حبق «ألف نون» يشع بالطاقة ليستوعب 43 فناناً … بثينة شعبان: اجتمع الفنانون على محبة سورية وهذا بحد ذاته معركة ليست فنية فقط وإنما سياسية … جحجاح لـ«الوطن»: حالة حبق تمثل الجسر لعبور السوريين وهو أهم ترياق لينقذ العطب الروحي الذي خلفته الأزمة فينا
| سارة سلامة- «ت: طارق السعدوني»
في رحم «ألف نون» هذه الصالة التي ولدت في الحرب وتعودت دائماً إنشاء مشاريع نوعية عبر جسرٍ من الفنون نثرت اليوم بذورها في كل أطياف الشعب السوري لتنبت حبقاً، 43 فناناً تشكيلياً يجتمعون على المحبة يتشاركون في معرض واحد برؤاهم وأحلامهم وآمالهم عبر «حالة حبق» التي تختصر عبر مكنونها السري الكلمات الآتية وهي «ما بين حب وحق ينمو جسر من حبق»، وهي كلمة صغيرة من ثلاثة حروف بمعان عملاقة تمثل الجسر الحقيقي إلى وعي السوريين القادم وتختصر كل معاني الجمال التي ربينا عليها، هذه التظاهرة الفنية من قلب دمشق توجه رسالة إلى كل العالم بأننا هنا ونقف بوجه كل الظلاميين عبر رسالتنا في الفن والحب والجمال، اجتمعوا ليحققوا انتصاراً وتقدماً جديداً يكون رديفاً وموازياً للتقدم الذي يحققه الجيش السوري ويحملوا بشارة نصر قريب.
وبحضور المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان افتتحت صالة «ألف نون» للفنون والروحانيات معرضها بأعمال متنوعة بين الرسم والنحت، ما يشكل حالة من الحب والجمال بفسيفساء تجمع وتوحد السوريين.
حب وحق من أجل سورية
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن: «سعادتي اليوم كبيرة لأكون في معرض اتسع لـ43 فناناً من كل أنحاء سورية، هو يمثل حالة الحب والحق من أجل سورية، لأنها معروفة برائحة الحبق. إن استحضار هذه الهوية الفنية العريقة لسورية هو نوع من أنواع المقاومة، لأن الهدف الأساسي كان هو تشويه هويتنا وحضارتنا وتراثنا والقضاء عليها، وإن اجتماع هؤلاء الفنانين من نساء ورجال على حب سورية وعلى الحق من أجل سورية هذا بحد ذاته معركة ليست فنية فقط وإنما سياسية ومعركة تليق بسورية وتليق بالوطن السوري الجميل»، مضيفةً إن: «المعرض تميز بوجود فنانين كبار وهناك فنانون وفنانات شباب يدخلون المجال الفني وهذا بحد ذاته يشكل مدرسة بالنسبة لهم ويحمل استمرارية لهويتنا، وباختصار اجتماعهم في المعرض يقول إن سورية عصية على القهر والاحتلال وعصية على المحتلين وهي دائماً تعمل من أجل مستقبل أفضل لها وللمنطقة وللبشرية».
حالة من الثورة الفكرية
ومن جهته قال مدير صالة «ألف نون» التشكيلي بديع جحجاح: «هذه التظاهرة العظيمة اليوم تشكل جزءاً من سعادتي في «ألف نون» وهي زرع الابتسامة من خلال الآخر والعبور على هذا الجسر الذي له علاقة بالجمال والفن والنحت والإنسان الطيب، هذه هي رسالة الفن، فرحم «ألف نون» هذا المكان الصغير يشع اليوم بالطاقة ليستوعب 43 فناناً مع كل هذا الجمهور، والطبيعة هي أحد تجليات ربنا وهذه الطبيعة اليوم هي حبق، فالحب هو الذي يجب أن نمارسه بيننا وبين الآخرين والحق هو القانون الأخلاقي الذي يربط الناس بعضها ببعضٍ، هذا الجسر اليوم لعبور السوريين هو أهم ترياق لينقذ العطب الروحي الذي تركته الأزمة فينا، فنحن اليوم أمام هذه الثقافة وهذا التحول، وكلنا ثقة بأن الإنسان السوري مستعد للبناء وللعطاء وللتسامح».
وأضاف جحجاح إن: «عملي اليوم هو الدرويش الذي أخذ بذور الحبق وبذرها في الأرض فنبتت وهذه الحالة حولتها من حالة فردية لها علاقة بشخصي إلى حالة عامة واجتماعية، وعن طريق هذا الحبق عملت حالة من الثورة الفكرية ركيزتها الأساسية وهدفها الأول هو أن تكون في وجه هذا القبح المحيط بنا، وقريباً هناك توقيع كتاب للشاعر منذر زريق الذي تشكلت عنده حالة من التجلي من خلال نص شعري يحتوي على 18 قصيدة أولها حبق وآخرها حبق في «ألف نون».
لن يذهب الانتظار سدىً
ومن جهته تحدث النحات رامي وقاف عن مشاركته قائلاً إن: «مشاركتي في معرض حبق كانت بناءً على دعوة من صالة (ألف نون)، وافقتُ فور معرفتي باجتماع 43 فناناً في معرض (حالة حبق) في قلب دمشق، ما الذي تحتاج إليه دمشق أكثر من أن يتكثّف الفن بين حاراتها ويمسح عن جبينها بعض غبار الحرب! والعمل الذي قدمته بعنوان: الانتظار».
تلك الحرب التي نتابعها منذ سنوات، ننتظر شارة نهايتها بحرقة، وقد اخترتُ للمشاركة عملاً وهو تجسيد للانتظار بمعناه الواسع، امرأةً تترقب الآتي ولا يأتي– كما غنت فيروز- تحمل الكثير من الصبر الذي يجعلها تجلس برزانة، صبر على ما تكره وربما على ما تحب– هذه المقولة كررتها أمامي شخصية بارزة، لها مكانةٌ في نفسي، وإلى الآن مازالت تتردد أصداؤها في أذني-، هذه المنتظِرة تحمل الكثير من الحب، وتحاصرها أكوامٌ من الوحدة التي لم يبدّدها سوى عصفورٍ مزّق بحضوره اليأسَ الذي يكتنف عادةً مشهد انتظار امرأة؛ دار بينهما حديث طويل، أظن أن كلّ من اقترب من المنحوتة قد سمعه، وفَرِحَ ببشارة العصفور «لن يذهب الانتظار سدىً، الغد أجمل لا خيار آخر له».
اجتمعنا على المحبة
الفنان وليد الآغا أكد عبر مشاركته في «حبق1» أن: «المحبة التي جمعتنا اليوم هي أجمل ما يمكن أن يقدمه المعرض، والتوقيت الذي جاء فيه مهم جداً لنقول رسالة واضحة: «سورية هي المحبة، سورية هي السلام والحضارة والثقافة لا يمكن أن تلغيها فكرة أو مجموعة، هذا التنوع الفني اليوم سيكبر كما يفعل الحبق فينبت الكثير من الورق والخضار، وجاءت مشاركتي اليوم من خلال لوحتين بأسلوبي المعتاد في إدخال اللغة العربية بالرسم وتجربتي كانت بالحروفية والتاريخ السوري، وأنا الآن أركز على الحرف أكثر من غيره فالحرف له روح إن كان على المستوى الصوفي أم على المستوى التشكيلي وأعمل عليه من ناحية (الغرافيك) وأوظفه باللوحة بشكل عصري وحديث إلى حد ما، وأبتعد عن مصطلح الكلمة لأننا إذا دخلنا بالكلمة فسندخل الأدب وإذا دخلنا الأدب فسننجر إلى أماكن أخرى».
الفن لا بد أن ينتصر
وبدوره أفاد الفنان عامر ضاحي علي بأن: «إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها، في البداية أقول ذلك بما يتناسب مع عنوان المعرض الذي يقودنا لحالة من الحب فاتحاً المجال أمام رغبة الفنانين ليتبادلوا المحبة ويتواصلوا بعضهم مع بعضٍ وخلق مناخ إنساني مفعم من شأنه معالجة كل القبح الموجود في عالمنا، لأن الجمال والفن لا بد من أن ينتصرا، أما العمل الذي قدمته فهو من خلال لوحة تحتضن بين جوانحها ملامح شخص ما وتعيش حالة حب، فالحب في زمننا غدا جريمة ومن خلال هذا المعرض نوجه كلمة فحواها أن الحب حق ونطالب بالحق في الحب، ورسالتي أوجزها عبر هذه الكلمات «أوشك أن أبلغ عتبة المحبة.. تفتحي يا أصابعي.. واقتربي يا زهرة المستحيل».
بشارة نصر قريب
ومن جانبه قال الفنان سامي الكور عن مشاركته في حبق1 إن: «مشاركتي اليوم جاءت من خلال عمل بعنوان (دمشق 2017)، واستخدمت فيه مواد مختلفة والعمل يعبر عن دمشق في الوقت الحالي بعد أن بدأت بالتعافي من الأزمة التي استمرت سنوات ونرى في اللوحة إشراقة شمس وألوان مفعمة بالحيوية والأمل والتفاؤل وهذا هو انطباعي الذي يحمل بشارة لنصر قريب، واستخدمت الألوان القوية والرسم النافر في مجموعتي الجديدة وأدخلت على سطحها نجارة خشب وغراءً بأساس اللوحة ووظفتها بما يخدم العمل الفني، صالة ألف نون تجمعنا في هذه التظاهرة الفنية تحت مسمى (حبق) هذه الصالة الكريمة جمعت فنانين يمثلون كل أطياف الشعب السوري، والرابط المشترك بيننا هو اجتماعنا على الفن والحب والجمال لنبرهن للعالم أننا قادرون على الاستمرار وأن كل هذا الجمال لا يمكن أن تقتله حرب لأن الفنان هو مرآة المجتمع وواجبه تجسيد ما يجري في بلده».
ليبقى الحب
وأشار النحات عيسى سلامة إلى أن: «مشاركته تمت في (حبق) من خلال عمل بعنوان (تحولات عشتار) وهذا العمل اخترته من ضمن 40 عملاً بقياس واحد وهي عبارة عن مجموعة لها عدة أشكال والرمزية فيه تعود للمرأة وللجمال وللحب ورسالتي من هذا المعرض الذي يحمل معاني المحبة والسلام والأمل بالخلاص من أي مظاهر تسبب لنا الحزن وتحقيق الانتصار الدائم حيث يعيش الحبق ويسود الحق».
حبق جدد حالة الحب
وقالت الفنانة رندة تفاحة إن: «مشاركتي اليوم تمثل الحالة الإنسانية المفعمة بالحب لنقدمها لسورية فهي اليوم بأمس الحاجة لهذه المشاعر النبيلة، (حبق) قدم لي الكثير وحضوري اليوم مع أسماء مهمة من الفنانين استفدت من خبراتهم واطلعوا على تجربتي كان شيئاً جميلاً جداً بالنسبة لي، هذا المعرض جدد فينا حالة الحب والعطاء لننثر كل هذا الجمال بين الناس ولاسيما ما يحققه الجيش من انتصار على الأرض وما يرافقه من حالة ارتياح».
«الحبق» وساطة خير
وبدورها عبرت الفنانة نجوى أحمد عن مشاركتها بالقول: «إن مشاركتي اليوم في هذا المعرض الاستثنائي أعطتني دفعاً كبيراً وطاقة من الحب من خلال لوحة اختصرت فيها جملة من المفردات وهي: (بالحب ننسى ونسامح ونحيا بالسلام الذي نبتغي)، لوحتي تحتوي على شخصيات مختلفة نشعر بأنها قادمة من الضباب، أما الحبق فهو وساطة خير بين الإنسان والإنسان الآخر وفي سورية هناك مجموعة من المفردات التي لها علاقة بالحضارة وحضارة منطقتنا العريقة مجموعة مفردات على سبيل المثال الديك في عملي ومجموعة الأهلة على شكل صيحة الديك تبشرنا بقدوم فجر جديد وتوحي بالنشاط وتبشر بانتصار سورية الجميلة في ظل النجاحات التي تحققها، اتبعت أسلوباً مبتكراً وأعمل عليه منذ العام 2007 وهو عبارة عن مفردات لها علاقة بالتراث والفن والموروث الشعبي مثل (البساط) الذي كان أجدادنا يصنعونه من زوائد الأقمشة وتأتي ضمن مصطلح التدوير كما استفادوا من الأقمشة التي تأتي بجانب بعضها من دون أي تنسيق، لذلك فإن الألوان تعبر عن العنوان الذي طرحته وهو (البشارة) التي ننتظرها مع كل صيحة ديك».
