سورية

مسلحو حلب يخرقون الهدنة والجيش يلقنهم درساً

| حلب – الوطن

أحبط الجيش العربي السوري محاولة تسلل للمجموعات الإرهابية التي تقودها «جبهة النصرة»، التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» والمكون الرئيسي لـ«هيئة تحرير الشام»، في جمعية الزهراء شمال غرب حلب في أول خرق واسع للهدنة منذ إخراج آخر مسلح من حلب نهاية العام الفائت.
وقال مصدر ميداني لـ«الوطن»: إن الجيش رصد تحركات وحشوداً للجماعات الإرهابية قرب خطوط التماس في جمعية الزهراء قادمة من بلدة كفر حمرة في الريف الشمالي ومن قبتان الجبل في الريف الغربي واستخدم قنابل مضيئة لكشف المنطقة بعد أن استعد لمواجهة شاملة بدأت بعد فجر أمس واشتملت جبهات إكثار البذار والليرمون والجوية التي شهدت الهجوم الأعنف الذي رافقه إطلاق قذائف متفجرة من قبل المسلحين على منازل المدنيين خصوصاً في حي الزهراء من دون تسجيل إصابات في صفوفهم.
وأكد المصدر، أن الجيش وبمؤازرة القوات الرديفة لقن المسلحين بقيادة «النصرة» درساً قاسياً وبليغاً لمنع تكرار هجماتها واستطاع قتل 11 منهم وجرح العشرات، بالإضافة إلى تدمير آليات منها دبابة وعربتي بي إم بي ورشاشات ثقيلة، ما اضطر المسلحين إلى الانكفاء بعد نحو ساعتين من المواجهات إلى الخطوط الخلفية تاركين جثث بعض قتلاهم في أرض المعركة.
وأوضح، أن المسلحين وإثر إخفاق مقامرتهم أطلقوا عشرات الطلقات المتفجرة من الرشاشات الثقيلة ومنها عيار 23 ملم على الأحياء السكنية البعيدة عن خطوط التماس ولدت الخوف والرعب لدى السكان الآمنين قبل شروق الشمس كما في الخالدية وشارع النيل ومساكن السبيل والشهباء الجديدة والشهباء القديمة والمحافظة والموكامبو والفرقان حيث استيقظ الأهالي فزعاً ولاذوا بأماكن آمنة لاسيما في الغرف الداخلية والممرات وفي الأقبية على حين خلت الشوارع من حركة المرور إلى حين السيطرة على الوضع وتراجع حدة الاشتباكات.
وبين خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في «تحرير الشام» مثل «حركة نور الدين الزنكي» أخطأت الحسابات بفتح معركة جمعية الزهراء لأنها من أهم الجبهات العصية على الاختراق يدل على ذلك عشرات الهجمات ومحاولات التسلل التي بذلتها على مدار 3 سنوات من عمر الجبهة.
وأشار الخبراء إلى أن توقيت الهجوم يدل على رغبة الدول الداعمة في إدخال حلب على خط ساحة المواجهة بعد الهدوء النسبي الذي عاشته منذ دحر المسلحين منها والذي يتخلله سقوط قذائف على أحياء التماس الآمنة بهدف ترهيب السكان وآخرها القذائف التي حصدت أرواح 5 من المدنيين وجرحت 10 آخرين في حي الحمدانية المجاور لمنطقة الراشدين 4 أهم معقل لفرع تنظيم القاعدة في سورية ونقطة الارتكاز الرئيسية له لشن هجمات باتجاه المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري.
ولفتوا إلى أن الخلاف بين قطر من جهة والسعودية ودول خليجية من جهة أخرى لعب دوراً في إشعال جبهات حلب الغربية من جديد رغم أن هدنة 30 تشرين الأول من العام ما قبل الماضي سارية المفعول والمساعي التي تبذل لكي تشمل مناطق تخفيض التصعيد» الأربع مساحة واسعة من ريف حلب الشمالي قبل ترسيم حدود المناطق التي فشلت الجولة الأخيرة من مشاورات «الأستانة» في وضع لمساتها الأخيرة عليها.
وشدد الخبراء على أن الجيش العربي السوري غدا في حل من تعهداته ببدء معركة حاسمة تشمل جميع جبهات غرب المدينة الممتدة من منطقتي الراشدين 4و 5 جنوب غرب حلب مروراً بالبحوث العلمية غرباً وتلة شويحنة وجمعية الزهراء والصالات الصناعية في الليرمون وضهرة عبد ربه شمال غرب المدينة، وهي التي تسبب صداعاً مزمناً لقاطني الأحياء المماسة لها والقريبة منها في ظل عدم تورع المسلحين في شن هجمات وإطلاق الصواريخ والقذائف المتفجرة على الأحياء الآمنة غرب المدينة.
وعمدت مروحيات الجيش إلى إلقاء مناشير فوق الريف الغربي لحلب أعطت المسلحين «فرصة حقيقية» لإلقاء السلاح وحضت الأهالي على الضغط عليهم للدخول في مصالحات محلية تحقن الدماء قبل أن يتم إرسال رسائل نصية إلى خلويات الأهالي في حلب تطالبهم بالوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري.
وفسر بعضهم الأمر بأنه المحاولة الأخيرة التي تعرض على المسلحين لتسليم السلاح قبل شن الجيش عملية عسكرية واسعة أعد لها العدة جيداً ضد مسلحي تلك المناطق للحفاظ على أمن واستقرار سكان حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن