رياضة

المدربون في الدوري الممتاز بين سندان النتائج ومطرقة التغيير

| نورس النجار

حركة مستمرة ودؤوبة في ملاعبنا تجري على الصعيد الفني، وإذا كانت مرحلة الذهاب قد أطاحت بعشرين مدرباً، إلا أن الإياب حتى مرحلته السابعة أطاح بخمسة عشر مدرباً منهم مدرب واحد عاد إلى منصبه.
والتغيير دوماً كان مبنياً على النتائج لهذا وقع المدربون ضحيتها بشكل مستمر وعاشوا في همومها.

الجيش أبقى على محمد خلف خليفة للمدرب أنس مخلوف وهنا نجد أن المخلوف لم يكن ضحية الدوري وإنما ضحية بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وحافظ تشرين على مدربه عمار الشمالي، والمحافظة على أنس السباعي، والمجد على فراس معسعس، هذه الفرق الثلاثة باستثناء الجيش حافظت على مدربيها وعلى استقرارها الفني طوال الموسم من دون أي تغيير، لكن الشمالي وجوده في تشرين مرتبط بالنتائج وأي خلل قادم سيكون بين المغادرين، وكاد يغادر سابقاً ولكنه نجا في اللحظة الأخيرة.
أما مدرب المجد فسيكون ضمن كوكبة المغادرين لانضمامه للكادر الفني لمنتخب الشباب وهذا أمر قطعي، وسيبقى المحافظة الفريق الوحيد المحافظ على كادره الفني ولو هبط الفريق إلى الدرجة الأولى.
ينضم إلى هذه القائمة فريق الوحدة الذي لم يغير مدربه حسام السيد منذ توليه المهام خلفاً لرأفت محمد، لكن نتائج حسام السيد المحلية لم ترض طموح جمهور الفريق الذي علّق عليه الآمال لدخول خط المنافسة، فتعرض الفريق لعدة مطبات لو تداركها لكان من المنافسين الأقوياء في الوقت الحالي، أما الشرطة فغيّر مدربه محمد شديد بعد عشرين أسبوعاً والبديل أنور عبد القادر الذي غيّر شكل الفريق لكنه لم يحقق المطلوب ولعل مباراتيه القويتين مع الجيش والاتحاد هما السبب، وجاء تعادله مع الطليعة مخيباً للآمال لأنه خسر تقدمه في اللحظات الأخيرة من المباراة، المراقبون يقولون: يكفي أن أداء الفريق في المباريات كان عالياً وربما تأتي النتائج لاحقاً، وفرصة توقف الدوري تمنح المدرب الوقت لتهيئة فريق يستعيد نتائجه الطيبة.

تغيير مستمر
بقية الفرق غيرت مدربيها أكثر من مرة منها الحرية والفتوة وجبلة والكرامة والطليعة إلى آخر القائمة.
أكثر الفرق تضرراً من تغيير المدربين كان فريق الجزيرة، فبعد أن استقرت أموره الفنية مع المدرب أحمد الصالح وبدأ يحصد النتائج إلا أن اختياره للمنتخب الأولمبي جعله يستقيل ليتابع المهمة أحمد العلي بدءاً من ثاني الإياب، الحرية أكثر من التبديل فبدأ الإياب مع مصطفى حمصي ثم استلم المهمة مروان مدراتي وبعده محمد نسريني ولا ندري إن كان التغيير سيبقى مستمراً.
وحطين بدأ الإياب متخبطاً كما أنهى الذهاب فأسند مهمة التدريب إلى مصطفى رجب لكنه أعاد أحمد الهواش بعد مباراتين، والبداية ذاتها شهدها نادي جبلة فبعد استقالة هشام شربيني تعاقد مع المدرب إياد عبد الكريم لكنه بعد مباراة واحدة استعاد مدربه السابق عبد الحميد الخطيب الذي بدأ به الدوري والمساندة من المدرب المخضرم رفعت الشمالي الذي تم تعيينه مديراً للفريق.
بالصورة نفسها بدأ الكرامة مع حسان عباس بديلاً لتامر اللوز، لكنه عاد إلى اللوز لأسباب فنية.
الفتوة غيّر الكثير من المدربين في مرحلة الذهاب، واستمر في الإياب مع أنور عبد القادر الذي حقق بعض النتائج نهاية الذهاب، لكنه فجأة ومن دون سابق إنذار غادر الفريق فأسندت الإدارة المهمة إلى مجموعة من المدربين على رأسهم محمود حبش، والكادر غير مستقر ووجوده مرتبط بالنتائج.

تغيير اضطراري
نادي النواعير كان تغييره اضطرارياً لسوء النتائج في الإياب، فاستقال مدربه الدائم خالد حوايني ليحل بديلاً عنه محمود ارحيم وهو المدرب المساعد للحوايني، بوادر التغيير جيدة وحقق فيها الفريق فوزاً كبيراً على الفتوة 3/صفر وتعادلاً ثميناً مع جبلة 1/1 فضلاً عن خسارة ظالمة أمام تشرين 3/4.
الطليعة استقدم محمد العطار بديلاً عن مصطفى رجب لكن العطار لم يصمد فاستقال بعد الخسارة التاريخية أمام الحرية بهدف لأربعة، وكان البديل محمد جودت وهو مدير الفريق وحقق الفريق نتائج لافتة أبرزها الفوز على حطين في اللاذقية 4/3.
أخيراً المشكلة في نادي الاتحاد الذي عاش تخبطاً فنياً في الذهاب أضاع عليه الكثير من النقاط، اليوم استقر مع محمد عقيل، وما نخشاه ما يردده البعض في كواليس النادي أن بديل محمد عقيل جاهز في حال سقوط الاتحاد مرة أخرى بعد خمسة انتصارات متتالية، الاتحاد لم يحقق ما يريد في آخر مباراتين بعد تعادله مع الشرطة والوحدة على التوالي وأمامه مباراة مؤجلة مع الوثبة، وبعدها سيعود ليخوض السباق من جديد فهل ينجح العقيل الذي دخل التدريب عملياً هذا الموسم، أم إن تجربته الفنية ستبوء بالفشل؟
مدرب الوثبة رافع خليل بقي على رأس الجهاز الفني منذ أول الدوري وحتى خسارة الفريق أمام المحافظة بثلاثة أهداف نظيفة، الإدارة بعد تباين نتائج الفريق خشيت عليه من الهبوط وبادرت إلى تغيير واسع في كادرها الفني والإداري فجاء عبد المسيح دونا بديلاً لرافع وأول مباراة خاضها كانت مع الفتوة خرج منها بالتعادل 2/2 لكن الصدمة أن الفريق لم يعرف كيف يحافظ على تقدمه 2/صفر؟

خلاصة
في النهاية وأمام هذه التغييرات التي حققت أرقاماً قياسية نجد أن المدرب هو الحلقة الأضعف في كرتنا، ونجد أيضاً أن جزءاً كبيراً من هذه التغييرات تتحملها إدارات الأندية التي لم تسلك الطريق الصحيح في اختيار طواقمها منذ البداية، فكان همها النتائج قبل كل شيء، والكثير من الإدارات لم تقدم لفرقها ولمدربيها ما يحتاجون إليه، لكنها ملكت المحاسبة، فكان المدرب هو الضحية وكما يقولون تغيير مدرب أهون من تغيير فريق بأكمله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن