سورية

مساعٍ روسية لتحييد تفاهمات هامبورغ عن الصراع الداخلي الأميركي

| الوطن – وكالات

بدت موسكو وكأنها تكافح لتحييد نفسها، وما تم التوافق عليه في هامبورغ بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب من تفاهمات، عن التشنج السياسي الكبير في واشنطن حول نتائج اللقاء الذي جرى على هامش قمة مجموعة العشرين.
وأكدت الدبلوماسية الروسية، التي يواصل رئيسها وزير الخارجية سيرغي لافروف مساعيه في عاصمتي بلجيكا وألمانيا من أجل إعادة إطلاق العلاقات ما بين موسكو والعواصم الأوروبية، أن اتفاق تخفيف التصعيد في جنوب غرب سورية، الذي تم التوقيع عليه في العاصمة الأردنية مؤخراً، ينص على إنشاء «مركز مراقبة»، وأنه تم توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء المركز.
ويبدو أن إدارة ترامب تعمل على إضفاء طابع السرية على تحركاتها مع موسكو، خصوصاً في ضوء الهجمات الداخلية على لقاء هامبورغ، وازدياد حدة المواجهة السياسة داخل العاصمة الأميركية بشأن علاقة مفترضة للرئيس الأميركي مع روسيا خلال فترة السباق إلى الرئاسة الأميركية. ولقد تسبب إعلان ترامب عن تعاون مع روسيا لإنشاء وحدة أمن سبيراني (رقمي) بانتقادات كبيرة داخل الوسط السياسي الأميركي، انتهت بتراجعه عنها.
ومن بروكسل، واكب وزير الخارجية الروسي اليوم الثالث من محادثات جنيف السورية السورية بنسختها السابعة، بتأكيد أنها اكتسبت «زخماً جديداً وديناميكية إضافية» جراء النتائج التي حققتها اجتماعات أستانا الخمس حول سورية. ومضى محذراً خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرز، من تعنت المعارضة خلال الجولة القائمة من المحادثات، وقال: «نعول على تحقيق تقدم خلال هذه الجولة. وهنا من المهم أن تمتنع «المعارضة» عن الشروط المسبقة والإنذارات وتلتزم بقرارات الأمم المتحدة». وشدد على أن الأوضاع في سورية بدأت تشهد تغيرات إيجابية بعد الاتفاق على إنشاء أربع مناطق تخفيف تصعيد حيث تم تشكيل منطقة تخفيف تصعيد في جنوب البلاد، وبدأ فيها وقف الأعمال القتالية اعتباراً من الأحد الماضي، في إشارة إلى إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة الذي صدر من عمان بعد اتفاق الزعيمين بوتين وترامب.
ورد على المتحدثة باسم الخارجية الأميركية التي اعتبرت أنه من السابق لأوانه الحديث عن إقامة مركز لمراقبة تنفيذ «اتفاق عمان»، بطريقة لا تخلو من السخرية. وتهكم قائلاً: «بشأن التصريحات (الأميركية) وكأن الاتفاق حول تأسيس مركز مراقبة في عمان مازال قيد المناقشة، لا أعرف القواعد في الخارجية (الأميركية) بشأن الوصول للمعلومات، لكن الوثيقة الموقعة في عمان من ممثلي روسيا وأميركا والأردن، تحتوي بنداً محدداً، يثبت التوصل لاتفاق حول تأسيس مركز كهذا» وفق وكالة «سبوتنك».
وأكد لافروف بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكترونية توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء مركز مراقبة في الأردن.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسية أن المفاوضات بشأن إقامة ثلاث مناطق أخرى لتخفيف التصعيد «إدلب – غوطة دمشق الشرقية – ريف حمص الشمالي» لا تزال مستمرة، مبيناً أن مفاوضات أستانا الأخيرة حققت تقدماً معيناً بهذا الشأن. وأعرب عن أمله في أن تتمكن الجولة القادمة من المفاوضات التي ستجري في أستانا الشهر المقبل من إكمال العمل في هذا المجال.
من جانبه أعرب وزير الخارجية البلجيكي عن ترحيب بلاده بالاتفاق على إنشاء مناطق تخفيف التصعيد في سورية وتطويرها. ولفت إلى أن بلاده تعرضت للهجمات الإرهابية وقال: «يجب أن نوحد الجهود لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تهاجم المدنيين في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا».
ووصل لافروف إلى بلجيكا أول من أمس، حيث دعا خلال لقائه مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى رفع العقوبات الأوروبية والأميركية عن الشعب السوري. ومن المقرر أن يغادر لافروف بروكسل إلى برلين، للقاء نظيره الألماني زيغمار غابرييل.
وبدوره، سعى الكرملين إلى تحييد روسيا عن العراك الداخلي في أميركا حول علاقة مفترضة لترامب مع روسيا. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أن موسكو لا تتوقع تنازلات من رئيس الولايات المتحدة، وهو ذاته غير مستعد لتقديمها، مقراً بأن لقاء الزعيمين الروسي والأميركي «أثار موجة جديدة من المنشورات الفاضحة في وسائل الإعلام (الأميركية).. حول التأثير الروسي (المزعوم) على الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة»، ووصف ما يجري بـ«المسلسل الطويل»، واستدرك قائلاً: «لا داعي لجرنا إلى هذا المسلسل بأي شكل، نحن لا نشارك ولا نلعب في مثل هذه المسلسلات».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن