رأي الفيس «العام»
| عبد الفتاح العوض
هل في بلدنا من يصنع الرأي العام؟
تقليدياً من يصنع الرأي العام هو «الإعلام» وفي درجة متداخلة مع الإعلام وجوه المجتمع وشخصياته العامة سواء من المثقفين أم من السياسيين أو من رجال الدين، أو رجال العلم، وكذا «الناجحون» يصنعون رأياً عاماً على اعتبار أن كل شخص يعتبر النجاح مقياساً أجدر بالاتباع والتقليد… وبدرجة أقل الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية.
سؤالي هنا..
هل أحد مما ذكرت يصنع رأياً عاماً في سورية؟ هل الإعلام السوري قادر على صناعة رأي عام… وهل لدينا أسماء إذا قالت تسمع ويؤخذ برأيها.
في موضوع الإعلام ثمة كلام كثير ولست في وارد الحديث عنه، فالقضية متشابكة جداً جداً، وشخصياً قلت سابقاً لدينا «إعلام بلا إعلاميين» وقد كتبت عن هذا الموضوع سابقاً ولا أريد أن أكرره الآن.
لكن في موضوع، هل لدينا أسماء إذا تحدثت سمعت؟
هذا هو السؤال الذي يجب علينا أن نجتهد في محاولة الإجابة عنه.
في بلاد اللـه الواسعة ثمة شخصيات لها معجبون عندما يعبرون عن رأيهم، يتبنى هذا الرأي الكثير منهم، ويبدؤون بالترويج له والدفاع عنه.
لكن هل لدينا «شخصيات» سورية إذا عبرت عن رأيها تجد من يتبنى هذا الرأي ويثق به؟
لن أجيب… أترك فرصة الإجابة لكل منا حسبما يراه ويتابعه ويعرفه.
لكن الملاحظ أننا نميل إلى التفتيش عن العيوب في أي رأي وليس لنا ثقة بشخصياتنا اللهم إلا بعد أن يواريهم التراب أو يواريهم النسيان!
بكثير من الواقعية:
صانع الرأي العام في سورية هو «الفيسبوك»… في هذه الفترة وربما منذ بداية الأزمة أصبح الفيسبوك هو مرجعية الرأي العام.. في بعض الأحيان تقود «الحالة» الأولى بقية الحالات… ويقود «التعليق الأول» بقية التعليقات وما أقوله الآن هو توصيف للحالة لكنها بحاجة إلى تحليل أعمق ومن أناس مختصين.
فهل أصبح المجتمع «خاوياً» وسهل الانقياد؟
لكن وهذه لكن مهمة:
بعد أن يتم تشكيل «رأي عام» من خلال الفيسبوك ما النتيجة؟
بصراحة: أقرب إلى لا شيء! تكاد تكون مجرد ثرثرة.
لأن هذا الرأي العام لا يجد مؤسسة أو اتحادات أو نقابات أو غير ذلك للاستفادة منه أو لوضعه في إطاره السليم.
نقطتان جديرتان بالمناقشة: هل لدينا أحد مهتم بالرأي العام؟ بمعنى هل صانع القرار بكل مستوياته يهتم بما يريده الرأي العام؟ وهل لدينا أحد ما يقيس اتجاهات الرأي العام؟ النقطة الثانية.. ما المهم؟ صناعة الرأي العام أم معرفته؟
البسطاء فقط يظنون أن الدول الكبرى، أو دعنا نقل استخباراتها، لا تسعى على أسس مصالحها إلى أن تكوّن الرأي العام وتقوده… ومن البساطة أكثر أن نظن أن في بلادنا من لا يهتم «كثيراً» للرأي العام لا صناعة ولا قراءة.
لكن حملة على الفيسبوك يقوم بها أحياناً أشخاص بدوافع مختلفة، ليست كلها بريئة، وليست كلها مدفوعة الأجر، قادرة على إزعاج المسؤول لساعتين فقط.. فيما يذكرك بالحالة الفيسبوك بعد عام ولا يذكرها لأحد سواك.
نحن بحاجة إلى مؤسسة أكاديمية لقياس الرأي العام ومعرفة اتجاهاته وآرائه.. احتراماً له على الأقل.. وأقول أكاديمية كي لا يحركها أحد أو يصنع قراراتها أحد.
أقوال من ذهب:
طموحي أن أموت من الإرهاق لا من الملل.
علينا دائماً البحث عن الشخص القدير الذي يمكنه أن يرحب بالآراء التي عادة ما يدينها.
نؤمن بوجود العالم الآخر، لكننا لا نؤمن بوجود الرأي الآخر.