النزوح السوري والاصطياد في الماء العكر
| ميسون يوسف
من المعروف أن العدوان حمل سوريين للنزوح إلى لبنان طلباً للأمن الذي انتهكه الإرهاب، وهو الإرهاب الذي أنتجه الغرب وساعده فيه دول وقوى إقليمية إضافة الى أحزاب وفئات لبنانية ساهمت في دعمه من أجل الإضرار بسورية.
وإلى جانب الأمن كانت هناك أسباب أخرى للنزوح تتصل بسياسات الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت أن تمتلك ورقة ضغط على سورية بعنوان النزوح، والكل يذكر كيف أن تركيا جهزت مخيمات الإيواء المزعوم قبل أن يكون هناك سبب حقيقي للنزوح، وفي الحديث عن لبنان والنزوح إليه فلا يخفى الدور البشع الذي قامت به أحزاب ما يسمى بـ14 آذار والذي تغلب موقفها السياسي على الواقعية والمصلحة الوطنية.
اليوم يشعر الكثيرون في لبنان أن النزوح السوري إلى هذا البلد بات يشكل ملفاً واجب الحل لأن لبنان لم يعد قادراً وفقاً لإمكاناته الذاتية وتراجع المساعدات الدولية للنازحين، على تحمل هذا العبء، وأن الخروج منه يفرض إعادة النازحين إلى ديارهم في سورية، ونحن نقول إن المنطق السليم يفرض هذه العودة ولاسيما أن الحكومة السورية التي استعادت الأمن والاستقرار على معظم الأماكن الآهلة في سورية وعقدت المصالحات، ترحب بذلك وهي حريصة على استعادة مواطنيها وتسوية أوضاعهم.
إن المنطق السليم يفرض وضع خطة مناسبة تشترك فيها حكومتا لبنان وسورية لتنظيم هذه العودة الآمنة، وتفرض هذه الخطة اتصالاً وتنسيقاً وعملاً مشتركاً من الحكومتين لإنجازها وتنفيذها وهو ما أكده السفير السوري في لبنان لـصحيفة «الأخبار» أن سورية لن تقبل بالوساطات بل بالتواصل الرسمي لحلّ هذه الأزمة.
لكن يبدو أن المنطق في اتجاه وحقد أولئك اللبنانيين في اتجاه آخر، يحول دون العمل السليم والوصول إلى حل، ثم يدعي بعضهم أنه لن يتصل بالحكومة السورية حتى لا «يعوم نظامها» وهو تبرير يضحك الثكلى، حيث يتساءل البعض: هل يظن هؤلاء «النكرة» أن سورية تعبأ بهم وباتصالهم، وهل يظنون أن سورية التي صمدت وقهرت عدواناً كونياً عليها تعطيهم وزناً أو تقيم لهم أي اعتبار؟
نقول هذا من دون أن نغفل أن لسورية في لبنان أخوة وأشقاء وحلفاء يقاسمونها أعباء الميدان والمصير ومواجهة العدوان ومعها قاتلوا ويقاتلون، ومعها انتصروا، وسيشاركونها بناء النظام الإقليمي العربي الجديد الذي لن يكون لعملاء الغرب وأدواته شأن فيه.
أما موضوع النازحين فإنه سيحل وحتماً سيحل على يد الشرفاء الذين يعملون يداً بيد مع سورية بثقة ومحبة واحترام أكيد.