حبق يدل على الإلفة
الفنان غسان عكل قال إن: «حالة حبق تدل على الإلفة وهي حالة الحب ورمزية الحبق كبيرة لأنها أساساً نبتة الحب من خلال عطرها وشكلها، وبهذا المعرض تعرّفنا كفنانين إلى بعضنا وقدم كل منا أعماله الحديثة، ويتميز أسلوبي من خلال التعبير بالحروف فأنا لست فناناً حروفياً ولكن أعبر أحياناً بالحرف العربي عن الشيء الذي أريده وأستخدم الألوان التي تدل على الحب والسلام وهي الألوان الحارة والألوان الباردة من خلال الأزرق والبرتقالي اللذين شكلا عند جمعهما حالة الحبق، وبالفن دائماً نقف في وجه الإرهاب.
مدينة ملونة
وبدورها قالت الفنانة ضحى الخطيب إن: «سعادتي لا توصف في المشاركة «بحالة حبق1» هذا النشاط الذي يقول: إننا هنا ونعيش متحدّين كل الظروف وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لسورية، فنحن لا نقوم بتضميد الجراح ولا نشفي المرضى ولكن نشفي سورية بألواننا، و«حبق» اختصرت الكثير من المسافات من خلاله جسرها المتواصل بين حب وحق، اختصاصي هو رسومات الكتب للأطفال هذا إضافة إلى رسم اللوحة، وفي عملي اليوم لم أتوجه للأطفال ولكن أشعر بأن الألوان يفترض أن توجه للكبار والصغار ورسالتي هي الفرح والمحبة والألوان التي أعبر فيها إلى حلمي بمدينة ملونة.
حبق سلاح في وجه الآخر
من جهته تحدث الفنان جمعة نزهان عن مشاركته في حالة حبق وقال إن: «هذا المعرض وحد سورية بكل هذا الكم من الفنانين الذين يمثلون مختلف المحافظات السورية وقدموا إلى دمشق محملين بالكثير من الأمل والتفاؤل، وما يميز الحبق هو العطر والحروف، فالحب جزء من حروف حبق إضافة إلى القاف التي أقسم بها رب العالمين والقرآن المجيد، وحبق هو سلاحنا في وجه الآخر الذي حمل إلينا الدمار والخراب، أما عملي فهو عبارة عن عروس بلباسها الأبيض وتحتوي على أبيات شعر لنزار قباني ومجموعة من الشعراء وبياض الياسمين، فالأبيض طاغ بشكل واضح على اللوحة، وهذه العروس هي بشرى النصر لسورية وتحمل الحمامة التي ترمز للسلام، فأنا ابن الفرات والفرات قريب من قلبي قاب قوسين أو أدنى كما هو قريب من يد الجيش العربي السوري قاب قوسين أو أدنى وأتمنى أن تزف لي هذه العروس بشرى النصر».
حبق يتسع لكل السوريين
وبدورها قالت الفنانة نهى جبارة إن: «بذور الحبق التي بذرها بديع جحجاح ونشرها وجمعها من كل الأطياف السورية لنكون في هذا المكان الصغير بحجمه والكبير بفضائه فهي تتسع لكل الوطن ولكل السوريين، شاركنا من كل أصقاع سورية ومن كل الأطياف لبذر بذرة حبق ونعود لننبتها بشكل أفضل، ولوحتي تتكلم عن خبايا النفس ومكنونات الإنسان وتنتمي للمدرسة التعبيرية، والوجوه الموجودة فيها هي عبارة عن حالات الإنسان التي تعتريه سواء كانت حالة فرح أم حزن أو غضب أو تأمل وكل منا يرى اللوحة بحسب حالته النفسية فهي تعبر عن حالة الإنسان الداخلية».
بلا محبة لن تعود سورية
أما النحات غازي عانا فقال من خلال مشاركته إن: «حبق خلق تظاهرة تفاعلية اجتماعية أكثر ما يكون معرضاً متخصصاً لذلك كان التوجه ألا نقوم بعرض تجريدي ونعمل على الواقعي أكثر، فاخترت عملاً واقعياً وهو عبارة عن بورتريه من الأمام يحتوي على ملامح موجودة وواقعية ومن الخلف نجد فيه حالة الغموض والتجريد، وفي هذا العمل أكون قد أرضيت الآخرين وأسعدت نفسي، وهو وجه يعبر عن التسامح والمحبة وهما بالتأكيد غاية المعرض الذي هو الحبق والحب والحق، وحاولنا أن نقوم بعمل فيه الكثير من الرومانسية إلى حد ما لأنه بلا المحبة لن تعود سورية».
أتمنى أن يعم اللون الأخضر
وقال الفنان إسماعيل نصرة: «شاركت بعمل وحيد يتكلم عن حالتنا ووجعنا كسوريين في محاولة للخروج من الوجع ولو كان ذلك من خلال القليل من الألوان لنأخذ جرعة من الأمل، وفي لوحتي الكثير من الغموض فهناك أشخاص ودعناهم وذهبوا إلى دنيا أخرى أو هاجروا ولكن بقي بصيص الأمل بعودتهم لذلك اخترت اللون الأخضر الذي يعطي شيئاً تعبيرياً ورمزياً، ورسالتي جمالية بحتة وإذا حملت الهم الإنساني تكون حملت رسالة إضافية في غاية الأهمية وأتمنى دائماً أن يعم اللون الأخضر الذي احتل مساحة صغيرة من اللوحة ليحتل مساحة أكبر ويطغى على اللون الرمادي ليغيب شيئاً فشيئاً».
خرج عن الطريقة التقليدية
ومن جهته قال الفنان نبيل السمان إن: «أهم ما يميز (حبق1) أنه خرج عن الطريقة التقليدية النمطية إن كان من ناحية العرض أو التقديم، وأهم ما تقوم به صالة (ألف نون) ليس فقط العرض إنما حالة اللقاء مع الآخر في هذه الفترة العصيبة التي مرت على سورية ولما تعرض له الفنان من عزلة إضافة إلى من تهجر منهم وفقد مرسمه، لوحتي اليوم تتحدث عن نفسها وأنا أعمل على الحالة التعبيرية في العمل الفني وكيف نستطيع التعبير بالألوان، ويتميز المعرض بالتنوع فهو يضم جميع الأجيال من عمر 25 إلى السبعين عاماً، وكان العامل الأساسي الذي جمعهم هو حب العمل، ورسالتنا اليوم هي الحب والجمال من كل فنان لنقول إن الفن مازال يقدم عالماً موازياً فيه حلم بغد أجمل لسورية ولمستقبلها».
نافذة جحجاح
وأكد الفنان جورج عشي أن: «النافذة التي فتحها بديع تحتوي على الكثير من الحضارة والثقافة، وفيها فهم للعطاء الإبداعي التشكيلي وهو من زملائنا ولديه طاقات هائلة يفرغها من خلال هذه المعارض الجميلة، والهدف ربما هو تعريف الشعب إلى الفنانين وتعريف الفنانين إلى الشعب، وأنا من قرية صغيرة وجميلة جداً اسمها ضهر صفرا في محافظة طرطوس فيها الألوان التي نراها في اللوحة وأحملها منذ طفولتي وأطرحها دائماً ولكن في كل مرة بطريقة مختلفة».
نحمل السلام
وقال الفنان أكسم طلاع إننا: «نجتمع في دمشق تحت مسمى (حبق حب)، و(ق) هذا الحرف الجميل الذي اكتمل اليوم بهذا التجمع الفني الكبير وما حمله من سلام، فكل واحد فينا قدم موسيقاه ونغمته الخاصة من خلال لوحة أو منحوتة، ومشاركتي اليوم من خلال عمل بعالم الحروفية».
نزرع المحبة والسلام
ومن جهته قال الفنان عبد الناصر الشعال: «إن مشاركتي في المعرض هي «تتويج للجهد الجماعي».
التقينا في صالة «ألف نون» بدعوة من التشكيلي بديع جحجاح الذي جمعنا بحالة كبيرة من الحب لنعبر بكل صدق وحب عن وطننا ونعكس هذا الكم الهائل من الإرهاب بكثير من الجمال والحب ونزرع المحبة والسلام ونعود لصياغة الواقع بشكل جميل، والعمل الذي شاركت فيه اليوم هو عبارة عن طفلة وهي ابنتي رسمتها لأنه من الجميل أن نعبر عن الطفولة وإذا أردنا أن نبني الإنسان فمن الواجب بنائه من طفولته ونزرع فيه كل قيم الجمال والحب وكل أنواع الفنون من موسيقا ورسم وغيرها ونزرع شخصية الإنسان لننعم بمستقبل بعيد عن الإرهاب.