رياضة

بانتظار الصفقة الأغلى

| محمود قرقورا

تتطور الصفقات الخاصة بلاعبي كرة القدم لتصل حداً لا يمكن تصوره، وهذا طبيعي بسبب التضخم، وإذا كانت سنة الكون تحطيم الأرقام القياسية بسوق انتقالات اللاعبين إلا أن اللافت هو المبالغ الباهظة التي تدفع للاعبين ليسوا من طينة الصف الأول وهنا بيت القصيد.
لم يتوقف أحد عند الرقم الذي دفعه برشلونة لبوكا جونيورز عام 1982 للتعاقد مع مارادونا مقابل ثلاثة ملايين جنيه إسترليني بفارق مليون وربع المليون عن الرقم القياسي قبله المسجل باسم باولو روسي، فمارادونا كان حديث الملايين ونظر إليه الجميع حينها على أنه إعجاز خارق للعادة، وبعد عامين استقطبه نابولي بخمسة ملايين كرقم قياسي حينها.
ولم يستنكر أحد المبلغ الذي دفعه الإنتر لخطب ود البرازيلي رونالدو عام 1997 مقابل 19.5 مليون جنيه إسترليني والأمر بدا عادياً مع فيغو عام 2000 مقابل 37 مليوناً ثم زيدان بعد عام مقابل 46 مليوناً ونصف المليون ثم كاكا عام 2009 مقابل 56 مليوناً والبرتغالي رونالدو في الصيف ذاته مقابل 80 مليوناً وكل تلك الصفقات مع الملكي الذي لا يقف عند رقم معين، ويستطيع خلال وقت وجيز الربح الوفير من خلال قمصان اللاعبين وعقود الإعلان، فكرة القدم تجارة وأموال.
بيد أن الأمر غير العادي عندما تدفع أموال يسيل لها اللعاب للاعبين ليسوا الأفضل بين أقرانهم، والحديث يدور هذا الصيف حول مبابي ولوكاكو ومن المتوقع وصول قيمة أي منهما إلى 90 مليوناً، وهذا يفوق ما دفع بالفرنسي بوغبا أغلى لاعب في العالم حيث خطب وده اليونايتد الموسم الماضي بـ89 مليوناً، وحالياً يبدو اليونايتد أكثر الأندية حماسة لدفع مبالغ جنونية، والغريب أن تشيلسي باع لوكاكو بزمن مورينيو بثمن بخس وها هو يريده في أولد ترافورد برقم قياسي وهي حالة مشابهة لما حصل مع فيرغسون عندما باع بوغبا بجنيهات معدودة مقارنة مع السعر الذي استقدمه به.
تلك طبيعة السوق ويا لها من تطورات مذهلة، إذ إن انتقال ويل كروفرز من برميتش لأستون فيلا عام 1893 كان مئة جنيه إسترليني كرقم قياسي وعندما انتقل كرويف من أياكس إلى برشلونة 1973 كان المقابل 922 ألف جنيه وعندما انتقل شيرر من بلاكبيرن إلى نيوكاسل 1996 كان المردود 15 مليوناً فقط فأي تطورات هذه؟ والحقيقة أن رواتب اللاعبين هذه الأيام فلكية وتوازي في عالمنا العربي ميزانيات أندية أو دوريات برمتها.
سوق الانتقالات في أوجها هذه الأيام وكلنا بانتظار الصفقة الأغلى التي ستكسر رقم بوغبا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن