سورية

حملة لمعارضين ضد مشاركة قضماني في جنيف

| الوطن

تعيش «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة أزمة بنيوية تتعلق بتجانس مكوناتها، على خلفية تعدد الولاءات والارتباطات الدولية لشخصياتها، وفي هذا الإطار تصاعدت مؤخراً حملة لمعارضين ضد مشاركة عضو «الهيئة» بسمة قضماني ضمن وفدها إلى محادثات جنيف 7 التي انطلقت أمس.
وبدأت حملة جمع تواقيع ضد مشاركة قضماني في وفد منصة الرياض عبر رسالة موجهة إلى المنسق العام للهيئة رياض حجاب وأعضاء الهيئة، بسبب حديث لقضماني قالت فيه وفق نشطاء معارضن: «دعونا ندخل إلى ثقافتنا كتباً مختلفة وعديدة إلى جانب القرآن».
وافتتحت الرسالة بالتعريف بأن منظمي الحملة هم «مجموعة من الشخصيات الثورية الحرة» الذين أكدوا أنهم يرفضون «رفضاً قاطعاً وجود المدعوة بسمة قضماني المقيمة في فرنسا منذ زمن بعيد في الوفد التفاوضي»، معتبرين أنها «تمثل تياراً وفكراً خاصاً بها تعمل وتسعى لاسقاطه على ملايين السوريين عرباً ومسلمين خاصة ابتداء من مهاجمتها للإسلام والقرآن وليس انتهاء في رفضها لعروبة سورية العربية، وسعيها من خلال تجميع من يؤيدون فكرها المتطرف غير المقبول من خلال مجمعات وأحزاب ودعمها لتطويعها كما تشاء».
وشدد منظمو الحملة على أن قضماني «لا تمثل أياً من السوريين في الداخل السوري أو معاناتهم»، معربين عن أملهم «استبدالها وعدم استمرارها في عضوية الوفد (..) حتى لا تفقد الهيئة مصداقيتها وثوريتها في تمثيل الأحرار والثورة».
وشدد منظمو الحملة على أن «نظام الحكم وشكل الدولة للجمهورية العربية السورية يحدده الشعب السوري وحده ولا يمكن لأي كان أن يفرض رؤيته ومعتقده ويسقطه على إرادة ورغبة الشعب السوري»، مؤكدين «وحدة سورية واستقلالها أرضا وشعبا وأنها جزء من الوطن العربي»، معتبرين أن «الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع في الدولة»، وأكدوا «على التمثيل العادل للمرأة في جميع نواحي الحياة في سورية».
في المقابل انبرى قسم من المعارضين للدفاع عن قضماني، فاعتبر الكاتب الصحفي المعارض فؤاد حميرة على صفحته في «فيسبوك»، أن الحملة «صراخ وعواء دليل أكيد على رعبهم من تهديدك بكشف عزراتهم»، وأن «هذا الصراخ ما هو إلا شهقات ذعر لأنك تكشفين أقفيتهم وتشيرين إليها بأصبعك الوسطى».
وطالب حميرة قضماني بكشف «تجارتهم بالوطن، وبالثورة، وكشف عمالتهم باسم الثورة وتآمرهم على الثورة باسم الثورة».
وكانت مواقع عربية، نقلت عام 2012 تقريراً لصحيفة الغارديان البريطانية كشف أن قيادات بارزة في المعارضة نصبت نفسها متحدثة باسم الشعب السوري، مرتبطة باللوبيات الأميركية وتتلقى تمويلاً من واشنطن بهدف تقويض الحكومة السورية، وذلك منذ فترة طويلة قبل اندلاع ما يسمى «الربيع العربي».
ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء في ما يسمى «المجلس الوطني السوري»، مثل بسمة قضماني ورضوان زيادة وأسامة منج على علاقة وثيقة باللوبيات الأميركية ومراكز الأبحاث التي تعمل مع معارضي النظام السوري منذ سنوات.
وتضاف هذه الحملة إلى التباينات التي باتت ملحوظة بين أعضاء الوفد التفاوضي لمنصة الرياض في جنيف وتشكيلته بعد التقارير التي تحدثت عن محاولات سعودية لاستبعاد المحسوبين على قطر من منصة الرياض وهيئة التفاوض من دون أن يتم التأكد إن كانت الحملة على قضماني تندرج في ذات السياق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن