الأزمة زوجتني.. والأزمة طلقتني
| اللاذقية – عبير سمير محمود
«لم أحلم بقفص ذهبي كل ما أردته عيشة كريمة ولكن الأزمة لم ترحمني!» هكذا تلخص إحدى السيدات تجربة زواجها التي لم تدم طويلاً بسبب ظروف الحرب، وأوضحت لـ«الوطن»: الأزمة زوجتني وطلقتني، فبسبب ظروف البلاد واضطراري للعمل في أحد مقاهي اللاذقية تعرفت إلى الشاب الذي أصبح زوجي عام 2015، واليوم أعدّ طليقته بعد أن أرغمني على ترك العمل لأتفرغ كلياً لتربية طفلنا ما جعل معيشتنا تفتقر لأبسط أمور الحياة الكريمة مع خسارتي لمرتّبي الذي كان يساعد مع مرتّب زوجي حينها على تدبير أمورنا»، وتابعت: بدأت مشاكل الحياة اليومية تتفاقم فيما بيننا بسبب تراكم الديون المتزامن مع ارتفاع أسعار كل مستلزمات المعيشة التي أنهكتنا وجعلت قفصنا المتواضع يتحول إلى خرابة خرّبت حياتنا وانتهت بانفصالنا بعد نحو سنة ونصف السنة من الزواج لا أكثر».
وأكدت أنها ترددت في البداية بسبب تحذيرات المحيطين بها عما سيؤدي هذا القرار سواء من ناحية تأثيره على حياة ولدها أو من ناحية نظرة المجتمع لها الذي قد يحولها «لفريسة سهلة وعلكة بألسنة الناس» كما نقلت عنهم، إلا أنها لم تملك خياراً آخر، وأكدت عدم تعرضها لأي مما ذكر مبينة: هذا الأمر كان زمان أما اليوم فالوضع مختلف حول مصير المطلقات والمطلقين عموماً في ظل الأوضاع الصعبة التي باتت تهدد حياة المئات من العائلات في سورية ما يجعلهم عرضة لهذه التجربة المرة.
فالأزمة أو الحرب.. لها آثارها السلبية على الحياة الزوجية وخاصة من الناحية الاقتصادية، وقد وصلت حالات الطلاق في محافظة اللاذقية خلال الأزمة أي منذ بداية عام 2011 حتى نهاية عام 2016 إلى 3278 حالة كما أكد مصدر مسؤول في مديرية الأحوال المدنية باللاذقية لـ«الوطن» مضيفاً إنه تم تسجيل 151 حالة طلاق في النصف الأول من عام 2017 في محافظة اللاذقية.