رئيس قسم اجتماع درعا: المطلقة فريسة للطامعين
| درعا – الوطن
يتحدث الشارع الحوراني بشكل شبه يومي عن وقوع العديد من حالات الطلاق، وخاصة أن الأزمة فاقمت المشكلات الأسرية وزادت من هذه الظاهرة، وعلى سبيل المثال تم تداول حالة طلاق بين زوجين لاختلاف أرائهما حول مجريات الأحداث، بينما طلق آخر زوجته لضعف دخله وعدم مقدرته على تحمل مصاريف الأسرة، وتطلق زوجان لخلافهما حول مكان السكن فطرف يريد الإقامة في المناطق الساخنة والآخر في الآمنة، والمصيبة أن الأب أثناء وجود ابنه عنده في موعد الزيارة وفق ما هو متفق عليه غافل الأم وسافر بالولد خارج القطر، وهناك حالات كثيرة بأن أحد الطرفين ترك الأسرة وغادر إلى الأردن ولم يقبل بالعودة فحدث الطلاق، والمشكلة وفق متابعين في أن هؤلاء المطلقات قبعن في بيوت ذويهن مع تضاؤل فرص معاودة زواجهن ضمن الظروف الراهنة إذ قل الرجال أو لم يعد باستطاعتهم الزواج ضمن الأوضاع المعيشية والسكنية الصعبة، ورفض بعض الأهل طلب مطلقة كزوجة لأحد أبنائهم وإن حالفها الحظ فلن تنال سوى رجل مسن أو مريض، إلا إذا كانت مقتدرة ماليا فيكون زواج الشاب منها بدافع الطمع وعلى الأغلب سيكون الفشل حليف مثل هذا الزواج.
رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق – فرع درعا سامي الشيخ محمد ذكر لـ«الوطن» أن للطلاق أسباباً متعددة تتمثل باختلاف الأفق الثقافي بين الزوجين مشيراً إلى أن الطلاق يؤدي إلى انتشار ظواهر اجتماعية غير سوية في صفوف المطلقين مثل العلاقات الشاذة وغير الشرعية والانحرافات السلوكية وهو ما ينعكس بدرره على بنية المجتمع، كما يفاقم المشكلات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة ويتسبب في نشوب خلافات اجتماعية بين أسر المطلقين ويزيد الكراهية والعداء.
وبين الشيخ محمد أن النظرة للمطلقة تنطلق من فهم اجتماعي خاطئ ومغلوط في جزء كبير منه، حيث ينظر لها على أنها شاذة وغير مستحبة في ظل غياب الوعي المعمق لفهم ظاهرة الطلاق وأسبابه الموضوعية والذاتية، وتصبح المطلقة فريسة للطامعين بها أو التعرض لها والإساءة لسمعتها الشخصية واستغلالها استغلالا بشعا لا يليق بها وبكرامتها الإنسانية.