة أيام في العاصمة الأردنية عمان خرجت بالتفاهم المذكور، الذي يساهم بانقسام المعارضة التي تسعى بدورها لمزيد من التوحد». وأعربت المعارضة عن «خيبة أملها» من الموقف الأميركي «الذي يضعف من موقفها ويساهم بتقسم المعارضة وتشرذمها، في وقت كانت تنتظر فيه موقفاً أميركياً أقوى يتناسب مع الخطاب الذي تتبناه الإدارة الجديدة».
ويضم وفد الميليشيات إضافة إلى رئيسه بري والعضو فيه العاسمي كلاً من طاهر الابو، مهند جنيد، ياسر فرحان، أحمد عثمان، منذر سيرس، ياسر عبد الرحيم، فهد الكادي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن