سورية

لجذبهم إلى صفوفها.. «النصرة» تعتقل العشرات بتهمة الانتماء إلى داعش

| الوطن

يسود توتر مناطق من محافظة إدلب إثر حملة اعتقالات تقوم بها جبهة النصرة الإرهابية، بدعوى البحث عن خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي، في محاولة من الأولى للظهور بمظهر المسيطر على المحافظة، واجتذاب الدواعش إلى صفوفها.
وبحسب نشطاء معارضين فقد شملت حملات المداهمة والاعتقالات عدة مناطق من ريف إدلب من بينها بلدتا سرمين والدانا، وأن اشتباكات وقعت بين الطرفين أسفرت عن «خسائر بشرية»، قبل أن يتمكن مسلحو «النصرة» من اعتقال عشرات المسلحين السابقين في ميليشيا «جند الأقصى» الذين انضموا إلى «النصرة» بعد حل تنظيمهم.
وذكر النشطاء أن الاعتقالات طالت أيضاً «مسلحين أوزبك»، يتبعون لواء «جيش الفتح»، وأن أنباء ذكرت أن «أميرا» لمجموعة من «الأوزبك» يحمل جنسية أوروبية كان من ضمن المعتقلين. ولفت النشطاء إلى أن مسلحي جبهة النصرة، اعتقلوا خلال مداهماتهم «عناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة إدلب عن طريق الخطأ لتعاود الإفراج عنهم بعد ساعات من احتجازهم».
وأفاد هؤلاء النشطاء بأن عمليات اعتقالات عناصر من «جند الأقصى» متهمين بتشكيل «خلايا نائمة لداعش» جرت في بلدة سرمين في ريف حلب الشرقي وتمت خلالها مداهمة منازل ومقرات، واعتقال عشرات المسلحين الذين اقتيدوا إلى جهة مجهولة. ونقل النشطاء عن «جهات محلية» اتهامها «النصرة» بأنها تحاول «إظهار نفسها على أنها الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الأمن في محافظة إدلب» وفي المناطق الأخرى التي تتواجد بها. وأوضحت المصادر أن عمليات الاعتقال التي جرت بمناطق من ريف إدلب، طالت مسلحين سوريين ومن جنسيات أخرى، وأن معظم المعتقلين من مسلحي «جند الأقصى»، الذي بايع قسم من أعضائه بعد حله تنظيم داعش، وبايع قسم آخر «النصرة»، وقد استهدفت مداهمات الاعتقال تحديداً هؤلاء.
وعزا النشطاء أسباب الاعتقالات إلى «اتهام مسلحي تنظيم «جند الشام» السابقين الذين انضموا إلى هيئة تحرير الشام بتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات استهدفت الهيئة وحلفائها» في إدلب. وعلق الصحفي المعارض أحمد أبا يزيد على هذه الأحداث قائلاً: إن «الجولاني، واسمه الحقيقي أسامة العبسي، وقادة فرع القاعدة السوري أصبحوا يحاولون الاستثمار في ورقة حرب الإرهاب، كمحاولات مستمرة لإقناع الدول باعتدالهم وأنهم شريك يمكن التعامل معه وإبقاؤه».
وأعلنت «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «النصرة» عمودها الفقري، نتائج اليوم الأول، من حملتها، وذكرت في بيان لها، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، أن «حملتها تركزت في عشر مدن: إدلب، النيرب، سرمين، الدانا، سلقين، حارم، إسقاط، بسنيا، قورقانيا، حتّان».
وأضاف البيان: إن عناصر «الهيئة»، ألقوا القبض على «مسؤول خلايا التنظيم شمال إدلب، أبو إبراهيم العراقي، مع سبعة عناصر كانوا برفقته».
ومن بين المعتقلين «والي داعش في الشمال السوري، أبو القعقاع الجنوبي، والمسؤول الشرعي، أبو السوداء المصري»، بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
ونتج عن الحملة «اعتقال أكثر من 123 أمنياً للتنظيم، بينهم خمسة قادة بارزين: الأمني العام في إدلب، المسؤول الشرعي في الشمال، ومسؤول الهجرة»، وفق البيان.
ويرى مراقبون أن حملة «النصرة» ضد الدواعش تهدف إلى ضمهم إلى صفوفها خصوصاً مع الانهيارات المتتالية للتنظيم في العراق وسورية. وتستمر الحملة في معظم مناطق محافظة إدلب، وذكرت «الهيئة» أنها «لن تتوقف حتى تحقق أهدافها».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن