رياضة

الحكمة والشجاعة

| غانم محمد

كما هي العادة كل موسم كروي، الاتهامات تسبق النهايات، والتأويلات تلغي القناعات، وبالنتيجة لا أحد يؤمن بنظافة الألقاب إلا من يحصل عليها!
أزمة ثقة حقيقية بكرة القدم السورية سببها تناقض القرار الكروي وتخلّفه معظم الأحيان، وعدم ارتباطه بالأسباب التي أدت إلى اتخاذه وكأن المسألة متعلقة بأمن البلد ولا يجوز الإفصاح عن ملابساتها؟
نعمل في الرياضة، وقد اعتدنا واعتاد الجمهور الرياضي أن نفكّر معاً بصوت عالٍ، وأن نقلّب أي قرار رياضي على ميزان المزاج الجماهيري لأن أي قرار يؤدي إلى نفور الجمهور عن كرة القدم يكون خاطئاً وإن كان صحيحاً فلا كرة قدم من دون جمهور، ولا ألغي هنا اتحاد اللعبة أو الأنظمة التي يعمل بها وإنما أدعوه كما يفعل غيري أيضاً إلى جرأة ووضوح وشفافية اتخاذ قراراته بحيث لا يترك أي مجال للتأويل، وإن اكتشف لاحقاً أنه كان مخطئاً فأين المشكلة إذا ما اعتذر وأعاد تصويب قراره؟
عندما يخطئ لاعب يُعاقب اللاعب، هذا أمر لا نقاش فيه، لكن عندما يخطئ إداري أو مدرب ويتسبب بخروج عشرة أو مئة أو ألف من أصل عشرة آلاف لماذا تصيب العقوبة الكلّ؟
لو أننا في حالة تخمة جماهيرية وقرر اتحاد الكرة إقامة مباراة لهذا الفريق من دون جمهور لمرّ الأمر مرور الكرام، أما وقد عيينا من أجل إعادة الجمهور وفرحنا غاية الفرح بهذه العودة، ولأسباب لم تكن كافية ونحرم أكبر جمهور هذا الموسم من متابعة وتشجيع فريقه وبوقت لا يحتمل مثل هذه القرارات فإن ذلك يدعو للاستغراب وأتحدث هنا عن معاقبة جمهور تشرين ربطاً مع حالات تابعناها وتابعها الجميع على شاشة التلفزيون ولم يحرّك لها اتحاد الكرة ساكناً، فهل نصفّق لاتحاد الكرة؟
الدوري في مراحل حسمه، وأتمنى أن تُدار اللعبة بحكمة وبشجاعة فلا يُظلم أي فريق ولا يُحرم أي جمهور من واجبه بدعم فريقه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن