أهالي حلب يطالبون بالحسم العسكري لتأمين غرب المدينة
| حلب- الوطن
أعاد استشهاد 5 مدنيين وجرح 10 آخرين الإثنين في حلب بقذيفة أطلقها الإرهابيون من حي الراشدين الذي تسيطر عليه «جبهة النصرة» الإرهابية، التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» والمكون الرئيسي لـ«هيئة تحرير الشام»، على حي حلب الجديدة إلى الأذهان مشاهد ما قبل تحرير المدينة نهاية العام الفائت.
ودفع ذلك، ومع تكرار استهداف المدنيين وسقوط شهداء وجرحى في صفوفهم، إلى مطالبتهم مجدداً بالحسم العسكري في محيط المدينة الغربي والذي لا زال يشكل عامل خطورة يهدد سلامتهم على الدوام.
وطالب العديد من الأهالي عبر «الوطن» الجيش العربي السوري بشن عملية عسكرية في جبهات غرب المدينة تعيد الأمن والأمان للأحياء المجاورة التي تشكل خطوط تماس معها وتطولها قذائف الإرهاب بشكل مستمر.
وتؤلف جبهات الريف الغربي للمدينة نصف قوس يمتد من منطقتي الراشدين 4 و5 جنوب غرب المدينة ويستعمل الإرهابيون الأخيرة كنقاط ارتكاز لإطلاق القذائف المتفجرة والصواريخ على حيي الحمدانية وحلب الجديدة المجاورين ومنطقة منيان المتاخمة لهما في حين تشكل منطقة البحوث العلمية الحد الفاصل لسيطرة المسلحين غرباً من جهة حلب الجديدة وصولاً إلى طرف القوس في منطقة الراشدين 1 وتلة شويحنة وحي غرب الزهراء وصالات الليرمون الصناعية في الجهة الشمالية الغربية للمدينة.
ولا يكف المسلحون عن إطلاق القذائف المتفجرة وقذائف المدفعية من حي غرب الزهراء والصالات الصناعية وضهرة عبد ربه المجاورة على منطقة الليرمون الصناعية وحي الشهباء الجديدة في اختبار لقدرة الجيش السوري، القادر على دحرهم، على التحمل.
ورأى مراقبون لـ«الوطن»، أن جبهات غرب المدينة تشملها مناطق خفض التصعيد الأربع والتي لم ترسم حدودها من طرف ريف حلب الغربي الذي يفترض أن لحق قسم منه بمحافظة إدلب، وهو السبب الرئيسي الذي يمنع الجيش العربي السوري من الرد أو شن عملية عسكرية كاسحة لتحرير المنطقة كاملة، وهي المنطقة التي شملها اتفاق وقف الأعمال القتالية الموقع في 30 كانون الأول ما قبل الماضي.
لكن خبراء عسكريين، أكدوا لـ«الوطن» أن مناطق الريف الغربي لحلب والمتاخمة للمدينة والتي تشكل خطوط جبهات مفتوحة غير مشمولة بمناطق خفض التصعيد لأن «النصرة» تسيطر مع ميليشيات «تحرير الشام» المندمجة معها في «تحرير الشام» وخصوصاً «حركة نور الدين الزنكي» غير مشمولة بالاتفاق الذي رعته روسيا وتركيا وإيران في «أستانا» ووافقت عليه الحكومة السورية، الأمر الذي يفسح في المجال أمام الجيش للقيام بعملية عسكرية يؤمن فيها خاصرة المدينة الضعيفة من الغرب.
وكان الجيش بدأ تمهيداً نارياً منتصف نيسان الفائت نحو الجبهات الغربية لحلب في مسعى لم يكتمل لتأمين حلب الكبرى وحقق تقدماً فيها قبل أن يتوقف من دون استكمال مهمته التي أوقف معركتها أيضاً مع سيطرة الإرهابيين على مناطق في ريف حماة الشمالي التي استعادها جميعاً ثم تفرغ لقتال تنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب الشرقي بعدئذ.
ويظل طرد «النصرة» وحلفائها من ريف حلب الغربي المتاخم للمدينة هدفاً مشروعاً للجيش في انتظار الظرف المناسب لبدء عملية عسكرية شاملة تنهي معاناة السكان وتبعد الخطر الداهم عن الشهباء بعدما قدموا آلاف الشهداء قرابين لتحرير كامل تراب مدينتهم.
يذكر أن الجيش طهر الأحياء الشرقية من المدينة بانسحاب آخر مسلح منها في 22 كانون الأول الماضي وأعاد الأمن والاستقرار لحلب باستثناء ما تتعرض له الأحياء الغربية الماسة لمناطق سيطرة المسلحين في ريف حلب الغربي.