تيلرسون في اسطنبول.. محاولة لترطيب العلاقات الأميركية التركية
| الوطن – وكالات
أوفدت الإدارة الأميركية وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى تركيا، عله يتمكن من ترطيب العلاقات مع أنقرة في وقت تتصاعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية بمنطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي الغربي.
وانتظرت تركيا هذه الزيارة كي تستعيد الأخذ والعطاء مع الأميركيين، خصوصاً أن الزائر الأميركي يحتاج إلى «الكرت التركي» ليلعبه على طاولة الأزمة القطرية. لكن، ذهاب تيلرسون مسلحاً بالتوافق الروسي الأميركي الأردني على هدنة جنوب غرب سورية، يقلص من خيارات أنقرة في شمال سورية. كما أن التوتر التركي الألماني يقدم للوزير الأميركي مزيداً من الأدوات للضغط على أنقرة كي تضبط إيقاع خطواتها بالمنطقة وفقاً للمايسترو الأميركي، خصوصاً في مرحلة ما بعد الموصل والرقة، أي ما بعد داعش.
وتعتقد واشنطن أن تركيا مجبرة على استعادة التنسيق معها، على الرغم من أن يد تيلرسون المدودة إلى أنقرة تأتي في حين يطعنها من الخلف مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك عبر الإصرار على التعاون مع «حماية الشعب» ضد داعش.
وتتالت جملة من العوامل أدت إلى زيادة الهواجس التركية من المرحلة الراهنة، سواء منها: انهيار دولة داعش المزعومة بكل من العراق وسورية، وما يبدو أنه توسع لنفوذ طهران في البلدين، وتصاعد الخلافات التركية الألمانية، وكذلك ازدياد الهوة ما بين أنقرة والرياض على خلفية الأزمة القطرية، وأخيراً، افتتاح مرحلة جديدة من التعاون الروسي الأميركي في سورية ضد مكافحة الإرهاب.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزير الخارجية الأميركي في إسطنبول. وبحسب مصادر في الرئاسة التركية، نقل عنها موقع «ترك برس»، فقد امتد اللقاء على مدار ساعة و40 دقيقة بعيداً عن عدسات الصحفيين، بحضور وزير خارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن أردوغان تناول مع تيلرسون آخر المستجدات الميدانية والسياسية المتعلقة بأزمة سورية، وخاصة في المناطق الشمالية من هذا البلد. وكشفت أن أردوغان أبلغ ضيفه الأميركي استياء بلاده من الدعم الذي تقدمه واشنطن لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية الذراع العسكرية لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري» (بيدا).
وتعتبر أنقرة كل من «بيدا» والوحدات بمثابة امتدادين سوريين لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأخير على قائمتيهما للتنظيمات الإرهابية.
وعشية زيارته إلى اسطنبول، قدم تيلرسون موقفاً أميركياً لافتاً حيال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف شهر تموز من العام 2016 الماضي.
وقال في رسالة بعثها إلى الشعب التركي بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتلك المحاولة: إن الشعب التركي حافظ في مثل هذا الوقت من العام المنصرم على نظامه الديمقراطي. وأثنى على «شجاعة» الشعب التركي ودفاعه عن «نظامه الديمقراطي القائم»، وترحم على أرواح «الضحايا الذين سقطوا في تلك الليلة».